المدارس الحكومية خالية من تصريحات الوزير الفضفاضة
أمنية بكر - حسين الجندي
طالبة بالصف الأول الإعدادي : الأستاذ ما إتكلمش في حب الوطن والإنتماء، وشرح لينا درس علوم
مدير مدرسة لم يأتي أحد لتأمين المدرسة، وممنوع الكلام في السياسة .. ومدير أخر يرفض الحديث للصحافة .
خبير بالتربية والتعليم للوزير : زي ماروحت رابعة وخدت اللقطة ، روح مدارس العشوائيات وخد اللطمة .
وأولياء أمور:مصاريف لم تعفى ..كتب لم تستلم .. زبالة فى كل مكان
يستيقظ التلاميذ للذهاب إلى مدارسهم فرحين بيوم دراسي جديد يخطون فيه خطوة جديدة بعقولهم وأذهانهم .. ولكن تأتي جميع المشاهد من حولهم لتصدمهم، بداية من أكوام الزبالة خارج المدرسة إلى أكوام الزبالة الموجودة بداخلها من تعليم لصيانة وربما مدير.
ومن المذهل أيضاً أن مسئولو التربية والتعليم يبدأن فى توصيف الأمر للطالب من خلال بعض اللافتات الموجودة على المدارس مثل مدرستى جميلة ونظيفة إلى الأرشادات الموجودة فى جميع كتب الوزارة من الحفاظ على نظافة ..وأغسل يديك ..واقرأ ولكن ينسف كل هذه الأرشادات الواقع .
بدأت رحلتنا عندما وجدنا أكثر من مقلب للزبالة يستقبل العام الدراسي الجديد وذلك فى مختلف الأحياء فقررنا المشي فى خط سير سلبيات المدراس ومعرفة إن كان سيتم ترحيل الزبالة إلى مقالب الزبالة الحقيقية التى للأسف أصبح وجودها متمثل كوجود باب المدرسة .
فقررنا رصد المدارس الحكومية وكانت رحلتها بدايتها مع مجمع الشعراوي للمراحل الأبتدائية والأعدادية والثانوية الكائنة بشارع الأربعين بمنطقة عرب الطويلة ،بعين شمس والتابعة لأدارة المطرية التعليمية.
المنظر الذي استقبلنا فى أول يوم دراسي مقلب زبالة يزيد طوله عن 8متر وعرضه يزيد عن 10متر،وبدأنا بالدخول للمدرسة لنجد صفين من العربيات كجراج يمنع اتساع أكثر من فردين أو فردين للوصول إلى بوابة المدرسة لنجد مشهد تعودنا عليه فى مشكلة أفران العيش فقط من زحام، فكان المشهد عبارة عن40ولي أمر ووسطهم أولادهم يبدوأ عليهم الشياكة للاستعداد لاول يوم مدرسة، ولكنهم قد تشوه مظهرهم الأنيق بسبب أختنقهم وسط الزحام نظراً لقصرهم.
بدأنا محاولة أختراق الزحام للدخول إلى المدرسة لنجد أن هناك أكثر من 100 فرد، ومدير يصرخ فى ميكرفون المدرسة ويوجه كلمة التى ألزمهم بها الوزير من حصة كاملة عن الولاء للوطن وواجبتنا نحوه لنجد أن كلام الوزير تحاول بشكل جذري لنسمع بعض كلام المصاطب،فيقول: يا عالم بقر ..ما تشوفوا المكان ده توقفوا فيه الولاد ..شواحيلي يا أختى شوحيلي مانا شغال عندكم ،والدة أحد الطالبات البت هتفطس ،المدير: ما تفطس.. .
فبدأنا بمعرفة سبب الزحام أولاً من أولياء الأمور وما المشكلات التى تقبلهم فقالت أحد أولياء الأمور : احنا أتعودنا على كده كل سنة بشيل هم أول السنة الجديدة، وكمان أنا بودى أولادى كلهم فى كل مدرسة علشان بخاف عليهم لأن مفيش أمان خالص قدام المدرسة من العربيات، وكمان العيال بتتخانق مع بعض قدام المدرسة ومحدش بيحوش حتى لو كان قدام المدرسة على طول .
وأضافت أحد أولياء الامور على قد فلوسنا ..هي الحكومة يعنى بتعمل حاجة عدله، يقولك وجبات غذائية وهى آخرها أسبوعين ومش بنشوفها و فصول زى الزفت وبيخدوأ مصاريف .
وعلى نفس السياق أضاف لنا عم على أحد أولياء الأمور: أطلع بص كده على الزبالة اللى بره هتلقيها هى هى نفس الزبالة اللى جواه ،واتفق معاهم عدد من أولياء الأمور مع الشكوي عن المصاريف والكتب التى لم تصرف حتى الآن، وخلافه من أمراض وأولياء تعانى منها هذه المدارس.
فنتقلنا لمدير المدرسة لنعرف منه وجه نظره وأخذ رأيه من حالة الهرجلة الموجودة فى المدرسة وعن الخطوات التى أحرظها.
سنخصص الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد، لحث الطلاب علي الإنتماء والولاء للوطن بهذه الكلمات تحدث مدير مجمع مدارس محمد متولي الشعراوي ، الأستاذ عمران قائلاً: إن الحصة الأولي علي مدار الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد ستكون عن الولاء والإنتماء للوطن.
وعند سؤالنا عن ما صرحت به الأستاذة شاهيناز الدسوقي مديرة مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، بأنه يجب كل مؤسسة تعليمية أن تنشر كاميرات مراقبة علي الأسوار الخاصة بها، رد قائلاً لم يصل لي إخطاراً بذلك ، وتابع : ما انت شايف اهالى المنطقة عاملين ازاى دانا لو ركبتها يسرقوها .
وأضاف المدير مشيراً إلى عدم تعامله بشدة وحزم على أولياء الأمور لفض حالة الهرجلة ، أن تعاملي بأسلوب الطيبة والتسامح مع أولياء الأمور، هو خوفاً منهم وليس سياسة أنفذها، لأني إذا تحدثت مع أي شخص منهم إن كان رجل أو إمرأة بحدة أو صوت عالِ فمن الممكن أن يتم رفع السلاح علي .
ويضيف عمران أن ما قالتة الصحف المصرية، عن بروتوكول تم بين وزارتي التربية والتعليم والداخلية، بتخصيص فرديين شرطة مسلحين، لكل مدرسة من الممكن أن يكون حديثاً صحيحاً، ولكن الفعل والتنفيذ لا يوجد علي أرض الواقع .
وفي نفس السياق أضاف المدير، أن ما قيل أيضاً بخصوص إرسال خبراء مفرقعات للمدارس لفحصها، كلام غير صحيح فلم يتم إرسال أي شخص من جهة أمنية لتنفيذ هذا الكلام، فكما تري نحن من نؤمن المدرسة ، سواء العاملين أو الأساتذة، أو بعض أولياء الأمور .
وأكد عمران أن الإنفلات والعشوائية التي نعيشها داخل المجمع،، هي التي تسيطر علي اليوم الأول من العام الدراسي، بالإضافة إلي الجهل المنتشر لهذه الطبقة الشعبية.
وبسؤال مدير المدرسة عن أعمال الصيانة والنظافة التي من المفرض أن تكون إنتهت قبل بدء العام الدراسي، يجيب، إنت ما شوفتش سور المدرسة وهو مدهون .
وبرصد أعمال الصيانة التي يتحدث عنها مدير المدرسة، لم نري سوي السور الذي تحدث عنه المدير، ولكن إمتلئت المدرسة بالأتربية وعدم وجود صيانة كافيه لأغلب المقاعد التي يجلس عليها الطلاب، هذا بالإضافة إلي كمية القمامة التي عندما تقف أمام أبواب مجمع المدارس تراها بأم عينيك .
ومتابعة لذلك، فمن المفترض أن يلقي مدير المدرسة، كلمة ورسالة إلي الطلاب الجدد والقدامي ترحيباً بهم لقدوم وبدء العام الدراسي الجديد، ولكن إنشغل العاملون والمسؤولون في المجمع بتوزيع طلاب الصف الأول علي الفصول الخاصة بهم، ولم يتم التنسيق علي هذه الأشياء من قبل بوضع كشوفات معلقة لكي يعرف الطالب مكان الفصل الخاص به .
كل هذا ومستمر المشهد الموصف أعلاه من حالة فوضى وزحام بقلب المدرسة وبعد رؤيتنا أن المشهد سوف يستمر و الدراسة لن تبدأ اليوم و على الارجح ليومين آخرين وخاصة كان الساعة 10 واليوم الدراسي كان سينتهى على الساعة 11.
وانتقلت الفجر لترصد مؤسسة تعليمية أخري هي مدرسة محمد كريم والتابعة لنفس الإدارة التعليمية، والتي لا تبعد كثيراً عن مجمع مدارس الشعراوي ، ولكن الأمر زاد سوءاً .
بداية رفض مدير المدرسة الأستاذ عادل التحدث إلينا إلا بإخطار أو ورقة مكتوبة من الجهات المسئولة، فإذا كان يعرف المفروض والشروط كان لابد أن ينفذ ذلك في مدرستة المسئول عنها، التي من النظر إليها تشعر بأنك في مكان أخر ليس له علاقة لا بتربية ولا بتعليم .
ورغم وجود الأستاذ محمد منير مسئول أمن القطاع في الوزارة داخل المدرسة، وترحيبه بنا، ومحاولته بأن نتحدث إلي المدير إلا أنه رفض بشدة مرةً أخري معللاً فى أشارة إلى حلقه قائلاً الصحافة دول خنقة .
وإضافة إلي ذلك قام مسئول أمن القطاع، بالإتصال بالمدير العام لقطاع منطقة المطرية التعليمية، ليأخذ منه رداً حول ما رفضة المدير، وقال إجعلهم يباشرون عملهم، إلا أن المدير أصرعلي رفضة، ولم يستجيب إلي محاولات مسئولي الأمن بالقطاع .
وسبب رفضه للتكلم معانا كان واضح من خلال رصد عدسة الفجر لمنظر المدرسة فى أول يوم دراسي فكانت الحمامات بمنظر لا يروق لأى أنسان أدمي، وجميع أعمل الصيانة تالفة مما تسبب فى غرق الحمامات وعدم نظافتها مخصصة لأطفال لا تزيد أعمارهم عن 12 عاماً منظر كئيب يعرفه الطفل منذ دخوله المدرسة ليصبح لديه عادة راسغة أو شىء طبيعي ولا يعرف أنه كحقه كأنسان أو كطفل ،هذا غير حالة الفصول المرزية التى من حوائط لم تدهن منذ سنوات ومقاعد لا تصلح للجلوس عليها .
ولن ننكر مساحة حجم المدرسة الشاسعة ولكن فى كل مكان بعض من التلفيات و الرمال، وعلى شبهتها مدرسة الجيل الحر التى تقع على نفس الشارع ولكن هذه مساحتها برائحتها بصيانتها أبشع.
وفي سياق أخر قالت سهيلة صلاح طالبة بالصف الأول الإعدادي بمدرسة صفية زغلول الإعدادية بمدينة السلام، أن مديرة المدرسة جائت تنادي علي أسماء الطلبة الجدد ليعرفون أماكن الفصول، ولم يتم عمل طابور الصباح قالولنا من بكرة هايبدأ الطابور.
وأَضافت الطالبة، أن الحصة الأولي لم يتحدث المدرس عن الروح والإنتماء للوطن مثل ما قال الوزيرفي شاشة التليفزيون، فكانت الحصة الأولي دراسة طبيعية لمادة العلوم ومحدش جاب سيرة الوطن .
وأكملت الطالبة، لم تقم المدرسة بتسليم الوجبة الخاصة بالطلاب، ولم يطلبوا منا دفع مصروفات، أما عن إستلام الكتب الدراسية فتقول سهيلة : قالولنا بكرة .
من جانبه قال عثمان الجندي الخبير في مجال التربية والتعليم والمدير السابق بإحدي المدارس، أن القائمون علي العملية التعليمية في البداية نتحدث عن المعلم فثلث معلمي الوزارة لا يصلحون لمهنة التدريس، أما النقظه الثانية، فالمباني لا تقوم بكامل العملية التعليمية.
ويضيف الجندي تصوروا أن بعض المدارس لم تضع أعلاماً جديدة لمصر، وكانت الأعلام المرفوعة قديمة وممزقة،فالسؤال يطرح نفسه كيف تبدأ الدراسة وبعض المدارس لم تنتهي من وضع الجدول المدرسي ، بالإضافة إلي قوائم الفصول، بالإضافة لا توجد إشارات إرشادية لتعريف الطلاب خاصة المستجدون منهم لمعالم وخصائص كل مكان بالمدرسة.
ووجه الجندي رسالة إلي وزير التربية والتعليم قائلاً زي ماروحت رابعة وخدت اللقطة ، روح مدارس العشوائيات وخد اللطمة ، تعقيباً منه علي تجاهل الوزارة للمدارس التي تستحق الرعاية ، والحكومة تدير الأزمات بنفس طريقة ما قبل الثورة .
وأضاف، إذا لم تكن هناك جريمة للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يعاقب عليها، فيجب أن يعاقب علي جريمة إنحطاط التعليم في مصر في والذي سيستمر حتي سنوات قادمة .
ومن هنا نتسأل متى سنعطى الطفل حقه ، لن نتكلم عن الأنسان الذى يمكن أن يتدبر أمور نفسه ولكن هنا الطفل نشأته ..كيانه معتمد على أولى سنوات عمره الذي يطور فيها عقله وعاداته ..وبعد أن يكبر يقولون المواطن لا يريد مساعدة الحكومة ..فكيف يعقل هذا والحكومة من أول يوم ولد فيه من مستفى حكومى لمدرسى حكومى لبطالة فى البيت .. دون أطالة لكلام معروف نتسأل :أين الحكومة؟!