"الكيروبراكتيك" وسر شفاء الأمراض.. تعرف على أحدث طرق علاج التليف العضلي
يعتبر الجهاز العصبي المركزي مايسترو أجهزة وأعضاء الجسم البشري وانطلاقًا من أن المخ والحبل الشوكي هما وحدة التحكم المركزي لأي عضو أو نسيج من الجسم، تبين "الفجر" أحدث العلاجات التي أثبتت فاعليتها تجاه الأمراض العضلية والمفصلية التي تكمن خطورتها في ارتباطها بشكل أساسي بالجهاز العصبي المركزي.
قال يافت بيكلي، أخصائي تقويم العظام الأمريكي بمركز دوك للعظام بالدوحة: “أصبح من الممكن علاج بعض أعراض التصلب والتلف العضلي بالكيروبراتيك، تقويم العظام، خاصةً التصلب المتعدد والتليف العضلي الفوقي اللذان يعاني منهما كثير من الناس”.
وأضاف في تقرير مذاع على برنامج مع الحكيم: “الكيروبراكتيك هو نوع من الطب التكميلي يهدف إلى تقويم العظام اعتمادًا على العلاقة القائمة بين بنية الجسم وأدائه لافتًا إلى أن هذا النوع العلاجي يركز على تقويم الجزء العلوي من عظام العمود الفقري وهي ما تسمى بالأطلس ”.
وتابع أخصائي التقويم: “هذا النوع من العلاج تصل كفاءته في علاج التشنجات لأكثر من ٧٠٪ كما أنه أثبت فعاليته في علاج حالات التصلب العضلي”.
زحزحة فقرات العمود الفقري:
في هذا السياق، قال أحمد منصور، أخصائي العلاج الطبيعي وتقويم العظام والمفاصل: “إذا تحركت إحدى فقرات العمود الفقري ولو لمللي واحد عن موضعها الأصلي يحدث ما يسمى بالصبلكسشن أو تزحزح الفقرات وفي حالة ما إذا كانت تلك الفقرة المتزحزحة مواجهة لمنطقة البنكرياس فقد يعاني المريض من مرض السكر وتبدأ تظهر عليه أعراضه عندها يتوجه المريض إلى طبيب الغدد الصماء وهو المعهود فيبدأ تشخيصه بمرض السكري وتكتب له الأدوية لمعالجة أعراض هذا المرض مع أن المريض في الأصل مصاب بالصبلكسشن أو تزحزح الفقرات”.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر": “وكذلك إذا كانت الفقرة المتزحزحة من الفقرات العنقية الموجودة بالعمود الفقري عندها يمكن أن يعاني المريض من ارتفاع ضغط الدم أو زيادة ضربات وقد تصل لمشاكل بالرئة فعلى المريض ألا يتوجه لطبيب بالتخصصات السابقة إلا بعد مراجعة طبيب تقويم العظام ليتم فحصه كاملًا بالMRI، وجهاز الرنين المغناطيسي، ومعرفة حال العمود الفقري والتأكد من أن الفقرات بموضعها الصحيح”.
وتابع: “وكذلك مريض ارتشاح الأمعاء والاكتئاب المزمن عليه التوجه أولًا إلى أخصائي تقويم عظام حيث يمكن أن تؤثر زحزحة الفقرات الظهرية أو تصلبها على نخاع العظام والحبل الشوكي مما يؤثر على الأمعاء والحالة العصبية”، لافتًا إلى أنه عندما تم تشخيص الفقرات لأشخاص معانين من نفس الأعراض التي يعاني منها مريض ارتشاح الأمعاء وجد بها خلل وتم إصلاحه بالكيروبراكتيك اختفى الإرتشاح وانتظمت عملية الهضم، مؤكدًا أن تلك الأعراض لا يمكن أن تنتهي تمامًا إلا بمعالجة المرض الأصلي والذي يمكن أن يكون زحزحة فقرات العمود الفقري حيث تؤثر على كافة الأعصاب الموجودة بالجسم.
الجلوس المميت:
وقال محمد بدوي، دكتور العلاج الطبيعي بمستشفى الفيوم التخصصي: "هناك في جسم الإنسان ٣٦٠ عظمة و٧٢٠ عضلة والجلد قابل للتمدد وكل ذلك يهيئ للإنسان الحركة فعند الجلوس لفترات طويلة أو حتى لفترة غير طويلة لكن بطريقة الجلوس الغير صحيحة يعمل على إضعاف الفقرات وخاصةً العنقية المواجهة للظهر والرقبة.
وأضاف بدوي في تصريحات خاصة لـ “الفجر”: "العضلات القابضة على العمود الفقري تستمر على انقباضها وهيئتها المشدودة طول مدة الجلوس مما يعرضها لسبيزم أو الشد العضلي.
وتابع أخصائي العلاج الطبيعي: “والشد العضلي لعضلات العمود الفقري يسبب الصداع والصداع النصفي وآلام الرقبة والكتفين والظهر، كما أن هناك مادة تفصل بين الفقرات وبعضها تعرف بالديسك عند الجلوس تنضغط هذه المادة وباعتياد الجلوس وعدم ممارسة النشاط الحركية يحدث انزلاق غضروفي وتضغط الفقرات على العصب الشوكي مسببة أمراض كارثية لجسم الإنسان”.
ولفت إلى أن وضعية الجلوس المنحنية تؤثر سلبًا على الرئة حيث تكون الرئة في غير وضعها الطبيعي المستقيم مما يسبب عدم دخول الكمية المطلوبة من الأكسجين للرئة ويلاحظ ذلك بعدم تحرك الحجاب الحاجز أثناء التنفس بوضعية الجلوس المنحنية، والجسم والقلب أكثر الأعضاء تأثرًا بنسبة الأكسجين فعدم وصول الكمية اللازمة من الأكسجين إلى الرئة يقلل من كفاءة المخ وهناك علاقة مباشرة بين وضعية الجلوس الخاطئة والإصابة بمرض الزهايمر.
وأوضح أن هناك مادة تعرف بالليبو بروتين تفرز من الأوردة الدموية أثناء الحركة أو القيام بنشاط بدني وهي هامة في تكسير الدهون الضارة الموجودة بالدم وعند الجلوس لا يتم إفراز الليبو بروتين وعدم إفرازها بشكل منتظم يؤدي إلى ازدياد الكوليسترول والدهون الثلاثية.
وأشار إلى أن القيام بالأنشطة البدنية يزيد من إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يفرز من المخ ويعزز الشعور بالسعادة، وعدم الحركة والجلوس لفترات طويلة يتسبب في الإصابة بالاكتئاب.
وأكد على أن الجلوس لفترات طويلة على مدى سنوات يؤدي إلى التهاب الأعصاب الطرفية والتي تظهر مقدماتها في شكل تنميل مستمر عند الجلوس وورم القدمين.
واختتم تصريحاته قائلًا: "ومن الضروري عند أي شكوى من الأعراض السابق ذكرها التوجه إلى أخصائي علاج طبيعي، ناصحا بعدم الجلوس لفترات أكثر من ٣٠ دقيقة وممارسة التنفس العميق والحفاظ على نسب متوازنة من الأوميجا ٣ وڤيتامين ب المؤثرين إيجابيًا على الأعصاب.
طريقة العلاج:
قال الدكتور محمد سمير العسيلي، صاحب مركز ڤاتيا للعلاج الطبيعي: “الكيروبراكتيك هو نوع من الطب التكميلي وهو منتشر في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية ويلجأ إليه بعض أطباء العلاج الطبيعي في مصر كجزء من الجلسة العلاجية ولا يتم الاعتماد عليه بشكل كافٍ وهو مفيد للإصابات الرياضية وآلام الظهر والرقبة والتي قد تؤثر على ضغط الدم”.
وأضاف العسيلي في تصريحات خاصة لـ “الفجر”: “هناك شرايين جارية بجانب الفقرات العنقية الموجودة بالعمود الفقري تغذي أسفل المخ فإذا كان هناك مشكلة في تلك الفقرات تظهر على المريض أعراض صداع بسبب زيادة كمية الدم، الناتجة عن ضغط الفقرات، أو نقصها بشكل كبير عن مستواها الطبيعي ويمكن للكيروبراكتيك حل هذه المشكلة في جلسة واحدة”.
ولفت إلى أن العلاج بالكيروبراكتيك ليس سهلًا عمليًا حيث يحتاج أولا إلى أشعة رنين مغناطيسي وأشعة ألترا ومجموعه من الفحوصات حتى يتم التوصل إلى الفقرة محل العطب وعلاوة على ذلك فتلك الفحوصات وخصوصًا أشعة الرنين مكلفة للمريض.
وأوضح أن الكيروبراكتيك يعتمد على تحريك الفقرات المنحرفة عن مكانها ويتم ذلك بإجراء دقيق ولكن غير مؤلم ويقوم الطبيب المختص بذلك باستخدام يده وقد يستخدم جهاز الذبذبات الكهربية الباردة أو الساخنة ويكون ذلك جزء صغير من ضمن الجلسة العلاجية ولا يستغرق دقائق.
مدة العلاج بالكيروبراكتيك:
أما في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ودول أوروبا فيتم الاعتماد بشكل أكبر على الكيروبراكتيك لذا تمتد جلسة الكيروبراكتيك إلى ستة أو تسع جلسات ويتم إبعاد الجلسات عن بعضها تدريجيا.