"الوطني للدراسات" يرصد 131 هجمة إرهابية خلال شهر أكتوبر.. ويكشف محاولات "داعش" لإثارة الفتنة
كشف الرصد الذي أجراه "المركز الوطني للدراسات" للأنشطة والتفاعلات المرتبطة بالظاهرة الإرهابية في نطاق دول الشرق الأوسط والمنطقة العربية خلال شهر أكتوبر عن تراجع معدل الهجمات الإرهابية التي شاهدتها المنطقة، حيث رصد المركز خلال هذه الفترة نحو 131 هجمة إرهابية؛ في مقابل 140 هجمة خلال شهر سبتمبر، وذلك بعد استبعاد كافة العمليات القتالية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية داخل بعض دول المنطقة في إطار الصراعات الدائرة مع غيرها من التنظيمات المسلحة غير الشرعية، وقد أشار المركز إلى وقوع نحو 116 هجمة إرهابية في نطاق دول المنطقة التي تشهد صراعات أو عدم استقرار سياسي؛ بنسبة 88.5% من إجمالي عدد الهجمات، بينما أشار إلى وقوع نحو 15 هجمة إرهابية في الدول التي يصفها التقرير بالمستقرة؛ وذلك بنسبة 11.5% من إجمالي الهجمات ذاتها.
أما عن أنماط الهجمات؛ فقد كشف "الوطني للدراسات" عن انحسار سوادها الأعظم ــــ كالعادة ــــ ما بين الهجمات المسلحة والتفجيرات، وذلك بعدما رصد على مدار الشهر وقوع نحو 56 هجمة مسلحة (بينهم 55 هجمة في دول الصراع وهجوم وحيد في الدول المستقرة)، ووقوع نحو 50 تفجير (بينهم 44 في دول الصراع؛ و6 تفجيرات في الدول المستقرة)، هذا في الوقت الذي أشار فيه المركز إلى زيادة عدد عمليات الخطف والقتل التي نفذتها التنظيمات الإرهابية بشكل ملحوظ؛ بعدما بلغ عددها خلال شهر أكتوبر 8 عمليات؛ في مقابل 3 عمليات على مدار شهر سبتمبر، وذلك قبل أن يشير إلى ثبات معدل العمليات الانتحارية خلال الشهرين الأخيرين عند 4 عمليات انتحارية.
وعلى الصعيد الجغرافي؛ فقد كشف العدد العاشر من مؤشر الإرهاب عن احتفاظ العراق بصدارة الدول الأكثر عُرضة للهجمات الإرهابية، وذلك بعدما بلغ إجمالي عدد الهجمات التي تعرضت لها على مدار الشهر نحو 54 هجمة؛ في مقابل 56 هجمة خلال شهر سبتمبر، واحتفاظ أفغانستان بالمركز الثاني الذي احتلته برصيد 36 هجمة؛ في مقابل 29 هجمة في سبتمبر، وذلك قبل أن يكشف "المؤشر" عن تبادل كل من سوريا والصومال للمركزين الثالث والرابع؛ حيث احتلت الصومال المركز الثالث برصيد 17 هجمة؛ بينما جاءت سوريا ـــــ ومعها اليمن ـــــ في المركز الرابع برصيد 4 عمليات لكل منهم، وكان معدل الهجمات التي تعرضت لها الصومال خلال شهر سبتمبر قد بلغ 16 هجمة؛ في حين بلغ عدد الهجمات التي تعرضت لها سوريا في سبتمبر نحو 22 هجمة.
وفي السياق ذاته؛ فقد أشار "الوطني للدراسات" إلى اتساع النطاق الجغرافي للهجمات الإرهابية بالدول التي يصفها المؤشر بالمستقرة (عددها 21 دولة من بين 29 دولة يقوم المؤشر بمتابعتها)، حيث طالت الهجمات الإرهابية خلال شهر أكتوبر 7 دول هي: السعودية وباكستان وإيران واسرائيل وتركيا ومصر والجزائر، في مقابل 4 دول فقط تعرضت لمثل هذه الهجمات خلال شهر سبتمبر؛ وهي باكستان والسعودية ومصر وإيران، وهو ما أرجعه المؤشر إلى احتدام أزمات وصراعات إقليمية بعينها؛ وعلى رأسها الأزمة اليمنية والصراع المكتوم بين إيران واسرائيل.
من ناحية أخرى؛ فقد نبه "الوطني للدراسات" إلى سعي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) نحو توظيف ورقة المذهبية، وهو بزغ في حالتي أفغانستان والعراق، بعدما قام التنظيم بتنفيذ عدد من الهجمات الشرسة ضد الشيعة في البلدين والتي أسفرت عن سقوط مئات الضحايا، أما فيما يتعلق بالجهود فقد رصد المركز الجهود المتميزة التي قامت بها أجهزة الأمن والاستخبارات في العراق والسودان والتي أسفرت عن سقوط "سامي جاسم" نائب أبو بكر البغدادي ومسئول نقل عوائل داعش من سوريا إلى العراق بأيادي المخابرات العراقية؛ وكذلك سقوط عناصر داعشية عديدة كانت تنوي تنفيذ بعض الهجمات الإرهابية في السودان، وأخيرًا فقد استعرض المؤشر أبرز المعلومات عن محمد خليفة صاحب التعليق الصوتي على أغلب المقاطع المصورة الصادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية والذي تلقبه أجهزة الأمن الغربية بـ "صوت داعش".