مأساة الـ10 ثوان على طريق الموت.. وأمانة مسعفي أطفيح: "عايزين رضا ربنا مش شهرة"
مؤشرات الوقت كانت تشير إلى السابعة إلا ربع صباحًا، والأمور تسير على طبيعتها، وإذ تفاجأ فرع إسعاف أطفيح بورود بلاغا بوقوع حادث انقلاب سيارة ملاكي بين مدخل مركز أطفيح وقرية الودي.
سرعان ما تحركت 6 سيارات إسعاف متمركزة بالطريق الصحراوي، إضافة إلى سيارتين من الكريمات وأخرى من مركز أطفيح، إلى مكان الحادث المشار إليه.
في غضون 4 دقائق وصلت سيارات الإسعاف المتمركزة بالطريق الصحراوي إلى مكان الحادث الأليم، وعثر على سيارة ملاكي مهشمة وبداخلها 8 جثث: رجل عجوز و3 سيدات إضافة إلى 4 أطفال، جرى نقلهم إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
في الوقت نفسه عُثر داخل السيارة المهشمة على سيدة حامل في الشهور الأخيرة، وطفلين أحدهما عمره 5 سنوات، وآخر رضيع عمره 9 شهور، يصارعون الموت، جرى نقلهم إلى مستشفى أطفيح المركزي.
دقائق معدودة من وصول المصابين الثلاث المستشفى، وتوفى الطفل صاحب الـ 5 سنوات، في قسم الاستقبال متأثرًا بجراحه، ولحقته السيدة الحامل في شهورها الأخيرة، بعد إبلاغ طاقم الاستقبال أنها كانت قادمة ومستقلي السيارة من محافظة الإسماعيلية، _ الجنين ميت في بطنها مقطوع الحبل السري_، بينما يرقد الرضيع في العناية المركزة يصارع الموت إثر إصابته بنزيف بالمخ.
وجرى وضع جثامين الـ 10 أشخاص المتوفيين داخل أكياس الموتى ونقلها إلى المشرحة، لتشريحها وإعداد تقريرًا حول سبب الوفاة، ومن ثم التصريح بالدفن عقب ذلك.
وبالرجوع إلى موقع الحادث المروع، حيث تواجد أمني مكثف من قِبل قوات الشرطة، كشفت المعاينة الأولية والفحص المبدئي لرجال المرور، عن انقلاب العربية عدة مرات بالطريق، ثم اصطدمت في حواجز أسمنتية بجانبه، فيما أشار التقرير المبدئي أن قائد السيارة كان يسير بسرعة جنونية، وأثناء ذلك أخذته سِنَّةُ من النوم، ما تسبب في وقوع الحادث.
وسط تلك المأساة كان لأمانة وإخلاص مسعفي نقطة أطفيح، نصيبًا كبيرًا، حيث عثر أحدهم ويدعى مندوه سعيد على، أثناء نقله إحدى الضحايا_ سيدة عمرها 20 سنة_ على مبلغ 60 ألف جنيه، كانت قد أخفتهم داخل ايشارب، لفته حول وسطها، أسفل البنطال الجينز زالعباءة التي ترتديها، فيما عثر الثاني "حسين عبد التواب"، على حقيبة بحوزة أخرى بداخلها 108 ألف جنيه، وعثر زميلهما الثالث "محمود سعيد" على مبلغ 2800 جنيه، وحلي ذهب.
في بادئ الأمر فكر مسعفي نقطة أطفيح الثلاث، في ترك الأمانات المعثور عليها بحوزتهم، وتسليمها لأهلية الضحايا، ومواستهم، لكن الإدارة المركزية كانت لديها رؤية أخرى، حيث أبلغتهم بالتوجه إلى مركز شرطة أطفيح وتسليمها لرجال الشرطة هناك.
وفور انتهاء مسعفي أطفيح من نقل الضحايا والمصابين، توجهوا إلى مركز شرطة أطفيح، وتم تسليم الأمانات، وتحرير محضرًا بالواقعة، ليقول المسعف " مندوه سعيد" إلى "الفجر".. 'إحنا متعرضين لكده كل يوم على الطريق.. ده واجب علينا وأهم حاجة في الشغل الأمانة'، مختتما "عايزين رضا ربنا مش شهرة".