لن ندعم تخصص قائد قطار مؤهل فوق متوسط
حوار| مدير معهد تكنولوجيا السكة الحديد: الخطوات المقبلة ستشهد جامعة مصرية لعلوم النقل (فيديو)
عمدت وزارة النقل في إنشائها معهد تكنولوجيا السكة الحديد بوردان على تطوير الفني الخريج، وترسيخ مجموعة من الصفات أبرزها الانضباط والمسؤولية، إضافة إلى الارتقاء بالجوانب الفنية والتكنولوجية وتأهيله على أحدث تكنولوجيا بالسكة الحديد، وفي السطور التالي يكشف مدير المعهد، المهندس طه رجب، في حواره مع "الفجر" عن المنهجية المتعبة لتحقيق تلك الأهداف والخطوات القادمة لتحويله لجامعة مصرية لعلوم النقل وإشادات الشركات الأجنبية.
وإلى نص الحوار…
ما الفرق بين خريج المعهد حاليا ومدرسة الثانوية الصناعية للنقل "وردان"؟
مبدئيا هدف الوزير من التطوير بالمرحلة الثانوية الصناعية إلى معهد تكنولوجي فوق متوسط، هو الحصول على معدل أعمار أعلى للتحميل عليها في العمل والارتقاء بالعنصر البشري تكنولوجيا وانضباطيا.
أما الفرق في أن خريج المعهد درس مناهج أكبر وأكثر عمقا من خريج المدرسة، كما أن متطلبات وزارة التعليم العالي مختلفة تماما عن وزارة التربية والتعليم من ناحية المواد العلمية خاصة.
ما الأسس التي يتحدد عليها أعداد الدفعات المقبولة كل عام؟
أعداد الدفعات الجديدة تختلف من عام لآخر، وهو ما يتحدد وفقا لاحتياجات الهيئة التي يتم التنسيق معها ممثلة في قطاع الموارد البشرية، والمسؤول عن تحديد حجم العجز والزيادة في التخصصات المختلفة وحاجتها من الفنيين.
وبعد تحديد الأعداد يتم مضاعفتها عند التقدم بها لمكتب التنسيق لوجود مساحة أكبر لانتقاء أفضل العناصر المتقدمة من طلاب الثانوية العامة والفنية من خلال إخضاعهم لاختبارات لياقة بدنية وسمات وفحص طبي، للحصول على فرد يتمتع بقدرات ذهنية ونفسية وبدنية عالية يمكن الاستثمار بها.
علام اعتمدت في اختيارك للكوادر التعليمية بالمعهد؟
اعتمدت في اختياري لكوادر معهد تكنولوجيا السكة الحديد على مجموعة من المحددات، وهي أن تكون عناصر شابة وعلى درجة عالية من الانضباط ومؤمنة به وطامحة للتطوير والتغيير ولديهم حماس لتنفيذ فكر الوزارة في الارتقاء بالعنصر البشري من خلال توفير خريج منضبط أخلاقيا ومؤهل علميا وعمليا.
ما الغاية من تحويل المعهد لعالي رغم أنه لم يمر عليه سوى عامين فقط؟
الهدف من تحويله إلى معهد عال أربع سنوات بنظام (2+2)، لإثقال الخريج من الناحية العلمية والفنية والتكنولوجية والتعمق في تخصص معين لدعم مشروعات أحدث في مجاله، بالإضافة إلى أن هناك رؤية للوزارة من خلال تعليمات الفريق المهندس كامل الوزير بأن تكون بعض التخصصات على رأسها قائدي القطارات وفني الحركة مؤهل تكنولوجي عالي، وهي الخطوة القادمة في تأهيل وتطوير العنصر البشري، فبعد فترة لن يدعم المعهد فوق متوسط تخصص قائد قطار ليقتصر على درجة البكالوريوس.
ما الإضافة التي يحققها نظام (2+2) في عملية التطوير بالهيئة؟
يتميز هذا النظام بالمرونة في توفير فني بمؤهل دبلوم فوق متوسط، وأخصائي تكنولوجي بدرجة بكالوريوس، وذلك وفقا لاحتياجات الهيئة من الفنيين والمؤهلات العليا، فبعد دراسة لمدة 2 عام يحصل الطالب على دبلوم فوق متوسط، ويحق للمعهد بعدها أن يحدد الأعداد والطلاب المتاح لهم استكمال دراسة 2 سنة الباقية.
والجدير بالذكر أننا تقدمنا بالأوراق والخطط الدراسية والمستندات اللازمة للاعتماد من قبل وزارة التعليم العالي بداية شهر 9 الماضي، وهي الآن في لجان الاعتماد، وفي انتظار صدور القرار.
هل ستقتصر خطة تطوير المعهد على تحويله من فوق متوسط إلى عالي فقط؟
بالطبع لا فعملية التطوير لمعهد تكنولوجيا السكة الحديد لن تقتصر على كونه معهد عالي، الخطوة التي يليها الوصول به إلى جامعة مصرية لعلوم النقل في فترة قدرها نحو 5 سنوات أول أقل، لتصبح الأولى والمتفردة أكاديميا بعلوم السكك الحديدية في الشرق الأوسط.
هل هناك اعتزام على إدخال تخصصات وأقسام جديدة؟
حاليا يوجد بالمعهد شعبتين الأولى وحدات متحركة (قائد قطار – فني كهرباء – فني ميكانيكا)، وشعبة الإشارات الكهربائية (فني إشارات كهربائية).
ونحن الآن في طور الإعداد لإضافة تخصصات أخرى، منها: فني هندسة سكة بالتنسيق مع الإدارة المركزية لهندسة السكة، فني الحركة والتشغيل بالتواصل مع الإدارة المركزية للتشغيل، وقطعنا أشواط كبيرة في تخصص الحركة والتشغيل، حيث تم الانتهاء من نحو 7 مقررات يمكن وضع خطة دراسية لهم.
هل للجر الكهربائي نصيب من عملية التطوير والإضافات للتخصصات؟
بالطبع، فهناك بروتوكول تعاون تم توقيعه العام الماضي مع الجانب الصيني الممثل في شركة "أفيك" لتطوير مناهج خاصة بمجال الجر الكهربائي بالشراكة مع معهد عريق متخصص في علوم السكك الحديدية بالصين يدعى "وين جي"، إضافة إلى الاستعانة بعض المناهج بالجامعات المصرية في هذا المجال.
ولحين الانتهاء من إعداد تلك المناهج، أخضعنا خريجي المعهد خلال فترة الإجازة الصيفية للتأهيل على الجر الكهربائي بالمترو من قيادة وإشارات كهربائية، وذلك بالتعاون مع معهد تدريب المترو بشبرا، وتمكنوا من قيادة وحدات متحركة؛ والهدف من هذه الدورة إعدادهم لدعم مشاريع الجر الكهربي القادمة.
كيف حققت المناهج الموضوعة أهداف المعهد؟
تواكبا مع ما تشهده وزارة النقل من تطوير واستحداث لتكنولوجيا جديدة خاصة بقطاع السكك الحديدية بشقيه الديزل والكهربي، كان لا بد من توفير فني بمواصفات تكنولوجية وعلمية خاصة، لذا عملنا من خلال المعهد على تدريس الطلاب مناهج متعلقة بتكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات.
إضافة إلى المناهج الأساسية العامة كالرياضيات والفيزياء ورسم المخططات والكهرباء والميكانيكا والأعطال والصيانة المتعلقة بوحدات السكة الحديد، هذا بخلاف تعليم اللغة الإنجليزية بصورة مكثفة، ليتمكن الخريج من التعامل مع لوحة أعطال الجرارات الديزل الحديثة.
وبجانب التأهيل العلمي الجيد كان لا بد من التأهيل السلوكي للطلاب، لكي يكونوا على درجة من الانضباط والقدرة على تحمل المسؤولية، ومدركين لتوابع ونتائج أفعالهم، والتي قد تكون عواقبها وخيمة، فكما نعلم أن أغلب الحوادث بالعالم ناجمة عن العامل البشري، لذا اعتمدنا على توفير مناهج لتنمية المهارات السلوكية والبشرية للطلاب، إضافة إلى اتباع نظام انضباطي صارم.
متى أدرك الطلاب أهمية النظام الانضباطي المتبع؟
في بداية الأمر لم يكن الطلاب قادرين على التكيف مع هذا النظام الذي قد يبدو قاسيا في بعض مراحله، لكن مع الوقت تمكنوا من الاندماج والانصهار بهذه المنظومة، وعندما احتكوا بالشركات أدركوا أن حرص المعهد على الانضباط يصب في مصلحتهم واكسبهم احترام وتقدير الأخرين، وأنها الصفة التي تنقص بعض العاملين.
إلى أي مدى أثقل احتكاك الطلاب بالشركات المنفذة للمشروعات الحديثة مهاراتهم الفنية؟
اختلاط الطلاب بالشركات المشرفة على المشروعات الحديثة، للاحتكاك عمليا بالتكنولوجيا والتطور الجديد الجاري تنفيذه جاء بناء على تعليمات الوزير، وبالفعل تمكنا من دفع الخريجين من شعبة الإشارات الكهربائية للتدريب في الصيف بالشركات المشرفة على مشروعات الإشارات الكهربائية الحديثة كل حسب منطقة.
والجميل في الأمر ردود أفعال تلك الشركات من إعجاب وانبهار عن مدى التأهيل العلمي والعملي لهذه الدفعة من الخريجين، والإشادة بانضباطهم، ورغبة بعضهم في التعاقد معهم أو التكفل بحق رعاية مقابل الحصول عليهم، لكن السكة الحديد بحاجة إليهم لسد احتياجاتها من الفنيين.
هل تخشى أن ثمار جهدك من تدريب وتقويم لسلوك هؤلاء الطالب أن تضيع سدى؟
في الحقيقة أننا راعينا بالتنسيق مع الدكتور محمد حسين نائب رئيس الهيئة لقطاع الموارد البشرية بأن يتم تكليف الخريجين مع أفراد منضبطين، يكملوا المسيرة التعليمية والسلوكية التي حرص المعهد على ترسيخها، لنتمكن من القضاء على السلوكيات المرفوضة وعدم نقلها لتلك الأجيال.