تجارة الإخوان بالدين تظهر من جديد في صراع منير وحسين
لطالما استغلت جماعة الإخوان المواقف التي يمر بها العالم لمصالحتها من أجل الوصول لأغراض تخدم الفرد وليس الكل حتى وإن استخدمتها بطريقة مخالفة للواقع، وبعد الصراع الحادث بين المرشد العام لجماعة الإخوان إبراهيم منير والأمين العام السابق محمود حسين يسعى الطرفان للسلطة بكافة الطرق.
وفى هذا الصدد استغل منير مناسبة المولد النبوي الشريف للسيطرة على عقول أتباع الجماعة ووضع حد للمشاكل والازمات التى تواجهه من أطراف تركيا.
رسالة من الإخوان للشعب التركي
خرج "منير" يوم 18 أكتوبر ووجه رسالة الشعب التركي، تحت عنوان "رسالة من القلب ودعوة إلى العمل" فى محاولة لاستعطاف قواعد الجماعة للانحياز لطرفه، لكن هذه الخطوة كانت محاولة فاشلة منه، حيث أصبحت الجماعة أكثر ثقافة ووعي واستطاعت كشف التزييف والكذب الذي صرح به منير خلال بيانه.
وكعادته حاول منير الاستفادة من الوضع القائم تحت اسم الدين وبدء يذكر الجماعة بذكرى مولد النبي، وحكمة مولده وبعثته ورسالته، محاولًا ابعاد الأنظار عن ما يحدث داخل التنظيم الإرهابي، مستغلًا بعض الحقائق الدينية لتشبيه الإخوان ومواقفهم بقصص السيرة النبوي.
التطاول على الدين
ولم يكتفي المرشد بذلك لكنه تطاول على الدين حينما بدء يشبه الصحابة بالجماعة الارهابية القائمة، قائلًا: "لسنا بدعًة من أصحاب الدعوات السابقين الذين اختبرهم الله في أخلاقهم كما اختبرهم في عدوهم، فأصقل الاختبار صادقهم، وعلم جاهلهم، وكشف معادنهم، وربى جموعهم.. فالصحابة الذين نجحوا في مقارعة عدوهم بالسيف في (بدر) كادوا أن يرسبوا في معركة الغنائم لولا لطف الله بهم".
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص تويتر رسالة منير وتصريحاته ولم يصدقها الكثير معلقين أنه يستغل الدين للوصول للسلطة وهذا ما ظهر بعد حالة الانشطار الواضح الذى تعيشه جماعة الإخوان فى تركيا.
وعلى الجانب الأخر لقى منير دعم الكثير من القيادات التاريخية، فى مقابل زيادة المواجهات من جبهة الأمين العام السابق محمود حسين.
كما طالب عدد كبير من مؤيدى منير بإعلان عزل نائب المرشد عبر مجلس شورى مطعون في شرعية قراره، وتطلب مجموعة ثالثة معارضة للطرفين في الإخوان من الشباب بأن يتقدم الصفوف، ويطيح بقيادات الجبهتين.
اشتعال الحرب الداخلية
تخطى الصراع الداخلي حواجز تركيا ووصل للندن واشتعلت الحرب الدائرة بين جبهة محمود حسين، ومعسكر إبراهيم منير المقيم في لندن، وبلغ الصراع عنان السماء بعد قرار منير بإيقاف حسين ومجموعة من القيادات المحسوبين التابعة له من مناصبهم، وإحالتهم للتحقيق بتهم فساد إداري ومالي، وكان محرك الطرفين الأساسي هو الصراع على المال والمناصب والنفوذ.
وخلال البيان طالب منير بوقف حرب اللجان الإلكترونية والتي كشفت المزيد من فضائح الإخوان وفساد قياداتهم بقوله "توقفوا عن التلاسن والتشاحن في الفضاء الأزرق وغيره، فالظرف الذي تعيشه جماعتنا لا وقت فيه لأحقاد أو أضغان أو شحناء"، وهذا اكثر ما زاد الأمر سوءًا ضد منير وقلب عليه الموازين.
رسالة لن تؤثر في القيادات الكبيرة
وفي تصريح خاص "للفجر" كشف الدكتور سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط قال: إن البيان الرسالة التي وجهها منير لن تستطيع أن تؤثر على القيادات الكبيرة وأوضح أن القرارات التي تؤخذ فى الجماعة تبنى على أساس تكتلات وارتباطات للمصالح فى الجماعة وليس على العاطفة.
وأكد الغطاس أنه مع غياب القيادات الاخوانية الكبري فى تركيا والخلافات الداخلية بين اعضاء الجماعة لأغراض شخصية أدي كل ذلك لانقسام الجماعة الي ثلاثة تيارات الأول بقيادة إبراهيم منير مرشد الجماعة والثاني بقيادة محمود حسين الامين العام السابق والثالث مجموعة الشباب الذين يرفضون تواجد الإثنين على ساحة الحكم.
وأردف الغطاس أن رسالة منير لن تغير فى ميول الجماعة حيث أن مجلس الشوري وأغلب اعضاء هيئة الإرشاد انحازوا لجانب محمود حسين.