المتحف الحربي يُخلد "قاهر الساتر الترابي" بمجسم بالحجم الطبيعي (صور)
يُعد المهندس باقي زكي يوسف والذي كان أحد المهندسين العاملين في السد العالي، هو صاحب فكرة تحطيم الساتر الرملي بواسطة مدافع المياه فائقة القوة، والتي جاءت له كفكرة من خبراته أثناء عمله في السد.
وأثناء جولة الفجر في المتحف الحربي بقلعة صلاح الدين الأيوبي، وجدنا مجسم كامل يجسد تلك البطولة وكيف استطاع جنودنا فتح الثغرات في الساتر الرملي، لعبور الدبابات، وكانت أول ثغرة قم فتحها هي معبر القرش شمال الإسماعيلية في الساعة الثامنة والنصف مساء السادس من أكتوبر عام 1973م.
توصل باقي زكي يوسف للفكرة، وتم عرضها على القيادات العسكرية والتي رفعتها للقيادة السياسية وأجب بها السادات، وتم توفير المضخات والطلمبات والمواسير والخراطيم اللازمة، وتجربة الفكرة مئات المرات على موانع هيكلية ليتم إثبات نجاح التجربة ولتستخدم في أول أيام حرب أكتوبر المجيدة.
المجسم موجود في أحد جوانب العرض المفتوح في المتحف الحربي الكائن بقلعة الناصر صلاح الدين، ويمثل كيفية اقتحام أول نقطة من الساتر الترابي وتأهيلها لعبور الدبابات، في تلك الملحمة التي سطرتها قواتنا المسلحة.
وتُعد عناية المتاحف العسكرية ببطولة وعبقرية باقي زكي يوسف، هي شهادة تكريم حية لهذا البطل الذي سطر التاريخ اسمه ليظل خالدًا عبر العصور، شاهدًا على مهارة المصريين وقدرتهم على التكيف مع الواقع وتذليل أي عقبة تحول بينهم وبين النصر.
والمتحف الحربي أنشئ عام 1937 بمبنى وزارة الدفاع القديم بشارع الفلكي في القاهرة، وانتقل إلى مبنى مؤقت بجاردن سيتي عام 1938، ثم انتقل وافتتح رسميًا بقصر الحرم في القلعة بنوفمبر 1949م، وأعيد تجديده وافتتاحه في يوليو 1982م، وتم تطويره بالاشتراك مع هيئة الآثار وافتتاحه في أبريل 1988م، وتم تطويره بالاشتراك مع جمهورية كوريا الديمقراطية عام 1990 وافتتحه الرئيس السابق محمد حسني مبارك في نوفمبر 1993م، ثم أعيد ترميمه من جديد وافتتح عام 2021م.