بالفيديوو الصور .. "الفجر" ترصد مأساة عائلة بالواسطي .. إختفاء "أم" وطفلتيها فى ظروف غامضة ببنى سويف

بالفيديوو الصور ..
بالفيديوو الصور .. "الفجر" ترصد مأساة عائلة بالواسطي .. إخت

تعيش أسرة الشيخ عاشور بمدينة الواسطي ببني سويف ، مأساة حقيقية منذ إختفاء ياسمين ـ 28 سنة أبنتهم وإبنتيها حبيبة ـ 6 سنوات و مللك ـ 3سنوات ، فيخشون من أن تكون تعرضت نجلتهم وبناتها لمكروه ، الأب والأم والأشقاء والزوج ، جميعهم أكدوا عدم إشتبائهم جنائياً فى الإختفاء ، وقاموا بتحرير محضر بمركز الشرطة يحمل رقم (45/75) إداري الواسطي ، ومنذ تاريخ إختفائها يوم السادس عشر من سبتمبر الجاري ، وقلب العائلة جميعاً يحترق كل يوم ألف مرة فالوالد وأبنائه دائم الغياب عن المنزل بحثاً عن إبنته وحفيدتيه ، والزوج ذابت قدماه من الترحل بين مراكز وقري المحافظة أملاً أن يجد زوجته وبناته عن أحد الأصدقاء والأقارب ، والأم قابعة خلف باب المنزل ، وإذا سمعت طرقة على الباب ، إندفعت إليه لعلها تكون ابنتها

توجهت الفجر إلى منزل الأسرة بمدينة الواسطي لرصد الحقيقة من مصدرها ، لعلها تكون سبباً فى عودة روح البسمة وبث الطمأنينة بين أفراد العائلة المنكوبة .

منذ أن وطأت قدمنا إلى مدينة الواسطي متسألين عن منزل الشيخ عاشور حسن سيد كبير العائلة ووالد الأم المختفية ، وقد تأكدنا من حسن السيرة والسمعة الطيبة لرب العائلة وأفراد أسرته ، فهو شيخ جليل يحمل كتاب الله ، وقارئً للقرآن الكريم ومربي لأجيال عديدة بمدينة الواسطي وتوابعها ، له ولدان الأول ورث والده فى مهنته ولقبه فالأهالى يطلقون عليه أيضاً لقب الشيخ محمد ـ 38 سنة ويعمل مدرس للقرآن الكريم بالمعهد الدينى بالواسطي والثاني أحمد ـ 32 سنة ويعمل فى أحد مصانع السيراميك بالمنطقة الصناعية ، وأخر العنقود الفتاة المختفية ياسمين ـ 28 سنة .

فى البداية ألتقينا مع كبير العائلة الشيخ عاشور الذي قال : منذ 8 سنوات وتعودنا يوم الإثنين من كل أسبوع أن تأتي إلينا ياسمين وحفيداتي حبيبة وملك من الساعة الحادية عشر صباحاً لقضاء اليوم معنا ، وفي هذا اليوم المشئوم لم تأتي إلينا ياسمين حتى الساعة الواحدة ظهراً ، إلى أن تلقيت أتصالاً من زوجها محمود حميدة يسألني عن وصولهم لمنزلنا ، لأنه يحاول الإتصال بها ولكن هاتفها مُغلق ، فسألت والدتها فأكدت لى عدم وصولها حتى الآن ، وفى هذه اللحظة سيطر القلق علينا جميعاً .

وتابع الأب : أرسلت شقيقها أحمد إلى منزل زوجها بقرية زاوية المصلوب للتعرف على حقيقة الوضع ، والبحث عنها لعلها تكون عند أحد جاراتها أو قد تكون بمنزل عمتها التى تقيم بنفس القرية ، ولكنه لم يجدها بالقرية ، وأكدت له عمته أنها خرجت على غير العادة فى الساعة 8 صباحاً متجهةً إلى منزل والدها ، فتأكدت أنها أختفت فى ظروف غامضة لا نعرف حقيقتها ، ومنذ هذا اليوم ونحن نبحث عنها فى القري والنجوع عن الأصدقاء والأقارب ، وذهبنا لـ العرافين والدجالين ، ولكن دون جدوى وكأن الأرض إنشقت وإبتلعت فلذة كبدي وبناتها طيور جنتنا.

وأشار الشيخ عاشور إلى أنه فى اليوم الأول حاولنا الإتصال على أرقام هاتفها ، وكنا دائماً نجدها مًغلقة ولكن أحد الأرقام أرسلت إحدي جاراتها له رسالة تقول أرجعى يا ياسمين والدك حدثت له أزمة قلبية فإذ بالهاتف يستقبل الرسالة ويظل مفتوحاً لمدة 30 دقيقة ، وأرسلنا رسالة أخري نناشد فيها من إعتقدنا أنهم خاطفيها نقول لهم نحن على إستعداد لدفع أى فدية مالية تطلبونها ، ولكن الهاتف تم إغلاقه حتى الآن.

وتناولت أم ياسمين أطراف الحديث قائلةً : أبنتي هادئة الطباع وسوية الأخلاق ، وشديدة الخجل لدرجة أنها لا تعرف أماكن أقاربنا لكي تذهب عند أحدهم ، وعن علاقتها بزوجها ، قالت الأم : علاقتىها بـ محمود مثل أى زوجين يوجد بينهم حالات الخلاف وحالات الرضا ، ونستبعد أن يكون إختفائها بسبب طلب فدية لأننا أسرة متوسطة الحال ، ونستبعد أيضاً أن يكون إختفائها هرباً من زوجها ، لأنهما تزوجا عن حب ورضا كل طرف منهما بالأخر ، وناشدت الأم أبنتها بأن تعود لأحضانها رحمة بأصغر وأكبر فرد من أفراد الأسرة من ألسنة الناس التي لا ترحم .

وأضاف الشقيق الأكبر محمد أنه يرجح أن تكون شقيقته وبناتها عند أحد المعارف سواء أقارب أو جيران ، بسبب ظروف نفسية لا نعلمها ولا مبرر لها ، وهذا ما أكده لنا معظم من ذهبنا إليهم من عرافين فمعظمهم أجمعوا على أنها عند قريب لنا يرعها جياً ويرعي بناتها أفضل رعاية .

وعن دور الأجهزة الأمنية أكد الشقيق الأوسط أحمد أنهم قاموا بتحرير محضر بمركز شرطة الواسطي يوم 18 سبتمبر ، وتوجهت أنا ووالدي إلى مديرية الأمن بشرق النيل ، وتقابلنا مع العميد خلف حسين الذى وعدنا بعودة شقيقتى قريباً ، ولمسنا تحركات رجال المباحث بمركز الواسطي بقيادة الرائد محمود الشريف الذى يسخر مجهودات وإمكانيات الأمن للبحث عن ياسمين وبناتها

وأشاد أحمد أيضاً بتضامن رجال القوات المسلحة بمدينة الواسطي التى تسعي مع الأسرة للبحث عن ياسمين ولكن غموض الموضوع تسبب فى تأخر عودتها ، موضحاً أنه دائم التواصل مع الرائد أحمد العشري قائد وحدة التأمين بالواسطي لمتابعة تطورات الواقعة.

وأخيراً ألتقينا مع زوجها محمود حميدة أحمد ـ 32 سنة الذى أكد أن علاقته بزوجته على مايرام ، مستبعداً أن يكون خلاف بينه وبينها سبباً فى إختفائها ، موضحاً أنه خرج لعمله كالمعتاد يومياً فى السابعة صباحاً، وفى العاشرة حاولت الإتصال بـ ياسمين لمعرفة إذا كانت توجهت إلى منزل أسرتها بمدينة الواسطى من عدمه ، ولكني وجدت هاتفها مغلقاُ ، فأنتظرت لفترة وعاودت الإتصال ولكنى وجدت الهاتف مازال مغلقاً ، فأتصلت بوالدها للتأكد من وصولها فطالبني بالإنتظار حتى يسأل والدتها ، وإذ به يخبرني بأنها لم تصل لمنزل الأسرة ، فهرولت إلى جيراننا وأقاربنا فى القري والنجوع لعلى أجد ضالتى المفقودة ، ولكن دون جدوى من ذلك و كأن الأرض إبتلعتها هى وبناتنا ، وفى نهاية حديثه ناشد الزوج زوجته بالعودة لعش الزوجية ، وطالبها بأن تعود وسيلبي لها كل ما تريد.

كان اللواء إبراهيم هديب مدير أمن بني سويف ، قد تلقى إخطاراً من العميد محمد الحميلي مأمور مركز شرطة الواسطي ، يفيد بتلقيه بلاغاً من محمود حميدة أحمد ـ 32 سنة ـ سائق مقيم قرية زاوية المصلوب ، يفيد بإختفاء زوجته ياسمين عاشور حسن ـ 28 سنة ـ ربة منزل وإبنتيهما حبيبة ـ 6 سنوات و مللك ـ 3سنوات فى ظروف غامضة.

دلت التحريات الأولية التى قام بها الرائد محمود الشريف رئيس المباحث ، إلى أن الزوجة خرجت من منزل زوجها الكائن بقرية زاوية المصلوب التابعة لدائرة المركز فى الساعة الثامنة صباحاً ، متجهةً إلى منزل أسرتها بمدينة الواسطي ، وإنقطع الإتصال بها منذ الساعة العاشرة صباحاً ، ولم تتوجه لمنزل والدها حتى الآن .

تم تحرير المحضر اللأزم وتوالت النيابة التحقيق ، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف غموض الواقعة ، أملاً أن تعود الأم وبناتها لأحضان الأسرة.