إثيوبيا تضرب المدنيين في تيجراي بالغارات.. وتصريحات من الرئيس السيسي لـ "ميركل" بشأن سد النهضة
تعتبر أزمة سد النهضة هي إحدى القضايا والتي تشغل الرأي العام سواء داخل دول المصب "مصر والسودان" أو حتى على المستوى العالمي، وذلك لما لها من قضية حساسة للغاية تمس الأمن القومي وتهدد السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وتثير أديس أبابا العديد من الأزمان
خاصة في منطقة حوض النيل، سواء بأزمة السد
أو حتى عدم مقدرتها على حل الأزمات الداخلية والتي باتت تتاجر بها ومن
بينها أزمة إقليم تيجراي والتي تصدرت المشهد في الأيام الماضية.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد،
كان قد أثار هذه الأزمة محاولا المتاجرة بها لكسب ولاية ثانية في رئاسة الحكومة
ومن ثم حشد الرأي الشعبي ضد حقوق مصر والسودان في المياة.
تصريحات نارية
وفي السياق ذاته، كان قد خرج اليوم
الأثنين الرئيس عبد الفتاح السيسي ليعلن عن تصريحات جديدة بخصوص أزمة سد النهضة،
حيث كان قد تلقى الرئيس اتصالا هاتفيا عبر تقنية الفيديو كونفرانس من المستشارة
الألمانية أنجيلا ميركل.
ومن جانبه، كان قد قال السفير بسام
راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن المستشارة الألمانية كانت قد أعربت عن
تقديرها لمسيرة التعاون المتنامي والمثمرة مع مصر تحت قيادة الرئيس خلال السنوات
الماضية.
وأكدت ميركل خلال اتثالها على اعتزاز
ألمانيا بما يربطها بمصر من روابط ممتدة وعلاقات وثيقة، وحرصها على استمرار
ألمانيا في تعزيز تلك العلاقات ودعم الجهود التنموية المصرية مستقبلاً كمنهج ثابت
للسياسة الألمانية.
ميركل وسد النهضة
بالإضافة إلى ما سبق، فكان قد تم التباحث
بين الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية بشأن آخر تطورات قضية سد النهضة، حيث أكد
الرئيس السيسي على الموقف المصري في هذا الإطار بالتوصل إلى اتفاق قانوني وملزم
حول ملء وتشغيل السد، لاسيما في ضوء ما ورد في البيان الرئاسي الصادر في هذا الصدد
عن مجلس الأمن الدولي.
تفاصيل الاتصال
وأشارت العديد من وسائل الإعلام
الدولية والمحية إلأى تفاصيل الاتصال الهاتفي الذي تم بين الجانبين المصري
والألماني، حيث أكد الرئيس السيسي تقدير مصر للإسهام الكبير الذي قامت به منذ
توليها قيادة الحكومة الألمانية في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومنحها
قوة الدفع المطلوبة.
وكذلك أيضا كان قد شهد الاتصال التباحث
حول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي المختلفة بين البلدين في جميع المجالات، خاصة
ما يتعلق بالارتقاء بالتبادل التجاري، وتعزيز السياحة الألمانية الوافدة إلى مصر،
إلى جانب التعاون في مجال مكافحة تداعيات جائحة كورونا، وكذا موضوعات التعليم
وبناء الشخصية للأجيال الجديدة من الطلاب، فضلاً عن التعاون في مجال الطاقة
الجديدة والمتجددة.
القضية الفلسطينية
فيما كان قد استعرض الرئيس السيسي أخر
مجريات الأوضاع في القضية الفلسطينية ، حيث تم تبادل وجهات النظر، فيما استعرض
الرئيس الجهود المصرية لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وجهود مصر لإعادة إعمار
القطاع.
ويأتي تبادل وجهات النظر في الوقت الذي
تبذل مصر قصارى جهدها سواء على المستوى الثنائي والدولي من أجل إحياء عملية السلام
وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية من خلال استئناف مباحثات السلام على أساس
المرجعيات الدولية.
ضربات جوية على تيجراي
في السياق ذاته، كانت قد أوردت وسائل
الإعلام المحلية والدولية بأن إثيوبيا كانت قد شنت ضربات جوية على إقليم تيجراي،
حيث قال تلفزيون تيجراي، الذي تسيطر عليه الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، إن
الغارات الجوية أصابت العديد من المدنيين.
بالإضافة إلى ما سبق ذكره، كان قد أكد
عامل إغاثة ودبلوماسي لوكالة "رويترز" البريطانية على وجود ضربات جوية في مقلي، حيث لم ترد
بيلين سيوم، المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، على طلب التعليق.
أديس أبابا تنفي
وفي سياق متصل، كانت قد خرجت أديس أباب
اليوم على لسان الحكومة لتعلن نفيها القيام بشن ضربات جوية على مدينة مقلي عاصمة
إقليم تيجراي بشمال البلاد.
وردا على تقرير تلفزيون تيجراي عن شن
الضربات الجوية، قال ليجيسي تولو، رئيس خدمات الاتصال الحكومية: "لماذا تهاجم
الحكومة الإثيوبية مدينة تابعة لها؟ مقلي مدينة إثيوبية".
وشهد شاهد
وعلى الرغم من نفي الحكومة الإثيوبيه شنها ضربات جوية على إقليم
تيجراي إلا أن العديد من النشطاء كانوا قد أعلنوا عبر حساباتهم الرسمية على موقع
التدوينات القصيرة "تويتر" بأن الغارات نفذها سلاح الجو الإثيوبي كانت قد أسفرت
عن مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين، وتداولوا مجموعة من الصور لمخلفات الغارات والدمار
الذي تسببت به.
وفي وقت سابق، كانت قد أفادت وكالة
"فرانس برس" بحدوث تجدد المواجهات في ولاية عفر بشمال إثيوبيا بين
القوات الموالية لحكومة أديس أبابا والمقاتلين المتمردين من إقليم تيجراي، مع سقوط
ضحايا بين المدنيين جراء استخدام أسلحة ثقيلة من قبل قوات "الجبهة الشعبية
لتحرير تيغراي" المتمردة.
والجدير بالذكر أنه كان في يوليو كانت قد تدخلت قوات "الجبهة" في ولايتي عفر وأمهرة
المجاورتين بدعوى منع القوات الحكومية من إعادة تنظيم قواتها ورفع "الحصار
الإنساني" عن تيجراي.