محمد أمين يكتب: إلغاء الطوارئ!
هذا قرار يستحق أن نحتفل به ونثنى عليه.. وبغض النظر عن موقفك من الطوارئ، سواء سريانها أو حتى إلغائها، فإن هذا القرار الجمهورى قرار شجاع ويستحق التقدير فعلًا.. لقد جاهدنا لكى تعيش مصر فى ظروف عادية لتنطلق نحو الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. وأنا يهمنى هنا إحساس الرئيس بحق المصريين فى العيش فى ظروف عادية وإنهاء الظروف الاستثنائية.. وهى لحظة تاريخية ننعم فيها بإلغاء الطوارئ التى امتدت حوالى أربعين سنة!.
والرئيس كان يعرف أنها لحظة تاريخية واستثنائية، وكان يعرف صدى هذا القرار عند المجتمع المدنى والأحزاب السياسية.. وكان يعبر عن لحظة سعادة حقيقية، وبالتالى كان لا بد أن نشجعه على مزيد من هذه القرارات ونحييه عليها.. ومن أفضل ما قاله إن الشعب المصرى هو صانع هذا القرار، وإنه كان نتيجة كفاح طويل وعمل جاد، وهى استجابة لمطالبات شعبية وحزبية ومجتمعية، وتدل على أن مصر لم تعد فى حاجة للطوارئ، وأنها أصبحت واحة للأمان والاستقرار فى المنطقة مما يستدعى إلغاء الطوارئ لأول مرة منذ سنوات طويلة!.
ولا يصح أن أكون من الذين طالبوا بإلغاء الطوارئ، ثم حين يصدر القرار أقول: وإيه يعنى!.. هذا كلام غير منطقى تمامًا، فكما طالبنا به وجاء يوم تستجيب فيه الدولة، فلا بد من الاحتفال بذلك والإشادة بالقرار وبمن اتخذ القرار، فى وقتٍ لم نعد نطالب به، معناه أنه أصبح ضرورة مجتمعية حين تحسنت ظروف البلاد!.
مصر عادت لتعيش حياة طبيعية بلا طوارئ.. وهو قرار يحسّن صورة مصر التى أعنى بها.. ويفتح باب الاستثمار ويفتح باب الحريات للعمل والإبداع.. ويبقى أن يعيش الإعلام فى مصر فى ظروف طبيعية، يكتب وينتقد ويقدم صورة مصر الجديدة فى كافة المجالات بلا خوف.. وهذا الأمر لا يحتاج لحديث آخر من الرئيس، فهو يفتح لك الباب، وعليك أن تتلقى الرسالة، وقد قال منذ أيام تكلموا فى كل شىء ولكن بوعى.. أى ضعوا مصر أمام أعينكم وقولوا ما شئتم!.
أشعر أن إخراج القرارات أصبح يضع فى اعتباره فلسفة القرار وعوائده وتوقيته.. فالرئيس لم يستيقظ فى الصباح ليتخذ القرار، ولكنه رتب له فى يوم تخرج دفعات فى الكليات العسكرية.. وهذه النقطة لها دلالة، أن جيش مصر الذى يحمى الشعب والوطن أصبح قادرًا على تحقيق الأمن والأمان، وأصبح قادرًا على حماية حدود مصر.. وبالتالى يأتى هذا القرار فى توقيت مناسب يؤكد استقرار مصر وحاجتها لإلغاء الطوارئ لتعيش فى جو من الحرية والإبداع!.
وبما أن الرئيس أحس بقدرة مصر على ضبط الاستقرار والسلام والأمن، فلم ينسَ شهداء مصر الذين أعطونا الأمن والاستقرار لنمضى بثبات نحو بناء الجمهورية الجديدة، وهى كلمات صيغت بدقة عالية من ذهب.. وهى ديباجة تدل على أننا إزاء قرار تاريخى يحتاج للتعبير عنه بالفعل!.
المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).