في اجتماعه بمجلس وزراء النقل العرب.. كامل الوزير: نهتم بتعزيز التعاون مع الدول العربية الشقيقة
شارك الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب، اليوم الثلاثاء، في اجتماع الدورة 34 لمجلس وزراء النقل العرب، والمنعقد فاعلياته بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
واستهل الوزير في كلمته بالاجتماع بنقل تحيات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، وتمنياته الطيبة بأن تكلل أعمال الاجتماع بالتوفيق والنجاح، وكذا نقل تقدير ومودة الشعب المصري الذى طالما اعتز بانتمائه لأمته العربية، منتهزا هذه المناسبة لتوجيه أصدق التهاني وأطيب التمنيات بذكرى المولد النبوي الشريف الذي يصادف هذا اليوم، داعيًا الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على امتنا العربية بالخير والمزيد من التقدم والازدهار.
وقال الوزير، إن الجائحة لا زالت متفشية في كثير من مناطق العالم وخلفت آثارا اقتصادية واجتماعية كبيرة، وتفاوتت الخسائر بحسب القطاعات، وكان لقطاع النقل والسياحة النصيب الأكبر من الخسائر، ويظل النجاح رهنًا بقدرتنا على التأقلم مع الأوضاع الجديدة والاستفادة من الفرص التي تتيحها التطورات الجارية وخاصة ما يتعلق باستخدام التكنولوجيا الرقمية وهو أحد الموضوعات ذات الأولوية على جدول أعمال مجلسنا الموقر.
وأشار إلى أن مصر قد استطاعت بتوفيق الله أن تتجاوز فترة الإغلاق حيث فتحت أبوابها لعودة الحياة الطبيعية في مختلف المجالات بما فيها السياحة مع اتخاذ الاحتياطات والإجراءات الاحترازية اللازمة لاستمرار دورة النشاط الاقتصادي بكافة قطاعاته.
وأوضح الوزير أن النقل أصبح من أهم عناصر التطور في العالم حاليًا، بل هو العامل الرئيسي المؤثر على النمو الاقتصادي والاجتماعي، حيث تعتمد كافة القطاعات الاقتصادية على البنية التحتية لنظم النقل المختلفة وتوفير الشبكات والربط بينها وتسهيل إجراءات حركة نقل البضائع وزيادة التبادل التجاري بما يساعد على التنمية الاقتصادية ويشجع انتقال رؤوس الأموال للاستثمار فى منطقتنا العربية، كما يساهم فى تيسير حركة المواطنين فى التنقل فيما بين دولنا العربية لكافة الأغراض الاقتصادية والتجارية والسياحية والتثقيفية والترفيهية والدينية والعلاجية.
وأضاف وزير النقل أنه غني عن البيان الاهتمام الكبير الذي يوليه قادتنا لقطاع النقل والمواصلات باعتباره مقياسًا لتقدم ونهضة الأمم ورفاهية المجتمع، الأمر الذي يستوجب معه التطوير المستمر والتوسع في خطط النقل من خلال رسم السياسات ووضع الاستراتيجيات واتخاذ الخطوات التي تساهم في تطوير هذا القطاع الحيوي الهام.
وشدد على أنه على ثقة في تضافر جهودنا جميعًا للنهوض بهذا القطاع باعتباره قاطرة التقدم الاقتصادي والاجتماعي وبما يحقق المصالح المشتركة لشعوبنا ويسهل الترابط ويعزز أواصر التقارب في عالمنا العربي.
وأشار الفريق مهندس كامل الوزير إلى أن رؤية الوزارة تتخطى مجرد نقل الركاب والبضائع إلى المشاركة الفعالة في ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة للدولة لتحقيق التوازن المطلوب بين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وأنه لتنفيذ هذه الرؤية تم إتباع سياسات مرنة ومتطورة شاملة تشمل التوسع في وسائل النقل لربط مصر بمحيطها الإقليمي والدولي من خلال تطوير الموانئ البحرية وطرق الربط البري والسككي مع الدول العربية والإفريقية المجاورة ونقل الخبرات المصرية فى تنفيذ المشروعات القومية الكبرى.
ولفت الفريق مهندس كامل الوزير إلى أن تطور منظومة النقل في إطار رؤية مصر 2030 حيث تم تحقيق العديد من الإنجازات غير المسبوقة في كافة القطاعات شهدت بها المؤسسات الدولية، حيث تبلغ إجمالي تكلف مشروعات وزارة النقل في إطار رؤيتها الاستراتيجية خلال الفترة من ( 2014 - 2024) 1.6 تريليون جنيه على مستوى قطاعات النقل المختلفة البحري والنهري والبري والسككي.
وتابع أنه من أهم هذه المشروعات تنفيذ أول منظومة للقطار الكهربائي السريع، ومشروع المونوريل لخدمة حركة النقل بالقاهرة الكبرى، كما نعمل حاليا على تنفيذ الخط الأول من مشروع شبكة القطار السريع، هذا بالإضافة إلى إنشاء العديد من الطرق والمحاور الجديدة في إطار المشروع القومى للطرق.
وكذلك تطوير وإنشاء عدد من الموانئ البحرية، وتستهدف هذه المشروعات خلق العديد من فرص العمل، ودعم النمو الاقتصادي، وتحسين جودة الحياة لملايين المصريين من خلال نظام فعال وآمن ومتطور للنقل، وتتسم هذه الوسائل بأنها وسائل نقل سريعة وعصرية وآمنة وصديقة للبيئة تسهم فى خفض معدلات التلوث البيئي والتخفيف الاختناقات المرورية بالمحاور والشوارع الرئيسية، وجذب الركاب لاستخدام هذه الوسائل بدلًا من استخدام السيارات الخاصة.
وأردف وزير النقل أن مصر تولي اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون مع الدول العربية الشقيقة في كافة المجالات وفى مقدمتها قطاع النقل، وبالأمس القريب كانت هناك زيارة ناجحة من السيد عبد الحميد الدبيبة رئيس وزراء ليبيا الشقيقة للقاهرة ردا على زيارة قام بها السيد رئيس مجلس الوزراء المصري لطرابلس.
وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مقدمتها النقل للعمل على تعزيز التواصل بين البلدين الشقيقين والمساهمة في إعادة تأهيل وإنشاء عدد من مشروعات البنية التحتية من قبل الشركات المصرية، مشيرا إلى أن الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى بين مصر والسودان الشقيق أسفرت كذلك على الاتفاق لوضع خطة عاجلة لرفع كفاءة الرصيف الحالي لميناء وادي حلفا لرفع كفاءة هيئة وادي النيل.
وكذلك مشروع الربط السككي الذي انتقل من مرحلة الدراسات إلى مرحلة التنفيذ لما يعود بالنفع على البلدين من خلال زيادة حركة نقل الركاب والبضائع مضيفًا وهناك تعاون وثيق مع الأشقاء في الأردن والعراق في إطار آلية التعاون الثلاثي في عدد من المشروعات، حيث أسهم تبادل الزيارات على مستوى القيادات السياسية والوزراء والمختصين في أعطاء قطاع النقل وبنيته التحتية دفعة قوية.
وأكد على التعاون الذي يشهده قطاع النقل مع الشقيقة المملكة العربية السعودية، والأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، ونتطلع إلى العمل على تعزيز الربط مع أشقائنا في دول المغرب العربي من خلال دراسة إحياء مشاريع الربط بين دول شمال أفريقيا في إطار رؤية استراتيجية لتعزيز التعاون الإقليمي وتسهيل حركة التجارة وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وأضاف أن ما قامت مصر بتنفيذه من مشروعات استراتيجية كبرى في مجالات النقل المختلفة في السنوات الأخيرة قد ساهم في تراكم الخبرات لدى بيوت الخبرة والشركات المصرية بالتعاون مع أكبر الشركاء العالميين، ونحن على أتم الاستعداد لنقل هذه التجارب الناجحة إلى دولنا العربية الشقيقة في إطار سعينا جميعًا لتطوير قطاع النقل لما يحظى به من أولوية في برامج التنمية الشاملة في بلادنا.
وأوضح الوزير أن الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال تندرج في مجملها في إطار جهودنا لتعزيز علاقات التعاون بين بلداننا في مجالات النقل المختلفة التي تتسق مع توجهاتنا في السعي لإزالة العوائق التي تحول دون ذلك، والعمل على تقليص تكلفة النقل وعامل الوقت وبما يعزز القدرة التنافسية للصادرات العربية، وأن المكتب التنفيذي لمجلسكم الموقر قد اجتمع بالأمس.
وأقر جدول أعمال اجتماع المجلس الوزاري في دورته الحالية حيث يتضمن العديد من الموضوعات التي قامت الأمانة العامة بجامعة الدول العربية والأمانة الفنية للمجلس بجهد مشكور في إعدادها معربا عن اعتزازه وسعادته بالمشاركة في هذا الجمع المتميز وباللقاء الأخوي الذي يجمع السادة وزراء النقل والمواصلات العرب والسادة رؤساء وأعضاء الوفود، متمنيًا لأعمالنا كل التوفيق والنجاح.