نفذتها القوات المسلحة بعد تنحي مبارك.. سمير فرج يكشف لـ"الفجر" تفاصيل خطة "إرادة"
سر خطة "إرادة" التي نفذها المشير لإحكام السيطرة علي البلاد بعد تنحي مبارك
المشير طنطاوي رفض فكرة التوريث وقال إن مصر ليست ملكية
توفى المشير طنطاوي وزير الدفاع الأسبق الأسبوع الماضي ومازالت أسراره تكشف حتى تلك اللحظة فقد عاصر المشير أحداث فارقة في تاريخ البلاد بداية من حرب أكتوبر المجيدة وحتى ثورة يناير، تلك الأحداث كان لها شهود عيان مقربون من المشير من بينهم اللواء أركان حرب سمير فرج مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق والي نص الحوار.
في البداية كيف كان أول لقاء بين سيادتكم والمشير طنطاوي؟
تعرفت علي المشير طنطاوي لأول مرة في الكلية الحربية عندما كنت طالبًا، وكان المشير برتبة نقيب في ذلك الوقت وكان ممشوق القوام وجميع الطلبة كانت معجبة بلياقته وزيه العسكري المهندم وكان يدرس للطلبة في ذلك الوقت مادة التكتيك وفن قتال، وفي احدي المرات أثناء قيامنا بالضاحية صباحًا تعثرت أثناء العدو، وكان المشير يؤدي الضاحية معنا، فتوقف ليساعدني علي النهوض لأكمل التمرين حتي أصل لنقطة النهاية في التوقيت المحدد، فنهضت وشكرته علي توقفه للمساعدة، بعدها توالت المواقف علي مدار 20 عامًا بيني وبين المشير.
كيف رأت المؤسسة العسكرية أداء المشير طنطاوي وهو وزيرًا للدفاع ؟
المشير طنطاوي هو وزير الدفاع الوحيد الذي ظل قائدًا عامًا للقوات المسلحة طوال 20 عامًا، وهو الوحيد الذ حضر وشارك في خمسة حروب بداية من حرب 1967 مرورًا بحرب أكتوبر والاستنزاف، وحتي حرب تحرير الكويت الذي خطط فيها لدخول القوات المصرية لتحرير المدينة، وبالتالي كانت المؤسسة العسكرية تنظر له علي أنه الأجدر والأكفأ لتولي ذلك المنصب لما كان يملكه من مميزات وقدرات وقدرة علي التخطيط.
ماذا أضاف المشير طنطاوي للقوات المسلحة علي مدار خدمته كوزير للدفاع ؟
بعد حرب أكتوبر أراد المشير أن يحقق الإكتفاء الذاتي للقوات المسلحة من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وكذلك عدد من المصانع كمصنع الأسمنت والحديد والصلب لتوفير احتياجات القوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت حتي لا يكلف الدولة فوق طاقتها، وساهم في إنشاء العديد من الطرق والكباري إلي جانب حرصه علي تطوير أفراد القوات المسلحة بشكل دوري من خلال المناورات والتدريبات العسكرية مع كافة الدول الصديقة والشقيقة.
كيف تعامل المشير مع أحداث ثورة 25 يناير في ذلك الوقت ؟
كان الهدف الأول للمشير هو الخروج بمصر لبر الأمان، وردع أي محاولات لافتعال حرب أهلية، وأعلن موقفه صراحةً في المجلس العسكري، أن القوات المسلحة ستقف بجوار الشعب ولن تنحاز لمبارك، وكانت أوامره واضحة بعدم إطلاق النيران علي أي مواطن مصري مهمًا كان، وفي احدي المرات اتصل به وزير الداخلية في ذلك الوقت واخبره أن هناك حشود تتجه صوب وزارة الدفاع واقترح علي المشير إطلاق أعيرة تحذيرية في الهواء، فرفض المشير وأمر بعدم إطلال أعيرة تحذيرية مهما تكلف الأمر.
كيف تعامل المشير طنطاوي مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية؟
المشير كان واثق أن الشعب المصري لن يتقبل حكم الأخوان المسلمين وكان يري في تجربه الشعب الأردني مع الأخوان نموذجًا لما سيحدث في مصر، وكان أهم أولوياته في ذلك الوقت أن يردع كل محاولات الأخوان لإفتعال حرب أهلية في مصر، أو القيام بعمليات إرهابية ضد مؤسسات الدولة.
لماذا لم يكن للمشير رد فعل بعد عزله علي يد الرئيس المعزول مرسي؟
وافق المشير طنطاوي علي الخروج من القوات القوات المسلحة في هدوء بشرط، أن يتم التصديق علي تعيين اللواء عبد الفتاح السيسي وزيرًا للدفاع في ذلك الوقت، فوافقت جماعة الاخوان المسلمين علي ذلك الاقتراح، وكان اختيار السيسي كوزيرًا للدفاع معد مسبقًا ومقترحًا قدمه المشير طنطاوي للمجلس العسكري والذي وافق علي ذلك الإقتراح لثقتهم في اختيار المشير ورؤيته في تولي من يصلح لذلك المنصب في ذلك الوقت.
كيف كانت علاقة المشير طنطاوي بالرئيس السيسي؟
المشير طنطاوي كان هو من عين الرئيس عبد الفتاح السيسي كمديرًا لإدارة المخابرات الحربية والإستطلاع في ذلك الوقت، وكان يري فيه الشخص الأجدر علي تولي المسئولية في تلك المرحلة، وكان الرئيس السيسي يعتبره أخًا أكبر وناصح أمين، ومنذ مرض المشير في الفترة الأخيرة كان الرئيس السيسي دائم التواصل مع المشير للإطمئنان علي صحته، كما كان المشير دائم المشورة للرئيس السيسي في العديد من المواقف والملفات الهامة التي تعرضت لها مصر في السنوات الأخيرة.
كيف تعامل المشير مع فكرة التوريث في عصر مبارك؟
رفض المشير فكرة التوريق قلبًا وقالبًا وقال لي شخصيًا مصر ليست ملكية ليتوارث فيها الحكم، وأعلن موقفه صراحه برفضه فكرة التوريث في عصر مبارك، وصرح بموقفه للمجلس العسكري، لذلك كان انحيازه للشعب المصري في ثورة يناير تأكيدًا علي موقفه السابق.
ما الخطة التي نفذها المشير بعد تنحي مبارك لإحكام السيطرة علي البلاد ؟
بعد تنحي مبارك وتولي المجلس العسكري حكم البلاد، كانت القوات المسلحة قد أعدت مسبقًا خطة عسكرية لإحكام السيطرة علي البلاد لردع الفوضي وتأمين المناطق الحيوية والاستراتيجية وتأمين أهم النقاط والمؤسسات وكذلك الحصص التموينية وأموال البنوك والمرتبات وكانت الخطة تحمل اسم "إرادة"، والتي نفذتها عناصر القوات المسلحة في ساعات معدودة، فأبهرت العالم بسرعة الإنتشار في مختلف أنحاء الجمهورية بدقة وفعالية خلال توقيت واحد بنسبة نجاح وصلت لـ100%.