"210 أثر" تأثر بزلزال 92.. خبير يوثق مراحل ترميم الآثار المتضررة

أخبار مصر

زلزال
زلزال


أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن مصر شهدت زلزالًا مدمرًا  في يوم 12 أكتوبر 1992 الساعة الثالثة و9 دقائق عصرًا كان مركزه السطحي بالقرب من دهشور على بعد 35 كم جنوب غرب القاهرة استمر لمدة نصف دقيقة بلغت قوته 5.8 درجة على مقياس ريختر ولكنه كان مدمرًا بشكل غير عادي بالنسبة لحجمه وقد تسبب في وفاة 545 شخصًا وإصابة 6512 آخرين لحجم الذعر الناجم عن الزلزال في القاهرة نفسها وشرد حوالي 50000 شخص إذ أصبحوا بلا مأوى وشهدت مصر عدة توابع لهذا الزلزال استمرت على مدار الأربعة أيام التالية وكان هذا الحدث هو الأكثر تدميرًا من حيث الزلازل التي أثرت في القاهرة منذ عام 1847.

وأوضح الدكتور ريحان أن الآثار كان لها نصيب من هذا التدمير خاصة مبانى القاهرة التاريخية المسجلة تراث عالمي منذ عام 1979 والتي تقع في ثلاثة نطاقات هي منطقة القلعة وابن طولون، الجمالية والمنطقة من باب الفتوح إلى جامع الحسين، ومنطقة الفسطاط والمقابر والمنطقة القبطية والمعبد اليهودى والتي سجلت تراث عالمي باعتبارها من روائع العمارة الإسلامية حيث تتكامل فيها وظائف متعددة بتفرد شديد وهى نموذج لمدينة سكنية متكاملة بكافة وظائفها مثلت تفاعل المسلم مع بيئته فأنتجت تراث متميز يعبر عن طبقات زمنية متلاحقة فى تناغم شديد كما اقترنت القاهرة بأحداث عدة وفترات حكم مختلفة كونت تراثها المعمارى وما زالت حتى الآن، حيث أنها من أقدم مدن التراث الحى المستعمل نسبيًا حتى الآن وكذلك اقترنت بالعديد من المصنفات الأدبية التى سجلت مع ملف الترشيح كما فى ثلاثية نجيب محفوظ (قصر الشوق- بين القصرين- السكرية).

ونوه ريحان إلى تضرر 210 آثر في زلزال 1992 من أصل 560 أثر وسقطت كتلة كبيرة من الهرم الأكبر في الجيزة وبدأت الدولة مشروع ترميم هذه الآثار منذ عام 1998 والذى تم على أربعة مراحل وتم ترميم العديد من الآثار المتضررة ومنها منطقة النحاسين وتتضمن مدرسة السلطان برقوق ومدرسة الناصر محمد وقاعة محي الدين أبو الصفا وحمام السلطان اينال، كذلك متحف النسيج الإسلامي ومنها ترميم 20 مسجد أثرى مثل مسجد السلحدار ومدرسة ومسجد برقوق والناصر برسباي و«القاضي يحيى زين الدين وأم الغلام بتكلفة 200 مليون جنيه وتم ترميم 33 أثرًا بشارع المعز لدين الله الفاطمى الشارع الأثرى الوحيد فى العالم الذى يضم أقدم وأجمل آثار إسلامية على جانبيه

كما تم  ترميم الأسبلة بشارع المعز لدين الله، مثل أسبلة محمد علي بالنحاسين وسبيل السلحدار وسبيل عبدالرحمن كتخدا وسبيل المظهر وسبيل حسين الشعيبي وسبيل نفيسة البيضاء.

ولفت الدكتور ريحان إلى تطوير منطقة الدرب الأحمر بعد زلزال عام 1992 وقامت منظمة الأغاخان بدراسة 625 قطعة أرض ومبنى للوقوف على الإصلاحات المطلوبة وتم إعلان حي الدرب الأحمر حى ترميم خاضع لأحكام تخطيطية خاصة وتقديم حوافز للسكان ورفع كفاءة الساحات العامة والبنية الأساسية وحشد الجهود لتحسينات المنازل وتم ذلك بمساعدة المساهمين وخلق فرص عمل وتسهيلات وتدريب فى الحى وتدريب أصحاب الورش.

وأشار الدكتور ريحان بتكثيف الاهتمام بالقاهرة التاريخية فى الثمانية سنوات الماضية من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي شملت ترميم وتطوير العديد من المواقع منها مشروع لتخفيض منسوب المياه الجوفية بالفسطاط

وكذا تطوير المساكن المطلة على متحف الحضارة ومسح شامل للمنطقة الداخلية للفسطاط وافتتاح مشروع تطوير الجمالية بتكلفة 50 مليون جنيه وهى منطقة الأديب نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل فى الأدب والهدف منه الرجوع للمناسيب الأثرية للشارع وإيجاد صيغة تفاهم مع الأهالى المقيمين بالشارع.

وكذلك تجديد البنية التحتية بالكامل بكل مرافقها بما يضمن تحسين المستوى المعيشى بالمنطقة وحماية المبانى الأثرية من أخطار التسربات من شبكات الصرف والتغذية ويجرى حاليًا خطة لتطوير سور مجرى العيون تشمل  مسار حدائقى من ميدان أبو الريش وحتى سور مجرى العيون وإنشاء حديقة سور مجرى العيون الحضرية بشكل عالمى وتوفير موقع  للصناعات الحرفية وتوفير خدمات مختلفة للزوار وإنشاء  منطقة خضراء يتخللها مسار مشاه رئيسى يتجه من الشمال إلى الجنوب وتطوير المبانى حولها وعمل واجهات بلون واحد لها، وخلق منطقة تجارية وعامة وتحسين البيئة العامة والصحية لسكان المنطقة وتطوير شبكة البنية الأساسية وتأسيس مجتمع عمرانى بأنشطة غير ملوثة للبيئة سيجعل من المنطقة مزار عالمى بمقاييس اليونسكو.