رامي رشدي يكتب: "رامى عباس".. العقل الذى ينقص الكرة المصرية
ظهر مع "صلاح" فى القصر الملكى البريطانى
فى لقطة مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى، كتب عليها ترجمة باللغة العربية، كان المدافع الهولندى الدولى ولاعب ليفربول الإنجليزى فيرجيل فان دايك، يوقع على الأوتوجرافات للجماهير، ويحاول الإجابة عن سؤالهم عن صلاح، وإمكانية حصول فان دايك على تأشيرة لمصر.
وتبرز هنا المقولة الخالدة: «لو لم أكن مصريًا لوددتُ أن أكون مصريًا».. والتى وضعها الزعيم الوطنى مصطفى كامل، ميثاقًا لقيمة مصر فى قلوب أبنائها، والقائم على الاعتزاز والشرف بالانتماء لهذه الأرض، ولذلك بقيت كلماته الصادقة فى القلوب جيلًا بعد جيل، ودعمها وعزز من اسم مصر ومكانتها العالمية ابنها البار العالمى، قائد منتخب مصر الوطنى، ونجم نادى ليفربول الإنجليزى، محمد صلاح.
1- ابن مصر بقصر العائلة الملكية فى قلب بلندن
كان الأمير ويليام قدّم دعوة للنجم المصرى محمد صلاح، إلى جانب عدد من المشاهير فى مختلف أنحاء العالم، من أجل حضور حفل جائزة «إيرث شوت» الذى أقيم فى لندن للمرة الأولى.
وفى مساء يوم الأحد الماضى لبى «مو« الدعوة الملكية، واستقبله الأمير ويليام، دوق كامبريدج، وزوجته كيت، دوقة كامبريدج فى قصر ألكسندرا، وتبادلوا أطراف الحديث، كما أظهرت الصور التى التقطت من قبل مصورى الحفل، ولكن كان فى الصورة شخص رابع هو رامى عباس، محامى محمد صلاح ومدير أعماله، أو وكيله كما يحب أن يسمى نفسه، ورامى كلمه السر ومفتاح الشخصية العالمية التى بات عليها صلاح الآن، ليس لاعباً فقط، ولكن كمثل وقدوة لشباب العالم، ونموذج حى على القوة الناعمة المصرية التى وصلت للعالمية.
2- صحف العالم تتحدث عن وصول رامى عباس للميرسيسايد
عنونت صحيفة «tattler» صفحتها الرئيسية بـ«حفل مرصع بالنجوم لجوائز جائزة الأمير ويليام إيرث شوت»، وقالت إن الحفل حضره الكثير من النجوم من السير ديفيد أتينبورو إلى إد شيران، وكان قصر ألكسندرا بالاس، يعج بأسماء بارزة لحفل تسليم الجائزة الافتتاحى.
وأضافت، وتواجد مهاجم ليفربول النجم الدولى محمد صلاح الذى سلم جائزة، وشارك مع الحاضرين فى تشديده على الحفاظ على البيئة.
فيما قالت صحيفة LFCSC Norway، المهتمة بأخبار ليفربول.. «كان محمد صلاح لاعب كرة القدم الوحيد فى قائمة ضيوف الأمير وليامز».
وتابعت: «أنهى محمد صلاح عطلة نهاية أسبوع رائعة فى لندن، من خلال تسليم جائزة بيئية فى حفل توزيع الجوائز الجديد للأمير ويليامز، والسير ديفيد أتينبورو».
وسلم صلاح جائزة فى فئة «إحياء محيطاتنا» - حيث كان المرشحون الثلاثة من المنظمات التى تعمل على تطهير محيطاتنا، وفى خطابه قبل الإعلان عن الفائز أوضح صلاح أهمية الجائزة له شخصيًا. وقال من على خشبة المسرح: «أنا متحمس لهذا لأننى نشأت بالقرب من المياه والبحر الأبيض المتوسط، وهو حاسم للحياة فى المنطقة، تمامًا مثل جميع المحيطات على هذا الكوكب».
فيما نشرت صحيفة cnn العربية، تفاصيل حوار محمد صلاح الشيق مع الأمير ويليام وزوجته، بعد ختام حفل جائزة إيرث شوت «Earthshot» .
وتابعت: «تداول مغردون مقاطع فيديو أظهرت النجم المصرى لنادى ليفربول، محمد صلاح، ودوق كامبريدج الأمير ويليام، وزوجته كيت ميدلتون، على هامش حفل بيئى نظمه دوق ودوقة كامبريدج، ودُعى صلاح لتسليم جوائز فيه». واضافت: «بعض مشجعى ليفربول يحثون الإدارة على الحصول على خدمات صلاح، فى صفقة بقيمة ٥٠٠ ألف جنيه إسترلينى فى الأسبوع».
فيما نشرت صحيفة independent، عنوان: «وكيل محمد صلاح يصل إلى إنجلترا للتفاوض مع ليفربول بخصوص العقد».
بينما أكدت صحيفة تيليجراف: «محمد صلاح يريد راتباً فى حدود ٤٠٠ ألف جنيه إسترلينى أسبوعيًا، لتجديد عقده مع الريدز».
وتابعت الصحيفة: «وبهذا الراتب يصبح محمد صلاح أعلى اللاعبين راتبًا بين نجوم الدورى الإنجليزى البريمرليج».
وأضافت تيليجراف: «يأتى هذا فى الوقت الذى تريد فيه إدارة ليفربول تخفيض راتب صلاح إلى ٣٣٠ ألف إسترلينى أسبوعيا، مع تمسكها ببقائه»
وسجل صلاح ١٠ أهداف فى ١٠ مباريات بجميع المسابقات هذا الموسم، وأكد «كلوب» مدرب ليفربول، أن النادى بدأ مناقشات بشأن تمديد العقد معه.
وبدأ نادى ليفربول الإنجليزى المفاوضات مع النجم المصرى من أجل تجديد عقده الذى ينتهى فى صيف ٢٠٢٣.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن وكيل أعمال محمد صلاح، موجود فى مدينة ميرسيسايد للتفاوض مع ليفربول، بشأن تجديد عقد الفرعون المصرى.
وأكدت الصحيفة، أن محمد صلاح سيحصل على زيادة كبيرة فى راتبه الأسبوعى، بعد التألق اللافت مع الريدز هذا الموسم، وطوال السنوات الماضية.
وارتفعت أسهم صلاح بشكل كبير على مستوى العالم بأدائه اللافت للأنظار، حيث يتصدر ترتيب هدافى الدورى الإنجليزى برصيد ٧ أهداف بعد مرور ٨ جولات، كما سجل ٣ أهداف فى مباراتين بدورى الأبطال ليصل إلى حصيلة ١٠ أهداف فى ١٠ مباريات بكل المسابقات حتى الآن، وذلك قبيل ساعات من لقاء ليفربول المرتقب مع أتلتيكو مدريد فى دور المجموعات بدورى أبطال أوروبا.
وحصد النجم المصرى محمد صلاح، جائزة أفضل لاعب فى ليفربول لشهر سبتمبر الماضى، وفقا لبيان رسمى نشره النادى عبر الموقع الرسمى للريدز.
كما حصد لقب أفضل لاعب فى شهر سبتمبر فى الدورى الإنجليزى، وهى مقدمة من رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
3- رامى عباس أنقذ صالح من رحلة فشله فى تشيلسى
كل تلك الأخبار الواردة من بلاد الضباب تؤكد أن النجم المصرى محمد صلاح بات يتمتع بعقلية احترافية لا حدود لها، لا تصدر عنه واردة ولا شاردة إلا وتضيف له داخل الملعب وخارجه، أسر قلوب الجماهير الإنجليزية، بل دعنا نقولها بكل صراحة، أسر قلوب كل جماهير الساحرة المستديرة حول العالم، ليس هذه فقط، بل كسب حب واحترام الناس فى شتى بقاع الدنيا.
وهنا لابد من الحديث على من يقف وراء إدارة تلك الثروة البشرية، إنه المحامى الكولومبى ذو الأصول اللبنانية، رامى عباس، الذى يتولى الشؤون التفاوضية والإدارية الخاصة بـ «صلاح» منذ سنوات.
٢٠١٥ بداية التعارف بينهما.. قبل ذلك مرت على صلاح لحظات مثلت منحنى خطيراً فى رحلة احترافه عندما كان فى تشيلسى، وأراد الانتقال إلى إيطاليا فى محاولة لإنقاذ رحلته الاحترافية من براثن الفشل الذى أحاط به من كل جانب.
وقتها جلس مع مجموعة من الوكلاء، وحضر رامى عباس، ليس كوكيل، ولكن بدعوة من أحد الوكلاء المشهورين، و«صلاح وعباس» لم يكونا قد التقيا أبداً قبل تلك الجلسة، لكن صلاح ارتاح كثيراً له بسبب إجادته اللغة العربية.
ولعب «عباس» دوراً كبيراً فى انتقال «صلاح» لفورنتينا الإيطالى على سبيل الإعارة من تشيلسى، فى صفقة انتقال كوادرادو لتشيلسى، وفى ذلك الوقت وعبر حسابه على إنستجرام كتب «عباس» بلغته الإسبانية: «أعتبر الأيام الثلاث الأخيرة هى الأكثر أهمية فى مسيرتى المهنية».
صلاح تألق بشدة مع فيورنتينا، لكن فى لحظة ما خلال أول ٤ أشهر له فى إيطاليا، قرر الانفصال عن وكليه «ماريتشى» وقتها، وتعيين «عباس» بديلاً.
وفى صيف ٢٠١٥ انضم صلاح إلى روما، وفى مقر تدريبات روما كان الشخص الواقف إلى جواره لالتقاط الصورة هو رامى عباس، مرتديا بدلة.
وبعد عامين، ظهر فى صورة مماثلة تم التقاطها فى مقر تدريبات ميلوود عند انتقال صلاح إلى ليفربول. وتوضح سجلات الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم أن «عباس» كان وسيطاً فى الصفقة.
لا شك أن رامى عباس الذى لم يكن وكيلاً أو محاميًا أو مستشارًا خاصًا كما يحب أن يسمى نفسه، استطاع إدارة كل ملفات نجمه بكل احترافية، ويبدو أن صلاح يثق به تمام الثقة، خاصة أنه يسعى لتحقيق أمنيات نجمه الوحيد، فهو يدير ملف تجديد العقد مع ليفربول فى سرية تامة، ويستطيع أن يداعب الإعلام الغربى وإدارة ليفربول، ولا ننسى أنه قلب الموازين، عندما رتب لقاء «مو» مع صحيفة as الإسبانية فى نهاية ديسمبر من العام الماضى، والذى تحدث صلاح خلاله عن إمكانية انتقاله إلى ريال مدريد أو برشلونة.
وعندما ظهر صلاح منذ أسبوعين فى باريس، خرجت الصحف العالمية متحدثة عن إمكانية انتقاله لنادى باريس سان جيرمان، وحالياً تهتم صحف العالم بسفر رامى عباس من دبى مقر إقامته، إلى الميرسيسايد، والتكهنات بشأن تجديد العقد مع ليفربول.
أى حركة لرامى عباس، أو تويته، تثير اهتمام وكالات الأنباء العالمية بكل اهتمام وحرص.
4- العقل الذى ينقص الكرة المصرية
رغم كل ذلك، فإن ما تعرض له رامى عباس من شائعات واتهامات فى مصر لا يصدق، ولا يقبله عقل احترافى، خاصة وسط أزمات محمد صلاح مع اتحاد الكرة التى تكررت أكثر من مرة، ومنها على سبيل المثال أن رامى عباس كان وراء التعاقد مع المدير الفنى الجديد لمنتخب مصر البرتغالى كارلوس كيروش، لأنه وكيله، وأنه تقاضى مقابل ذلك عمولة ونسبة من العقد، وأن عباس هو من يسير الاتحاد المصرى .
وقبل ذلك ظهرت أزمة ٢٠١٨ الشهيرة، والخاصة بحقوق الرعاية، وتوفير حرس خاص لمحمد صلاح، وتفاصيل حول استقباله فى المطار، وتسهيل إجراءات خروجه منه.
وقتها طلب صلاح من اتحاد الكرة التواصل مع وكيله وليس معه، ومن خلال خطاب رسمى بموافقة اتحاد الكرة على هذه الطلبات، انتهت الأزمة باحترافية وواقعية، وهو ما ينقص الكرة المصرية ولاعبينا المحترفين فى الخارج، عليهم أن يتخلوا عن الوكالات والسماسرة، ويستعينوا بعقلية احترافية وقانونية مثل عقلية رامى عباس، كل همه إدارة ملف نجمه والحفاظ عليه، وتحقيق كل أهدافه المرسومة والمخطط لها جيداً، عقلية لا تترك الأمور للمصادفة.
وعلينا أن نتخذ من النجم البلجيكى لاعب مانشستر سيتى، دى بروين، الذى سار على درب «صلاح» واستغنى عن وكيله مستعيناً بمحام خاص، نموذجاً، وهو ما سار عليه نجم الكرة الإنجليزية رحيم ستيليرنج.