"الإرهاب يزداد في الخفاء".. ماذا وراء انقلاب أوروبا على الإخوان؟
سلطت صحيفة ذا ناشيونال البريطانية الضوء على موضوع مواجهة الإرهاب وتحديدًا جماعة الإخوان المسلمين في مقال يحمل اسم، عمل الإرهاب يزداد في الخفاء ويتطلب من دول أوروبا تغيير سياستها، وبحسب كاتب المقال داميان ماكلوري الخبير في الشؤون الخارجية فإن جماعة الإخوان المسلمين تعمل في الخفاء وتدعي دور الضحية ما يجعل مكافحة التطرف وتحديدًا في دول أوروبا أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
ويبرر ماكلروي ذلك بتكرار هجوم المسلحين الإرهابيين على ڤيينا، عاصمة النمسا، والذي نتج عنه هذا الأسبوع فقط مقتل أربع مدنيين بالرصاص في وسط المدينة الأمر ودفع الحكومة النمساوية إلى إغلاق المساجد الموجودة في العاصمة.
وأضاف ماكلوري، بدأ الأسبوع الماضي في ڤيينا المؤتمر الأوروبي السنوي لمراجعة عمل السياسات الحكومية تجاه التطرف الديني لافتًا إلى أن هذا المؤتمر خطوة إيجابية تحسب للنمسا التي تسعى بقوة لفضح ومحاسبة جماعة الإخوان المسلمين التي باتت تعمل بشكل متخفي في جميع أنحاء القارة الأوروبية
ويذكر أن المؤتمر أسفر عن وثيقة مكونة من 200 صفحة تدعو لمراقبة ومراجعة أعمال جماعة الإخوان المتمركزين في أوروبا كاشفًا محاولات استفادة المنظمات التي يسيطر عليها جماعة الإخوان من التيار الإجتماعي الأوروبي ويعني هذا أن الجماعة تطمح للوصول إلى مناصب سلطوية وقيادية في المجتمعات الأوروبية عن طريق التحكم في الموارد المتاحة وبناء أتباع في مختلف دول أوروبا باستخدام هياكل الجماعة الإخوانية الموجودة في مختلف دول العالم تصل إليها تمويلات أخرى لتحقيق هذه الأجندة المتطرفة أجندة بناء الأتباع والوصول إلى المناصب وتمكين التوسع العام
وتضمنت هذه الوثيقة الوثيقة أيضًا توصيات للعاملين والمسؤولين بالتحالف الأوروبي حتى يقوموا بتقليص تدفق هذه التمويلات وأن يكونوا حريصين على عدم تمكين منظمات الجماعة من تحقيق مشروعهم المتطرف منوهةً أن منظمات الإخوان تتمثل في عدة أذرع منها الشركات والجمعيات الخيرية والصناديق التعليمية والهيئات المجتمعية التي وصل إليها رجال الإخوان وكلها تستدعي المراقبة وتتبع الأنشطة
ووفقًا للكاتب فإن الجماعة غيرت شكلها المعهود في جميع أنحاء دول أوروبا تمامًا كما تغير باستمرار أسماء المنظمات والهيئات التابعة لها حتى يتسنى لها العمل في الخفاء منوهًا أنه ليس باليسير كشف أذرعها أو مواردها ويبقى كشف أهدافها وهياكلها تحدٍ كبير على المسؤولين في أوروبا.
أيديولوجية الإخوان في المجتمع الأوروبي:
في هذا السياق قال الدكتور حسام الحداد، الخبير في شؤون الجماعات، الشبكات والواجهات الاقتصادية والمالية المعقدة لجماعة الإخوان المسلمين وتغلغلها داخل المجالس والمراكز الإسلامية في أوروبا جزء لا يتجزأ من عمليات الإخوان الدولية الرامية إلى نشر ايديولوجيتها المتطرفة.
وأضاف الحداد في تصريحات خاصة " للفجر "، وهناك عدد كبير جدًا من المراكز الاقتصادية والفكرية داخل المجتمع الأوروبي على صلة بجماعة الإخوان وتتبنى وجهة نظرها وأيديولوجيتها، لافتًا إلى أنه بعد العديد من عمليات العنف والإرهاب التي طالت أوروبا في العقد الأخير وارتباط هذا العنف بجماعات الإسلام السياسي بدأ التركيز على جماعة الإخوان والمراكز التابعة لها. وبعد أن كانت أوروبا حاضنة مهمة لهذه المراكز الاخوانية، بدأت القارة العجوز تتخذ خطوات حقيقية في مكافحة هذه الشبكات الإخوانية، ففي بداية أكتوبر الجاري طالب مؤتمر عقدته مجموعة من السياسيين والدبلوماسيين والكتاب في برلين، البرلمان الألماني بضرورة إقرار إجراءات عاجلة لحظر تنظيم «الإخوان»، ومصادرة أمواله وتعقب مصادر تمويله.
وتابع الخبير في شؤون الجماعات، وأعلنت السلطات الفرنسية في 24 يوليو 2021 تنظيم مجموعة من ورش العمل للتصدي لتغلغل أفكار الإسلام السياسي عبر إقامة دورات تدريبية لمدرسي المدارس الإعدادية والثانوية الفرنسية يتولاها 1000 مُدرّب مُختص على أن تتوسع لاحقًا لتتوجّه لكافة العاملين في قطاع التعليم الإضافة إلى كل مؤسسات الدولة الفرنسية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية.
وأشار إلى أن الحكومة النمساوية قامت في مايو 2021 بوضع "خريطة الإسلام السياسى" بالتعاون مع جامعة فيينا ومركز توثيق الإسلام السياسي لتحديد مواقع نحو 600 من المساجد ومؤسسات وجمعيات خيرية وقيادات الإسلام السياسي وتحديد روابطهم داخل البلاد، كما حذرت الاستخبارات البلجيكية في 4 يوليو 2020 من تهديدات تيارات الإسلام السياسي وأكد التقرير أن التطرف الديني وبشكل خاص الإسلام السياسي والإخوان، يمثلون التهديد الأول بالنسبة للبلاد، وكشفت عن المخططات الإخوانية للتغلغل داخل الأحزاب السياسية البلجيكية.