خاص..الفاو: ارتفاع أسعار الغذاء ينذر بعواقب وخيمة
قال نصر الدين حاج الأمين ممثل الأغذية والزراعة الأمم المتحدة "فاو " في مصر، إن أسعار المحاصيل الزراعية والسلع الغذائية قفزت إلى مستويات غير مسبوقة على مؤشرت المنظمة الذي يقيس أسعار الغذاء حول العالم، وأنها مستمرة في الزيادة ما ينذر بعواقب صعبة، و وخيمة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جادة للحد منها من قبل دول العالم.
30 % زيادة في اسعار الغذاء خلال العام الجاري:
وتابع " الأمين" خلال تصريحات صحفية لـ" الفجر" على هامش احتفالية يوم الغذاء العالمي الذي يتزامن مع ذكرى تأسيس منظمة " فاو" عالميا تحت شعار"إنتاج افضل، تغذية افضل، بيئة افضل "، أن مؤشر "فاو " لأسعار الغذاء والسلع مجتمعة ارتفع بنسبة تفوق حاليا 30% مقارنة مع العام الماضي.."وهذا بالنسبة لنا مرتفع جدا، ونحاول التوعية والتنسيق بين الدول للتنبيه بالمشكلة ، وتلافي أي أزمة غذائية قد تحدث في المستقبل على مستوى العالم ".
وأشار "الأمين" إلى أن أكثر اسعار السلع التى يتخوف من أن تواصل ارتفاعاتها، وتسجل زيادات جديدة خلال الفترة القادمة، الحبوب والسكر والزيوت، واللحوم.
وأرجع " الأمين"، ارتفاع أسعار الغذاء، لأسباب تتعلق بالعرض والطلب في الأسواق العالمية، والتغيرات المناخية المؤثرة على الإنتاج والتصدير، واضطرابات سلاسل التوريد التى أعقبت أزمة كورونا.
وأظهر أحدث تقرير للمنظمة ارتفاع مؤشرات أسعار الغذاء العالمية إلى أعلى مستوياتها بنهاية أكتوبر منذ يوليو 2011، ليصل إلى مستوى 133.2 نقطة بزيادة نسبتها 3 % عن شهر سبتمبر، وجاءت الارتفاعات مدعومة بارتفاع أسعار الحبوب ومنها القمح مع تراجع إنتاج الدول المصدرة له، وأسعار الزيوت والالبان، بينما تراجعت أسعار اللحوم.
مصر لا تعاني من الجوع :
وعن تداعيات ارتفاعات أسعار الغذاء العالمية وتأثيرها على مصر، قال " الأمين"، "إن مصر من الدول القلائل عالميا التى تستقر فيها مؤشرات الأمن الغذائي، في نسبة ناقصي التغذية فيها على مؤشرات الفاو لا يتجاوز 0.5%، وهي يعني أن المواطنين الذين لا يحصلون على وجبة غذائية متكاملة تؤثر على أدائهم الوظيفي ضعيفة جدا.
وتابع،" مشكلة مصر لا تتعلق بأزمة نقص الغذاء الضروري للمواطنين، فلا ينتشر الجوع بين مواطنيها، ولكن الجانب الأكبر يرتبط بعدم اتباع قواعد التغذية السليمة خاصة بالنسبة للأطفال التى ترتفع بينهم مشكلات صحية مثل التقزم والبدانة. "
10 مليون دولار إجمالي حجم مشروعات الفاو في مصر :
ووصل إجمالي حجم مشروعات المنظمة في مصر إلى 10 ملايين دولار، من خلال تنفيذ أكثر من 20 مشروعا متنوعا بين إنتاج حيواني أو زراعي، ودعم صغار المزارعين، وصياغة برامج لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وبرامج لدعم المرأة الريفية، وبرامج تشجيع لى التحول نحول الاعتماد على الطاقة النظيفة حسب تصريحات الأمين.
وقال " الأمين"، " إن مشروعاتنا مع مصر تعكس أهميتها بالنسبة لنا، فهي تعتبر من البلاد متوسط الدخل ولا نهتم فقط بقيمة التمويلات التى نضخها وقد تكون قيمتها ضعيفة، لكن نعمل على صياغة أفكار وتقدم مقترحات من الممكن أن تتبناها الحكومة أو القطاع الخاص تنفيذها ويكون مردوها وأثرها الاقتصادي أكبر من أي تمويلات."