قناع توت عنخ آمون يخص أوسير وأصول الملك جنوبية
الشماع: القناع الذهبي لتوت عنخ آمون لا يشبهه.. وأصول الملك نوبية
يُعد تاريخ الرابع من نوفمبر كل عام، أحد أهم التواريخ التي تمر على العالم، فمن ناحية هو عيد الحب، ومن ناحية أخرى هو ذكرى الكشف مقبرة الملك توت عنخ آمون الشهير بالملك الذهبي، والذي مثلت كنوزه لغزًا كبيرًا يعد القناع الذهبي أبرز هذه الألغاز، ومن خلال التقرير التالي نتناول عددا من الحقائق والنظريات حول أندر آثار العالم بلا منازع وهي هذا القناع.
يقول بسام الشماع المؤرخ المعروف في تصريحات إلى الفجر، إن الملك توت عنخ آمون تولى حكم البلاد وهو فى سن الـ ٩ سنوات ومات وهو حوالى في سن الـ ١٨ عاما، واعتلى العرش عام (١٣٤١ ق.م وتوفى عام ١٣٢٣ ق.م) أى حكم نحو ١٠ أعوام، وتُعد مقبرته نموذجًا للمقابر المكتملة التي تنبئ بالكثير من الحقائق، وأبرز القطع التي اكتشفت في هذه المقبرة كان القناع الذهبي.
القناع الذهبي أشهر وأندر قطعة أثرية في العالم
وتابع الشماع، يُعد القناع الذهبى للملك توت عنخ إمن هو أشهر قطعة أثرية فى العالم بلا منافس، والقناع ليس له علاقة بالحياة اليومية للملك ولا يُحاكى قسمات وملامح وجهه الحقيقية لأنه قناع جنائزي أي أنه لا علاقة سوى بالطقس الجنائزي الديني، والقناع يصف الملك توت عنخ إمن أنه "أوسير المعروف بإسم أوزوريس" وهو معبود من المعبودات في مصر القديمة له علاقة بالحياة الأخرى “العالم الآخر”، فالقناع ليس للاستخدام اليومي للملك ولكن تم استخدمه لتغطية رأس المومياء ويُحاكى المعبود "أوسير أو أوزوريس".
أصول توت عنخ آمون جنوبية
وأضاف الشماع، القناع يربط بين الملك توت عنخ إمن الحاكم أو الملك ويرفعه إلى مصاف المعبودات حيث يتجسد في أوسير شخصيًا والطقس الديني الجنائزي هو وراء فكره عمل هذا القناع، ولكن نجد هنا أن الفنان العبقري والذي صنع هذه التحفة الباقية عبر الزمن، أصر أن يكون للوجه شفتان غليظتان يشبهان شفاه جدة توت عنخ إمن الملكة الشهيرة تي، وربما يكون السبب في ذلك أن أصولها جنوبية، فالقناع بهذه الشفاه الغليظة التي تم نحتها على شكل المعبود أوسير يجعلنى أتجه إلى نظريتى أنه رُبما يكون للملك توت عنخ إمن أصول أو جذور نوبية جنوبية وهو واضح أيضًا من ملامح جدته الملكة "تي" في تمثالها الخشبي ذا الشفاه الغليظة والبشرة الداكنة.
مادة صنع القناع وأحجاره الكريمة
وأشار الشماع إلى أن القناع مصنوع من الذهب الخالص وارتفاعه "٥٤ سم" ويحتوى على أكثر من ٩ كم من الذهب الخالص، وهو مكون من طبقتين ذهبيتين تم الربط بينهما عن طريق الدق وهو منقوش ومصقول ومُرصع بعدد من الأحجار الكريمة، ومحاكاتها بالزجاج.
وكان القناع يرتدي النمس وهو غطاء الراس الشهير عند المصرى القديم ذو الخطوط المتوازية، وللقناع لحية وهي ليست للملك توت عنخ إمن ولا تُحاكي اللحية الحقيقية للملك ولكنها كانت لحية للمعبود الديني وهذه اللحية المقدسة كما يُطلق عليها هى مُرصعه (بالفيانيس أو القيشاني) ومع الوقت تلاشى وبهتت ألوان هذه الترصيعات وتحولت إلى اللون الرمادي الباهت.
وأضاف الشماع أن في جبهة القناع الـ “وادجيت” وهو ثعبان الكُبرى والـ “نخبت” وهو نسر أو نوع من أنواع النسور.
وتوجد أيضا خطوط تجميلية مصنوعة من اللون الأزرق وهى مصنوعة من زجاج أزرق وليس اللازورد وهو زجاج يُحاكى اللازورد.
وتساءل الشماع: لماذا لم يصنع الفنان المصري هذا الجزء من اللازورد وهو الحجر الرائع الثمين وأستبدله بالزجاج الأزرق؟، والإجابة على هذا السؤال تحتمل أن الفنان القديم لم يجد حجر (اللابس لازولي) أو حجر اللازورد فى ذلك الوقت ولذلك قلده أو أستبدله بالزجاج الأزرق.
وعيون القناع فهى مصنوعة من (الكوارتزيت وحجر الاوبسيديان obsidian أو حجر السبج)، والعقد الذي كان يرتديه القناع أو القلادة مصنوع من أكثر من صف وهي "مُرصعة بقطع من الزجاج الملون التى تُحاكي (اللابس لازولى أو اللازورد) والچاسبر والكارنيرليان أو العقيق الأحمر بالاضافه إلى الاُوبسيديان"} وكل هذه الاحجار مصنوعة ومصفوفة فى ١٢ صفا.
كتابات ذات دلالت على القناع
وختم الشماع كلماته: وظهر القناع عبارة عن خطوط طولية من الأعلى إلى الأسفل من الهيروغليفيات منقوشة على الذهب وهى تمثل نص من نصوص الظهور فى النهار أو ما يُسمى خطأً بكتاب الموتى حيث أنه لم يكتشف حتى الآن فى مصر القديمة كتاب، وهذا النص من النصوص الدينية الطقسية الهامة فى الدولة الحديثة وهذه المقولة المنقوشة على القناع من الخلف هو (النص رقم ١٥١ ب)، ويوجد فوق حلق القناع قلادة مكونة من أقراص من الخرز ومن الذهب والقيشانى الفيانيس الأزرق وقد وجد هذا الطوق على حَلَق القناع ويسمى هذا الطوق بالهيروغليفى (شيبيو).