مفاجأة| إسرائيل تنشر وثائق خطيرة بعد 48 سنة من حرب أكتوبر.. وهكذا دعم السوفييت مصر
مر 48 عاما على ذكرى نصر أكتوبر المجيدة، هذه الحر ب التي ردت كرامة المصريين وشرفهم بعد النكسة في عام 1967، وأيضا هي من تسببت في تحطيم أسطورة إسرائيل المزيفة بأنهم "الجيش الذي لا يقهر".
ومن هذا المنطلق، فعلى مدار الـ 48 عاما الماضية كانت تحاول تل أبيب
بشتى الطرق طمس حقيقة انتصار مصر في هذه الحرب، وأن ما حدث لهم لم يكن هزيمة ولكن
شئ آخر وبالاتفاق مع بعض الجواسيس.
وعلى الرغم من المزاعم الإسرائيلية إلا أن الحقائق تنكشف يوما وراء
يوم سواء عن طريق شهادات موثقة من قبل قاداتهم وعلى رأسهم جولدامائير وموشى ديان،
أو حتى عبر الوثائق التي يتم رفع النقاب عنها يوما بعد يوم.
إسرائيل ووثائق جديدة
وكانت الضربة من العيار الثقيل، هي ما قام بنشره موقع
"واللا" الإسرائيلي اليوم الأربعاء من وثائق خاصة بحرب أكتوبر
والمداولات التي تمت بين القادة الإسرائيلية والتي تكشف مدى التخبط الذي كان يدور
بين الصهاينة في ذلك الوقت.
ومن بين الوثائق والتي تم السماح للجمهور بالإطلاع عليها تتضمن يوم 13
أكتوبر من عام 1973 وهي عبارة عن محاضر
الاجتماعات الحكومية أثناء الحرب وكذلك المشاورات الحساسة المتعلقة بالسياسة
والأمن وتوثيق ما كان يجري في مكتب رئيس الوزراء آنذاك ، جولدا مائير.
وتم الإفراج اليوم أيضا عن حوالي 1000
صفحة خاصة بهذه الفترة الحساسة للغاية والتي تكسر الغرور الإسرائيلي وأنهم لا أحد
يستطيع أن يقهرهم.
61 وثيقة
وأوضح الموقع الإسرائيلي أيضا أن أرشيف
إسرائيل كان قد أفرج عن 61 وثيقة ، موزعة
على 1292 صفحة وتوثق بعض المناقشات الحكومية خلال حرب أكتوبر أو كما يسمونها
"حرب يوم الغفران".
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أنه تم الإفراج عن الوثائق في الوقت
الحالي في أعقاب الألتماس الذي
قدمه مركز "حرب الغفران" برئاسة اللواء أوري أور ورامي سوات والبروفيسور
أوري بار يوسف إلى المحكمة العليا.
بريطانيا والرئيس السادات
وعلى الجانب الآخر كانت قد نشرت هيئة
الإذاعة البريطانية "bbc" وثائق أخرى بريطانية والتي كشفت فيها
أن السوفييت هم الذين نصحوا الرئيس المصري
الراحل أنور السادات باختيارالسادس من أكتوبر عام 1973" وذلك من أجل عبور
قناة السويس وبدء الهجوم على الجيش الإسرائيلي الذي كان يحتل سيناء.
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية والتي كانت
قد أطلعت بشكل رسمي على الوثائق إلى أن حجم الدعم السوفييتي لمصر وسوريا حتى "قبل الحرب وخلالها"
كان أكبر بكثير مما يُعتقد.
دراسة من الناتو
ولفتت "bbc"
إلى أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" كان قد اجرى دراسة للحرب وذلك بعد
شهور قليل من انتهائها والتي خلصت إلى عدة نتائج تحسبا لاندلاع صراع عسكري مع دول حلف وارسو في
ذلك الوقت، بقيادة الاتحاد السوفييتي، على المسرح الأوروبي.
وحسب نتائج الدراسة، فإن السوفييت كانوا
قد أدوا دورا مؤثرا والذي كان له دورا ساعد المخططين المصريين في أن ينفذوا بإحكام
خطة الخداع، التي جاءت بعد دراسة دقيقة لتجربة الهزيمة أمام إسرائيل في حرب الأيام
الستة في يونيو/حزيران عام 1967، بكل تفاصيلها.
المفاجأة الكاملة
وكان من بين الوثائق بلغة السرية والخاصة للحلف والتي تم تقديمها
لقيادة الناتو عام 1974 هي النتيجة التي تضمنت ما يلي:"أظهر التحليل العربي، المصحوب بإرشاد من جانب
مستشاريهم الروس، لحرب يونيو 1967، أنه إذا أراد العرب تحقيق أي نوع من النجاح ضد
الإسرائيليين، فلا بد أن يضمنوا أن تكون المفاجأة كاملة عن طريق: أولا: إخفاء
نواياهم العدائية عن طريق تهيئة موقف سياسي وعسكري لا يؤدي إلى شن هجوم إسرائيلي
استباقي وقائي، ثانيا: شن هجومهم قبل استكمال التعبئة الإسرائيلية".
وشددت النتائج أيضا على اكتمال
المفاجأة الكبرى حين تم اختيار الساعة الثانية بعد ظهر يوم الغفران الإسرائيلي أي
6 أكتوبر والذي كان يوافق يوم السبت والذي أربك إسرائيل على الفور
حتى أن الصهاينة لم يستطيعوا انتزاع
المبادرة على الجبهة الجنوبية (المصرية) إلا يوم 15 أكتوبر، أي بعد 9 أيام من بدء
العمليات، وفق معلومات الناتو.
ما أهمية هذه الوثائق؟
أما عن أهمية هذه الوثائق فكانت تستند
إلأى التحليل الذي يفيد بأنه في يوم الجمعة الثاني عشر من أكتوبرأي بعد ستة أيام
من بدء الحرب وفشل الجيش الإسرائيلي في الحفاظ على مواقعه في مواجهة الجيوش
العربية، بدأت أمريكا بجسرا جويا غير مسبوق في تاريخها لنقل أسلحة متطورة إلى
إسرائيل بينما كان القتال مستمرا، لتجنب ما وصفه كيسنجر بالكارثة.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد استخدمت البحر لنقل بعض معدات
الدعم لإسرائيل، إلا أن الجغرافيا كانت قد
حالت دون أن يكون لهذا الدعم "تأثير كبير"، وفق وثيقة الناتو.
بالإضافة إلى ما سبق، كانت قد تضمنت
دراسة الناتو تحليلا استخباراتيا لتوقيتات وأشكال الدعم الأمريكي لإسرائيل،
والسوفييتي لمصر وسوريا.
اعترفات الصهاينة
وفي السياق ذاته، كانت قد خرجت جولدا
مائير لتعترف بما حدث في هذا التوقيت والشلل الكبير والتخبط الذي كان موجودا بين
القادة الإسرائيليين على حد سواء وأنهم كانوا قد صدموا من مفاجأة الحرب.
والجدير بالذكر أن تل أبيب تحاول على
مدار السنوات الماضية أن تطمس هوية النصر بكافة الوسائل الممكنه حتى وإن كانت عبر
مواقعهم على السوشيال ميديا وعلى لسان المتحدث باسم جيش الاحتلال "أفيخاي
أدرعي".