ردود حول تشكيك القمني بآيات القرآن الكريم
خبير أثري: القمني يشكك في القرآن ويشبه موسى عليه السلام بالرفاعية
قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، والخبير الأثري المعروف، إن الدكتور سيد القمني يحاول طوال تطويع الآثار والاكتشافات الأثرية لتأكيد وجود مدينة رعمسيس التى ذُكرت في سفر الخروج، الإصحاح الأول – الآية 11، ويعتمد على نصوص التوراة في كل ما يذكره، وعندما يأتى لحقائق القرآن الكريم، لا نجد إلا التشكيك والإنكار.
وجاءت تصريحات الدكتور ريحان إلى الفجر، ردًا على الحلقة المذاعة على فضائية القاهرة والناس للدكتور سيد القمني، يوم 26 أكتوبر وإعادتها يوم 11 نوفمبر وموضوعها عن التجلي الأعظم.
تشكيكات القمني
وأشار ريحان إلى نماذج من تكشيكات القمني حول معجزة شق البحر ونجاة نبي الله موسى وغرق فرعون مدعيًا أن شق البحر تم بحيلة من نبي الله موسى كما يفعل أصحاب الطرق الرفاعية وربط بينهم وبين «الرافايين» المذكورين في التوراة لعبًا بالألفاظ واحتيالًا على الناس بإخراج الثعابين من المنازل ويدخلون المنزل بعصا وهي في الحقيقة ثعبان حيث أن الأفعى لها غدة بالضغط عليها تصبح عصا وبالضغط عليها مرة أخرى تصبح حية.
القمني يشبه سيدنا موسى بالرفاعية
وتابع ريحان أن القمني شبه نبي الله موسى عليه السلام بهؤلاء في احتيالهم على الناس وإيهامهم في وجود ثعابين في منازلهم على أن شق البحر تم بالاحتيال وذكر مشككًا في آيات القرآن الكريم أنه لا توجد وثيقة تاريخية تؤكد غرق فرعون وجيشه.
ورد ريحان: أن الحقيقة القرآنية الدامغة لا تحتاج إلى وثيقة تاريخية أو اكتشافات أثرية لإثباتها فإذا ذكر القرآن الكريم حادثة الإسراء والمعراج والذي أنكرها القمني أيضًا فلا نبحث عن دليل تاريخي أو أثري على صدقها وإذا ذكرت الآيات الكريمة غرق فرعون وجيشه ونجاة نبي الله موسى فلا حاجة لوثيقة تاريخية تؤكد ذلك.
نصوص القرآن الكريم
وقد جاء في الآية الكريمة }إِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ{ سورة البقرة آية 50 فالنص هنا واضح عن نجاة بني إسرائيل وغرق فرعون وفي الآية الكريمة }وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ{ سورة يونس آية 90 تؤكد تتبع فرعون وجنوده لنبي الله موسى مع بني إسرائيل حتى أدركه الغرق ومن المعروف نطق فرعون بالإيمان في آخر لحظة وأنجاه الله بجسده ليكون في مكان ما يراه الجميع ولا يعرفون مومياؤه كعبرة وعظة كما جاء في الآية الكريمة }فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً{ سورة يونس آية 92.
وعن سبب عدم وجود وثائق تاريخية أو أدلة أثرية على وجود بني إسرائيل في مصر وخروجهم لأن التاريخ دائمًا يكتبه المنتصر وقصة بني إسرائيل لا تمثل انتصارًا بل بلاءات متعددة نتيجة رفض أحد حكامها خروج بني إسرائيل ومشاكل متعددة أثناء وجود بني إسرائيل في مصر وقد فتحت مصر أبوابها لمختلف العمالة الأجنبية مع الاحتفاظ بالعناصر التى لم تشارك الهكسوس العداء للمصريين ومن بينهم بني إسرائيل إذ ظل هؤلاء يتمتعون بكافة امتيازاتهم ورعي قطعانهم وزراعة جزءً من أراضي منطقة شرق الدلتا الخصبة وممارسة مهنة صيد الأسماك والطيور من أحراش الدلتا المجاورة، ولم ينس المصريون في بداية الدولة الحديثة فضل يوسف الصديق عليه السلام، عليهم وإنقاذ مصر من المجاعة.
ولفت الدكتور ريحان إلى العلاقة بين المصريين وبني إسرائيل تغيرت إلى الأسوأ بسبب سيطرتهم على أخصب بقاع الدلتا والوادي بحيث أنهم أقاموا حدودًا من العلامات الحديدية التى دقوها على أراضيهم ثم جعلوا لهم أسوقًا خاصة استخدموها في تسويق ما يريدون وكونوا علاقات نسائية خاصة قائمة على الرشوة والدس بالفساد وأنهم في مرحلة الأسرتين السابعة عشرة والثامنة عشرة كانوا صفًا ثانيًا يمثل موقفًا مضادًا لمصر والمصريين وبدأوا أعمال الشغب والإضراب عن العمل فبدأ "الفرعون" يفكر في التخلص منهم بقتل الأبناء واستحياء النساء.
كما تخوف منهم الملك المصرى خاصة أنهم ليسوا على انسجام مع المصريين وخشى إذا حدثت حرب أن ينضموا إلى أعداء مصر، ويقال إن الإسرائيليين تجسسوا أو عملوا جواسيس على المصريين لصالح أعدائهم وخشى فرعون أيضًا من خروجهم من مصر لعلمهم بأسرار المصريين.
وأشار ريحان إلى أن الإشارة الوحيدة لكلمة إسرائيل في تاريخ مصر القديمة تجسّد في لوحة مرنبتاح وهى لوحة لا تعنى إسرائيل كشعب بل قبيلة ما أو مجموعة ما بهذا الاسم من خلال المخصص الخاص للكلمة وما دون ذلك فلم يذكر تاريخهم بالمرة.
وختم ريحان: أنه على الرغم من علم الدكتور القمني بذلك لكنه يتخذها حجة للتشكيك في آيات القرآن الكريم في نفس الوقت الذي يتخذ التوراة أدلة كاملة وتاريخية وأثرية ويطوع لها الاكتشافات الأثرية لخدمة رؤية خاصة لا علاقة لها بالمنهجية أو البحث والأمانة العلمية والمصداقية.