مصطفى عمار يكتب: قانون مكافحة الذباب الأزرق
استطاعت الدولة المصرية أن تتصدى لكل مظاهر الفوضى واللا دولة التى عاشتها البلاد عقب انهيار الدولة المصرية بعد أحداث يناير ٢٠١١.. وعلى مدار ٧ سنوات كاملة.. استطاعت الدولة خلالها أن تقف من جديد على أقدامها وتعيد للدولة المصرية هيبتها ومكانتها سواء داخليًا أو إقليميًا أو حتى دوليًا.. عادت مصر رغم ما عانته دولة شابة تقاوم وتحاول وتبنى.. بعض الأرقام الخاصة بالدين الداخلى أو الخارجى قد تزعج البعض ولكن فى الحقيقية أمام ما تحقق على أرض الواقع وأمام الخطة الواضحة التى تبناها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى.. تؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح.. وأننا نخطو خطوات كبيرة وواضحة فى بناء جمهوريتنا الجديدة التى سينعم بها الأجيال الجديدة التى يضعها رئيس الدولة هدفًا لقيادة مصر مستقبلًا.. ويتمنى أن يسلم لها الراية والدولة فى أفضل حالتها لا مثلما تسلمها هو.. منهارة سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.. ما حدث فى مصر معجزة لا تقبل التشكيك.. مراكز بحث عالمية وبنوك دولية أن ما حققته مصر بالفعل معجزة يصعب تكرارها فى دولة مرت بما عانته مصر على مدار سنوات طويلة من الشيخوخة والفساد.. لنصل إلى ما نحن عليه الآن.. وبالطبع لا يوجد شىء كامل ولا توجد دولة دون سلبيات أو حتى فساد.. فهذه مواصفات المدينة الفاضلة التى لم ولن تتحقق على وجه الأرض.. ومن أكثر منغصات دولتنا حاليًا.. هى ظاهرة اللجان الإلكترونية المأجورة.. التى تحاول توجيه الرأى العام وصناعة الأزمات ونشر الفتنة والتعصب والإرهاب.. والتى بالطبع يقودها أشخاص أو جماعات متطرفة.. والسؤال هنا.. لماذا لم يطرح مجلس النواب المصرى تلك الظاهرة للدراسة ومحاولة الوصول لقناون يحاربها فى محاولة للقضاء عليها.. وتحجيم دورها فى ترهيب الرموز الوطنية وقيادات الدولة بين الحين والآخر بصناعة «ترند» وهمى لتخويف كل من يقف أمامهم أو تتعارض مصلحتهم معه.. فعلى سبيل المثال ما حدث مع الإعلامى إبراهيم عيسى وعمرو أديب أكبر دليل على وجود جهات وأشخاص يحركان هذه اللجان الإلكترونية لتصفية أى عاقل يتحدث وأى شخص يدافع عن الدولة.. إبراهيم عيسى تحدث عن مستوى التعليم وافتقار بعض التخصصات للثقافة التى يحتاجها تخصصه.. وضرب مثلًا بسيطًا بالصيدلى الذى يقرأ القرآن فى وقت فراغه ليتفقه فيه.. وأن الأفضل له أن يتفقه فى علم الصيدلة ليفيد البشرية.. لأن القرآن الكريم وعلوم الدين ليست تخصصه وتعلمه لها لن تفيد من حوله مثلما يجتهد فى البحث والدراسة والقراءة حول مجاله المتخصص.. وبالطبع أشعلت النيران فى إبراهيم عيسى من طيور الظلام ولجانهم الإلكترونية.. وهو ما حدث مع الإعلامى عمرو أديب.. الذى طرح سؤلًا مشروعًا.. حول كيف للنادى الأهلى أن يهنئ محمد أبوتريكة بعيد ميلاده وهو مدان بحكم قضائى يدينه بانتمائه لجماعة إرهابية؟.. وهل الأهلى لا يحترم أحكام القضاء المصرى أو يرى أن انتماء أبوتريكة لجماعة الإخوان شىء لا يدينه؟.. وما أن طرح عمرو هذا السؤال حتى تحول فى لحظة إلى «إعلامى عاهر» على موقع تويتر بفعل لجان إلكترونية تعلم الدولة ومؤسساتها الأمنية جيدًا من يحركها ويمولها.. فهل من الطبيعى أن تظل هذه اللجان ومن يقفون خلفها دون معاقبة أو حساب.. يجب أن يتحرك مجلسا النواب والشيوخ لمناقشة هذه القضية شديدة الخطورة لوضع قانون يواجهها أملًا فى القضاء عليها.
وأعتقد أن أفضل اسم لهذا القانون هو قانون مكافحة الذباب الأزرق.