«فنكوش» مِنَح رجال أعمال بالجامعات الأهلية والدولية
بطولات زائفة لا يعرف «الأعلى للجامعات» عنها شيئًا
توافد غير مسبوق من الطلاب على الالتحاق بالجامعات الأهلية والدولية المتخصصة، نظرا لاستخدام هذه الجامعات الأساليب العلمية والمنهج المتطور خلال المراحل الدراسية المختلفة، وهو ما دفع بعض الطلاب للتقديم داخل الكليات المتخصصة فى هذه الجامعات.
ولكن المصروفات الدراسية السنوية فى الجامعات الأهلية أو الدولية مرتفعة بشكل ملحوظ نتيجة تطبيق أحدث التقنيات فى التعليم، لذا فمن استطاع دفع المصروفات الخاصة بها قدم أوراقه، ومن لم يستطع اضطر إلى أن يلجأ لـ «المنحة الدراسية» التى تقدمها الدولة ومؤسساتها المعنية للطلاب المتفوقين.
ولاشك أن إجراءات الموافقة للحصول على المنح الدراسية فى هذه الجامعات يتطلب جهدا وأوراق ثبوتية وشروط محددة ووقت طويل الأجل لموافقة اللجان المتخصصة على اعتمادها من المجلس الأعلى للجامعات، ومن هنا يمل الطالب ويبدأ فى البحث عن البدائل والتى تتمثل فى رجال الأعمال المهتمين بدعم التعليم ومستقبل البحث العلمى بمصر.
وتبدأ رحلة بحث الطالب عن «واسطة» تجعله يصل لرجل الأعمال ليقدم طلبه، فيخبره الوسيط بضرورة وجود حالة من الصخب الإعلامى والصحفى على «السوشيال ميديا» ومنصات التواصل الاجتماعى، ليتبنى صاحب الأعمال أمر المنحة أمام الرأى العام، وبعد أن ينفذ الطالب المطلوب منه يفاجأ بتخلى رجال الأعمال عنه، وهناك وقائع كثيرة دالة على مثل هذه المواقف.
الواقعة الأولى بطلها رجل الأعمال المعروف «أ. ه» عندما أعلن عبر صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك» عن تكفله بمنح دراسية لخمسة طلاب بجامعة الملك سلمان، وقتها أثنت وأشادت إدارة الجامعة بالموقف الداعم منه تجاه هؤلاء الطلاب، وقررت الجامعة حينها اعتماد المنحة دون سداد الطلاب مصروفاتها، ظنًا أن رجل الأعمال المرموق لن يتهرب من الالتزام بالسداد، وانتظرت الجامعة مندوب رجل الأعمال ليقدم على دفع مصروفات المنحة، لكن لاحياة لمن تنادى، وظلت الجامعة تطارده فجاءت الإجابة منه: «إن شاء الله الشهر الجاى المبلغ كامل يكون عندكم»، ويمر شهر تلو الآخر دون جدوى، حتى فاض الكيل وقررت الجامعة رفع الأمر لوزير التعليم العالى والبحث العلمى، تشكوه من تأخر سداد مصروفات المنح الدراسية لهؤلاء الطلاب.
الواقعة الثانية بطلها رجل أعمال من شرم الشيخ، أعلن أيضًا عن تكفله بمنح دراسية لعدد ١٠ طلاب بنفس الجامعة، ووافقت الجامعة على طلبه وبعد شهر واحد من الدراسة، سافر للخارج ولم يستطع أحد الوصول إليه، متجاهلا الرد على هاتفه أو الاستجابة للرسائل المرسلة من إدارة الجامعة، وحينها لم تستطع الجامعة إلغاء قرار المنحة لأن الأوراق قد اعتمدت ولم يعد هناك أى صلة للطلاب بما جرى من عدم التزام رجل الأعمال المعروف بما أعلن عنه.
آخر هذه البطولات الزائفة التى تصدرها بعض رجال الأعمال فى قصة المنح الدراسية بالجامعات الخاصة والحكومية، تصدرها رجل الأعمال المتهم حاليا فى قضايا التنقيب عن الآثار «ح. ر»، والذى أعلن خلال إحدى ندواته المذاعة على قناته الإعلامية السابقة أنه سيتبرع بمبلغ كبير لتقديم منح مجانية لطلاب الكليات التكنولوجية المتخصصة فى الجامعات الدولية والحكومية، وبالفعل تقدم بعض الطلاب وسجلوا فى تلك المنح، إلا أنهم فوجئوا من قبل إدارة هذه الجامعات بأنه لا يوجد منح دراسية بالجامعات باسم هذا الرجل، ولم يتلقوا أو يتفقوا معه على هذه المبادرة من قريب أو بعيد، حتى خرج أحد الطلاب عن صمته وقرر فضحه أمام الجميع، معلنا أن هذه المنحة التى سبق وأعلن عنها رجل الأعمال مجرد «فنكوش» والمجلس الأعلى للجامعات لا يعرف عنها شيئًا.