حوار| وزير المهجرين اللبناني: يوجد أمل ولذلك شاركت في الحكومة.. ونحتضن الفلسطينيين.. وهناك دعم مصري كبير لبلادنا
شخصية سياسية قلما يجود الزمان بمثلها، لبناني حكيم يحمل على عاتقيه قضايا بلاده وهموم المنطقة، وخاصة القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية، إنه وزير المهجرين اللبناني عصام شرف الدين، الذي قال خلال حواره مع موقع الفجر، إنه على الرغم من الظروف الصعبة التي يمرون بها والأزمات المتتالية في لبنان إلاّ أنهم لا يفقدون الأمل، مضيفًا أنهم ومنذ عقود طويلة يتعايشون مع اللاجئين الفلسطنيين ويحتضنونهم، وكذلك مع الإخوة النازحين السوريين.
وإلى نص الحوار...
- في البداية، لماذا ترغب سيادتك في تحويل وزارة المهجرين إلى وزارة للتنمية الريفية؟
أنشئت وزارة المهجرين في فترة ما بعد الحرب الأهلية المشؤومة بهدف عودة المهجرين الذين هُجّروا في فترة الحرب والتعويض على المتضررين منها، إن كان على صعيد إعادة الإعمار أو على صعيد ترميم المنازل المتضررة، كما كان هدفها الأساسي الاهتمام بالبنية التحتية للمناطق المتضررة تسهيلاً لعودتهم.
أمّا اليوم وبعد أكثر من ثلاثة عقود على انتهاء الحرب، وعودة الأهالي وإقفال القسم الأكبر من الملفات، وبعد إتمام عملية المصالحات في العديد من القرى والبلدات، أصبحت عبارة "المهجرين" عبارة تذكّر اللبناني بسنوات وأيام سوداء مرّت عليهم، وعلينا الانتقال من هذه الحقبة إلى حقبة الإنماء، وتمكين عودة المهجرين من خلال البحث عن سبل تنموية توطّد الأهالي بأرضهم وبلداتهم، وتخلق رابط لهم في مجتمعهم، وتؤمن لهم سبل العيش الكريم عبر التركيز على قطاعات منتجة وخلق فرص عمل، وهذا يكون من خلال تحويل الوزارة إلى وزارة للتنمية الريفية.
- ماذا عن خطة سيادتكم الخاصة بالوزارة؟
اليوم وبعد حوالي الشهر على تسلّمنا هذه الوزارة، ونيلنا ثقة المجلس النيابي، ننكبّ على تحضير خطّة مع الصندوق المركزي للمهجرين الذي يتبع لسلطة رئاسة الحكومة، لإقفال الملفات المتبقية والممكن إقفالها، وبالتوازي نقوم بتحضير خطّة لطرحها على مجلس الوزراء تقضي بتحويل الوزارة إلى "التنمية الريفية"، نعلن عنها فور الانتهاء منها، على أن يصار بعدها إلى إنشاء مديرية سنقترح تسميتها "مديرية تحصين العودة" تهتم بالملفات العالقة في وزارة المهجرين والصندوق المركزي إلى حين إقفال هذا الملف بشكل نهائي.
- كيف تتعاملون مع التحديات التي تواجه وزارة المهجرين؟
التحدّي الأكبر اليوم هو تأمين الأموال والميزانية المطلوبة لدفع المستحقات المتوجبة للمواطنين، والتحدّي الثاني هو خلق توافق سياسي عام في البلاد للوصول إلى إقفال هذه الوزارة وتحويلها، ويبقى الأمل في عمل حكومتنا "معاً للإنقاذ" على تأمين الأموال المطلوبة وتحقيق هذا الهدف.
- عند الحديث عن أزمات لبنان، ماذا يخطر في بالكم؟
في الواقع، أبرز ما يخطر لنا هو لبنان الذي نحب، فبطبعنا تعوّدنا على الإيجابية في التعاطي مع كل الأمور، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي نمرّ بها، والأزمات المتتالية في لبنان، إلاّ أننا لا نفقد الأمل في إمكانية الحدّ من الانهيار وتحقيق الاستقرار المطلوب على الصعد والمستويات كافة، ولهذا السبب قبلنا بالمشاركة في هذه الحكومة.
- كيف يدعم لبنان القضية الفلسطينية؟
إنّ موضوع القضية الفلسطينية قد يكون من أبرز المواضيع المتلاصقة مع لبنان وأبنائه، وبعيداً عن السياسة وزواريبها، فإنّنا ومنذ عقود طويلة نتعايش مع أهلنا اللاجئين الفلسطنيين ونتشارك معهم همومهم ومشاكلهم والعكس تماماً، وكذلك مع الإخوة النازحين السوريين، والدعم اليوم يكون من خلال إحتوائهم واحتضانهم، إلى حين تحقيق العودة الكاملة والمحقّة والآمنة لهم بإذن الله، وهذا من أبرز اهتماماتنا أيضاً على طاولة مجلس الوزراء، ومع المجتمع الدولي والمعنيين كافة.
- تعاني المنطقة من أزمات ساخنة، ما هي رؤيتكم للخروج منها؟
أزمات المنطقة أكبر بكثير من اختصارها في جواب من هنا أو تحليل من هناك، والخروج منها لا يكون إلا بالحوار والتفاوض والاتفاق بين الدول الكبرى والمؤثرة في المنطقة، وهذا ما نتمناه أن يحصل في أقرب وقت ممكن.
- ماذا بشأن العلاقات بين مصر ولبنان، وكيف سيكون التعاون بين البلدين؟
إنّ العلاقة فيما بين لبنان ومصر، هي علاقة تاريخية ووطيدة بين بلدين عربيين شقيقين، حيث ترتكز في الأساس على انفتاح مصري كبير على القيادات اللبنانية عبر التاريخ، ويجمعها هموم مشتركة ونظرة موحدة حول القضايا السياسية المطروحة في المنطقة، بالإضافة إلى تقارب كبير بين الشعبين الشقيقين، والتعاون قائم في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة، ولن يكون يوماً عكس ذلك.
واليوم ثمّة دعم مصري كبير للبنان من خلال استجرار الغاز عبر الأردن وسورية لتأمين الكهرباء، وعبر استقبال عدداً كبيراً من المستثمرين اللبنانيين ومن المسافرين بحثاً عن فرص عمل في الظروف الاستثنائية الراهنة.