عاد لقدره| "ياسين" سُب بوالده المتوفي وطعن في صدره.. وإهمال طبيب القصر العيني تسبب في وفاته

حوادث

المجني عليه ياسين
المجني عليه ياسين


منذ الوهلة الأولى لوفاة والد " ياسين خالد"، غادر الصبي مسكنه بالحي الشعبي بمنطقة كفر طهرمس تاركا والدته وشقيقيه الأكبر منه سنًا (ولد _ بنت)، ليعيش رفقة جديه لوالدته بحدائق الأهرام.

نعم الصبي بحياة هادئة، رفقة جديه وأقارب والدته منذ أن كان عمره 10 سنوات، وكان يزور والدته وشقيقيه بين الحين والآخر، لكن مع دخوله مرحلة الثانوية العامة، طلبت الأم أن ينتقل إلى العيش معها، لكبر سن جديه، وعدم قدرتهما على مراعاته.. " علشان أخد بالي منه ومن مذاكرته".

وافقت أسرة الأم على طلبها، لعدم وجود أصدقاء له هناك.. " ياسين أصحابه كلهم في حدائق الأهرام.. ومعندوش أصحاب في فيصل هيكون من الدروس للبيت".

اعتاد "سامح مبروك" صاحب الـ 21 سنة، عامل بورشة ألوميتال بعقار مجاور للعقار سكن " ياسين"، مضايقته منذ حضوره المنطقة، ما دفعه إلى الشكوى لشقيقه الأكبر.. " في واحد شغال في ورشة تحت البيت بيضايقني ويهزر واحنا مش أصحاب".

مع حلول الساعة الثامنة مساء يوم الأربعاء الماضي، خرج ياسين صاحب الـ 17 سنة، من منزله قاصدًا مقر درسه الخصوصي، لكن شاء القدر أن يُقابل "سامح" ليحاول مضايقته مرة أخرى، لكن هذا ما رفضه الصبي، ووقعت بينهما مشادة كلامية سب خلالها العامل، " الصبي" بوالده المتوفي، ما آثار غضبه، ليتشاجر معه.

دخل " سامح" إلى مقر الورشة عمله ليحضر سلاحًا أبيض، ويسدده في جسد صاحب الـ 17 سنة، أصابت إحداهما ذراعه الأيسر والآخرى بالجانب الأيسر بالقرب من القلب، ليسقط أرضا غارقا في دمائه.

دقائق معدودة كانت كفيلة بتجمع المارة بالشارع، وإبلاغ والدته، ونقله إلى عدة مستشفيات خاصة رفضوا استقباله.. " لأزم يروح القصر العيني".


عقارب الساعة كانت تشير إلى التاسعة والنصف، لحظة دخول ياسين إلى مستشفى القصر العيني، وهناك أخبرهم الطبيب بأنه مصاب بطعنة نافذة سببت دخول هواء بين الرئة، إضافة إلى وجود نزيف داخلي، وطلب منهم عمل أشعة، ومن ثم عمل استكشاف له لتحديد نوع الإصابات وعمقها.

مكث الصبي يصارع الموت على سرير الطوارئ بالمستشفى، حتى الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، في انتظار نتيجة الأشعة.. " بدأنا ننفعل على الدكتور وقُلنا له الولد بيموت إلحقه.. لغاية لما قال لنا ده كويس ونتيجة الأشعة تمام ومش محتاج حاجة يخيط دلوقتي ويروح البيت" على حسب قول علي الجوهري نجل خال الصبي.

ليستكمل" الجوهري" حديثه لـ" الفجر"، أنه لدى توجهم للطبيب لعمل غرزة بذراعه وصدره رفض ذلك.. "الدكتور قال لنا أخيطه إزاي وفي هواء في الجرح، وبرجوعه إلى طبيب الطوارئ، طالبه بعمل غرزة بمكان الجرح.. ده سليم مفيش حاجة هيبقى كويس"، وفي أثناء ذلك بدأ ياسين بالقئ، وبالرجوع للطبيب المتابع مرة أخرى أخبرهم.. " ده تأثير البنج".

وواصل أنه لدى سؤال الطبيب المتابع لحالته، عن وقت الرجوع إليه مرة أخرى.. " لما تلاقوه قاطع النفس هاتوه"، وبظهور علامات الاندهاش على وجههم، غير الطبيب حديثه.. " لما يتعب يعني"

ليغادر ياسين رفقة أسرته متجهًا إلى منزله بمنطقة كفر طهرمس، وتم إبلاغ المقدم محمد طبلية رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، بالواقعة، وبالعرض على اللواء مدحت فارس مدير مباحث الجيزة وجه بسرعة ضبط المتهم والأداة المستخدمة في الجريمة، لتتمكن مأمورية بإشراف اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة من القبض على المتهم وأخطر اللواء رجب عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة.

لكن قاطني الشارع كان لديهم رؤية أخري، مطالبين أسرة ياسين بالتنازل عن المحضر.. " ده ولد ملوش أهل وعايش في الورشة، وهو متعود يضايق الناس هنا".

وبالعودة إلى منزل صاحب الـ 17 سنة، كانت علامات الخوف والفزع تسيطر على أسرته، لتعبه طوال الليل، وبحلول الساعة الثانية عشر ظهرا.." رجع ياسين دم ونزلنا بيه للمستسفي تاني وبعد دخوله بنصف ساعة، توفى نتيجة نزيف داخلي" على حسب أقوال نجل خاله، موضحًا أن الصدمة الكبرى عند استلامهم تقرير شهادة الوفاة بأن وفاته طبيعية.. " عشان يداروا علي الدكتور اللي معملوش استكشاف"، مطالبًا بالتحقيق مع الطبيب المتابع.

لتدشن أسرة صاحب الـ 17 سنة هاشتاج "#ياسين_اتقتل_حقه_فين" مطالبين بتوقيع أقصى عقوبة على الطبيب المتابع قبل مرتكب الجريمة، بتهمة التقصير والاهمال الطبي.. "ياسين راح نتيجة إهمال تربية طفل وإهمال دكتور.. عايزين حقه يرجع عشان أمه ترتاح ويبرد نار قلبها".