"فرح تحول لمأتم".. تفاصيل مروعة بوفاة أب وابنته وأحفاده في حادث الدائري الأوسطي
في ليلة حزينة مساء أمس الأربعاء، استقبلت مصر خبر وفاة 19 مواطنا لقوا مصرعهما، عقب حادث مأساوي في جنوب محافظة الجيزة، بالطريق الدائري الأوسطي.
برغم توحد الدم ومكان وظروف الوفاة، إلا أن لكل ضحية من الضحايا الـ19 قصة مختلفة، كان من بينهم جميل صدقي الذي استقل الميكروباص عائدًا من مكان عمله بمحافظة الإسكندرية، والذي اصطحب نجلته وطفليها في طريقه للعودة إلى محل إقامته بمحافظة المنيا.
بينما استعدت أسرة الرجل الخمسيني لعودته رفقة أبنته وأبنائها، لإنهاء ترتيبات فرح نجله، ذلك اليوم الذي ظل يحلم به طيلة عمره، والذي يكلل سنوات الشقى وقطع المسافات البعيدة من أجل لقمة العيش ومواصلة الحياة، إلا أنه لم يعد.
ظلت الأسرة ساعات وعلى رأسها العريس منتظرًا عودة سنده الذي كان مقررا وصوله ليل الأربعاء، ينتظر بجانب أولاده أجازة قد تستغرق أيام متواصلة على عكس عادة إجازاته، لكن اختلفت هذه المرة باختلاف "حلم عمر" الرجل وهي زفاف نجل.
لكن قبل موعد العودة، تتداول أنباء عن مصرع 19 شخصًا بالطريق الدائري الأوسطي بمحافظة الجيزة، لكنه ظل خبراً عادياً بالنسبة للأسرة مثله كعشرات الأخبار التي تنشر في وسائل الإعلام.
لكن هذه الحالة لم تستمر كثيراً، فتحديداً في تمام العاشرة مساءً تلقت الأسرة الطامة الكبرى، بعد علمها بأن عائلها المنتظرة عودته من بين الضحايا الـ19، الأكثر مأساوية أن الوفاة لم تقتصر على عائل الأسرة فقط، بل توفت ابنته وأحفاده حيث كانوا يستقلون الميكروباص سويًا، لتحول الأفراح إلى أحزان وحزن يخيم على كافة أرجاء قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا.
لحظات قليلة فقط قبل معرفة الخبر المشؤوم حولت حالة السعادة الكبيرة التي كانت ترفرف في كافة أرجاء المنزل المكلوم، إلى بكاء وعويل، بعدما تلقت الأسرة خبرة الوفاة من خلال مكالمة هاتفية.
15 عامًا من الذهاب من الصعيد إلى الإسكندرية أقصى شمال مصر، والعكس في رحلات يقطعها بالساعات جميل صدقي من أجل لقمة العيش في العمل بالمزارع تنتهي بوفاة مأساوية على الطريق قبل زفاف نجله بـ3 أيام فقط بحسب ما أكدت أسرته لبوابة "الفجر".
أسرته أشارت إلى أنه كان وحيدًا على 3 بنات وترك خلفه أطفال يحتاجون إلى رعاية من أجل العيش.