لماذا قامت الدولة بتبطين الترع وليس تغطيتها؟.. خبير موارد مائية يجيب

أخبار مصر

تبطين الترع
تبطين الترع


وضعت وزارة الموارد المائية والري، خطة مسبقة لتأهيل وتبطين الترع، والتي تستهدف حاليا تبطين 9521 كيلو متر، وتم الانتهاء بالفعل من تأهيل ترع بأطوال تصل 2868 كيلومترًا بمختلف المحافظات.

وردا على بعض التساؤلات عن سبب إختيار وزارة الموارد المائية والري للمشروع القومي لتأهيل الترع بدلا من تغطيتها وما السبب وراء ذلك، قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن المشروع القومي لتأهيل الترع له أهمية كبيرة في تحسين عملية إدارة وتوزيع المياه، وتوصيل المياه لنهايات الترع المتعبة، بخلاف المردود الاقتصادي والاجتماعي والحضاري والبيئي الملموس في المناطق التي تم تنفيذ المشروع بها.

وأوضح الدكتور عباس شراقي في تصريح خاص لـ " الفجر"، أن تغطية الترع لمسافات كبيرة يساعد في نمو بكتيريا وميكروبات مما يؤدي إلى تلوث المياه، موضحًا أن تعرض المياه لأشعة الشمس يساعد في قتل البكتيريا ومنع التلوث، مما يؤدي إلى تحسين نوعية المياه في الترع، مضيفًا أن الترع المغطاة من الممكن أن يحدث بها انسدادات ومشاكل قد لا تحدث في الترع المبطنة.

ولفت "شراقي"، إلى أن كمية المياه التي تمر من الترع بعد تغطيتها تصبح أقل بكثير بسبب ضيق المواسير، بالإضافة إلى التكلفة الكبيرة التي ستحتاجها في حالة إستخدام مواسير ضخمة عرض " 5 - 6 " مثل التي استخدمت لمرور المياه أسفل قناة السويس.

وقال أستاذ الموارد المائية، إنه من الممكن تغطية الترع لمسافات قصيرة في المناطق السكنية فقط وليس الترعة بالكامل، مشيرا إلى أن مصر تحتوي على أكثر من 50 ألف كيلو متر قنوات زراعية، تنقسم إلى 30 ألف كيلومتر ترع و20 ألف كيلو متر مصارف زراعية، مؤكدًا أنها تعتبر من أكبر شبكات الري في العالم، قائلا: "عندنا ترعة الإبراهيمية طولها لوحدها 300 كيلو متر، ومش ممكن نغطي 300 كيلومتر بالكامل" بالإضافة إلى تكلفتها الباهظة التي يتم استخدامها في تغطية الترع.

وأشار إلى التكلفة الكبيرة التي تنفق على التغطية بالإضافة إلى أنها ستمنع وصول ضوء الشمس لفترات كبيرة ما يؤدي إلى نمو البكتيريا والميكروبات وتلوث المياه الموجودة بالترع.

ولفت "شراقي" إلى أنه كان هناك مشاكل خلال السنوات الماضية في بعض الترع، موضحا أنه كان يعاني كثير من المزارعين الموجودين على نهايات الترع من عدم وصول المياه بكمية كافية مما يؤثر على الزراعة والإنتاجية لديهم، كما أن هناك بعض المزارعين لم يستطيعون الزراعة بالفعل.

وعن أسباب عدم وصول المياه لنهايات الترع، قال إن السبب هو ضعف سرعة المياه نتيجة استخدام المزارعين الموجودين على بدايات الترع الكثير من مكن رفع للمياه وبكميات كبيرة، وهناك أسباب أخرى ترجع لطبيعة مجرى المياه، وتهدم حواف الترع مما يؤدي إلى تقليل سرعة المياه، أيضًا وجود المخلفات والتعديات والحشائش التي تساعد في إعاقة حركة المياه، وبالتالي إزالة كل ذلك وتبطين الترع يضمن توصيل المياه لنهايات الترع بسبب عدم وجود عوائق وعودة المجرى المائي إلى أبعاده الأصلية.

وأضاف أستاذ الموارد المائية أن تبطين الترع ليس من أجل توفير المياه فقط ولكن لمعالجة عدة مشاكل منها تقليل الفاقد من المياه وتحسين نوعيتها، وتحسين المنظر البيئي العام، وتوسيع جانبي الطرق واستغلاله في إنشاء طرق أو منتزهات.