نقص السلع يضرب مدن العالم وضعف سلاسل التوريد ينذر بكارثة

كشفت وكالة بي بي سي البريطانية، أن عدد من مدن العالم تتعرض لنقص حاد في السلع الاساسية، نتيجة لأسباب تتعلق بتداعيات أزمة كورونا، وضعف سلاسل التوريد، وتأثيرات اخري داخل اقتصاديات تلك المدن.

وشمل تقرير البي بي سي"  النقص يضرب المدن حول العالم"  أسواق  بلدان كلا من الصين، والولايات المتحدة الأمريكية والهند، والبرازيل، ونيجيريا، ولبنان.

وأوضح، أن الصين تعرضت لنقص في العديد من السلع من بينها الورق والمواد الغذائية ، والمنسوجات، وشحنات الهواتف الايفون، وقد يستمر النقص خلال الاحتفالات بأعياد الكريسماس.

الصين في ورطة بسبب الفحم : 

ورجعت الوكالة تقريرها نقص السلع في الصين إلى ازمة في نقص توليد الكهرباء حيث تعاني أكثر من 20 مقاطعة من انقطاع التيار بالصين ، نتيجة انخفاض معدلات إنتاج الفحم، وارتفاع أسعاره عالميا، التى تعتمد عليه أكثر من نصف المدن بالصين بشكل أساسي في إنتاج الكهرباء.

وأوضحت أن المصانع في الصين بدأت في خفض كميات إنتاجها من مختلف السلع لعدم قدرتها على تحميل المستهلكين الزيادة الجديدة التى حدثت في تكاليف الإنتاج بعد ارتفاع أسعار الفحم عالميا بسبب الضوابط الحكومية التي تلزم بسقف سعري للأسعار لا يمكن تجاوزه، مشيرة إلى أنه في حالة عودة المصانع لكامل إنتاجها سوف تصدم بتعليمات الحكومية الخاصة بالحفاظ على البيئة وتخفيض الانبعاثات الكربونية مما ستضطر لتقليل استخدام الطاقة أو الإغلاق بعض ايام.

الولايات المتحدة كريسماس بلا بضائع :

أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد تعرضت الأسواق هناك نقص في سلع كلا من، ورق التواليت، و اللعب، وزجاجات المياه، والملابس، وأغذية الحيوانات الأليفة.

ويتعلق نقص السلع في الولايات المتحدة، نتيجة تكدس البضائع في الموانئ، حيث تدخل أربع سفن حاويات من أصل 10 الولايات المتحدة عبر مينائين فقط لوس انجلوس ولونج بيتش كاليفورنيا ، الذين يمالئون بالشاحنات منذ ازمة كورونا، وقد اصدر الرئيس الامريكي جو بايدن تعليماته باستمرار العمل 24 ساعة في تلك الموانئ طوال ايام الاسبوع لسرعة تفريغ الشحنات.

وحذر البيت الابيض في بيان رسمي، من المواطنين الأمريكيين أنهم قد لا يتمكنوا من  إيجاد العديد من السلع خلال احتفالات الكريسماس بسبب تلك الأزمات.

وأضاف التقرير، أن نقص السلع في الولايات المتحدة  مرتبط ايضا توابع ازمة كورونا، حيث أن العديد من الشركات الأمريكية التي تمتلك مصانع بالخارج لا تزال مغلقة ولم تعاود الإنتاج، مثل شركة نيكي للملابس الرياضية التي لديها مصنع في جنوب شرق آسيا مغلق حتى الان.

ونقلت عن البروفيسور ويلي شية من كلية هارفارد للأعمال، إنه حتى بعد أن يتم عودة الطاقات الانتاجية لتلك المصانع، سيكون هناك صعوبات على توصيلها لمحلات التجزئة لارتفاع أسعار الوقود، وتباطؤ حركة الشحن العالمية.

وتأثرت الهند بانخفاض معدلات إنتاج الرقائق الالكترونية، ما ادي إلى نقص حاد في السلع التى تعتمد بشكل اساسي عليها في عملية تصنيعها مثل السيارات والحواسب المحمولة.

وقالت الوكالة، إن الطلب على الرقائق الالكترونية كان مترفع قبل أزمة كورونا لاستخدامها في استخدام الجيل الخامس التي بدأت عدد من المدن في ‘إنشائها،  وبدأ في التضاعف خلال الازمة لارتفاع الطلب على منتجات الحواسب المحمولة والكاميرات للعمل عن بعد.

وبجانب نقص الرقائق الإلكترونية تأثرت ايضا الهند بارتفاع أسعار الطاقة  خاصة  أسعار الفحم ايضا، نتيجة اعتماد القطاع التصنيعي من اسمنت والصلب عليه بشكل كامل، ما ينذر بكارثة هناك خاصة أن مخزوناته تراجعت و حجم الواردات منه انخفض.

وفي البرازيل كان نقص السلع متمثل في القهوة والماء، نتيجة الجفاف الذي ضرب  جميع أنحاء البلاد لأول مرة منذ قرون وموجة صقيع غير مسبوقة ما أثر على تراجع إنتاج محصولها الاستراتيجي البن،وكميات الكهرباء المولدة من الماء.   

وتوقع  ارتفاع أسعار البن في عدد من بلدان حول العالم، نتيجة انخفاض الكميات المنتجة من البرازيل، وارتفاع تكاليف شحنه.

وأدى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي عالميا، لنقصه في نيجيريا والذي يعتمد عليه المواطنين هناك في عمليات الطهي.

وارتفع أسعار الغاز الطبيعي 60% بين أبريل ومايو.

وقالت البي بي سي، إن رغم من أن نيجيريا من أكبر منتجي الغاز الطبيعي، إلا ان السكان  أحجموا عن استخدامه لارتفاع سعره وأدي إلى تحول العديد من المنازل والشركات لاستخدام الفحم.

لبنان بلا كهرباء وأدوية :

أما لبنان التي تعاني من ازمة اقتصادية حادة نتيجة الاضطرابات السياسية ونقص حاد في العملة الصعبة، وزادت  مع كورونا، فقد ذكر التقرير من أن هناك مخاوف من نقص المياه والأدوية هناك، بالاضافة إلى نقص في امدادات التيار الكهربائي أدى إلى اعتماد المواطنين على المولدات الكهربائية.