والدة الشهيد ياسين محمد لـ محافظ المنيا: أتمنى إطلاق اسمه على مرفق حيوي

محافظات

الشهيد ياسين محمد
الشهيد ياسين محمد


من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه.."طلبها ونالها "هذه الكلمات كانت ترددها والدة الشهيد "ياسين عبد الحميد" بين الحين والآخر بدموعا مكبوتة حزنا علي فراقه وأبتسامة كلما تذكرت مواقفه وكلماته وذكرياتهم الجميلة المليئة بالدفئ والحنية 

والدة الشهيد تروي لـ "الفجر " اللحظات الأخيرة قبل استشهاد نجلها.

"خيم الحزن على قرية بني خالد بمدينة ملوي بمحافظة المنيا بالسواد حزنا على الشهيد ياسين ابني وفلذة كبدي الذي لم يكمل عامه الـ 23 حيث كان محبوب جدا لدى الكثيرين، لم يعرفه أحد إلا وكان يحبه ويحترمه ويشهد له الجميع بحسن أخلاقه ومواظبته على الصلاة".

كان حلم الزي العسكري يراوده دائما منذ الصغر ولكن أراد الله أن يحقق أحلامه وبالفعل بعد أن حصل على مؤهله الدبلوم، تم فتح باب التطوع إلى القوات المسلحة المصرية مباشرة وعندما علم بهذا الخبر لم يهدأ له بال ولم يعرف النوم طريقا لعينيه حتي تقدم بأوراقه للقوات المسلحه وكله أمل أن يتم قبوله".

«قبوله بالقوات المسلحة»

وبالفعل عقب الإنتهاء من خضوعه لعدة إختبارات تم قبوله للعمل بالقوات المسلحة المصرية «كان هيموت من الفرحة»، على حد تعبيرها، انضم ياسين مع باقي زملائه، توجه إلى محافظة الشرقية حيث مكث بها قرابة عامين كـ صف ضابط، ثم توجة إلى الكلية الحربية وظل بها أكثر من 8 سنوات يعمل بها، ثم توجه إلى توشكى، واستشهد بحادث مروري.

«آخر مرة أسمع فيها صوته»

تروي والدة الشهيد المكالمة الهاتفية الأخيرة قبل استشهاد ياسين محمد عبد الحميد، قائلةً: "صباح الخير يا ماما" طمنيني عليكي وعلى اخواتي صليتي الفجر وأخذ المكالمة كلها ضحك وهزار، وكلما حاولت الإنتهاء من المكالمة كان يرفض، تحس إنه كان حاسس بأنه هيتوفى". 

ثم اتصل الساعه 8 ونص صباحًا: «ازيك يا ياسين ازيك يا ماما، محتاجة أي حاجة.. لا يا حبيبي، طيب انا هروح مأمورية ولما أرجع هتصل بيكي، ربنا يحفظك يابني"، على حد تعبيرها.. كانت أخر مرة أسمع فيها صوته.

«قلب الأم يحدثها»

قلبي كانت دقاته سريعة وكل دقة أفتكر ياسين وأقول يارب استرها عليه شعور غريب شعرت بيه كنت حاسة مش هشوفه تاني ولا هسمع صوته تاني كنت بصبر نفسي وأقول يمكن من خوفك عليه وحبك ليه خايفة ومفيش حاجة هتحصل

واستكملت والدة الشهيد حديثها: في تمام الساعة الواحدة ونصف ظهرًا، رن موبيلي مرة تلو الأخرى، فوجئت بأن صديقه الضابط إسلام هو من يتصل بي وقال لي: ازيك يا ماما، ازيك يا اسلام، قالي حبيت أبلغك إن ياسين عامل عملية الزايدة وتعبان في المستشفى محجوز، قولتله لأ: ياسين ماعملش الزايدة ياسين "ابني مات"... قلبي حاسس إنه هيموت، على حد تعبيرها"

«جنازة عسكرية مهيبة » 

"مثلي كمثل أي أم نفسها تجوز إبنها وتفرح بيه وتشيل أولاده في رمضان الماضي، حاولت أن أتحدث مع ياسين في إتخاذ خطوة جادة نحو الجواز قلت له: مش ناوي بقا تتجوز، قالي كل حاجة بإرادة ربنا إن شاء الله، بس "أنا حاسس إني مش هتجوز".

ثم تأتي إرادة الله فوق كل شئ الحمد لله جنازة الشهيد كانت جنازة عسكرية مهيبة في القرية، ومن هولة المشهد لم يقوم أي شخص بتصويرها أو تسجيلها، شكرًا للقوات المسلحة المصرية بأنها كرمت شهيد من شهدائها بجنازة عسكرية ضخمة.

«أتمني أن تسمي مدرسة باسمه» 

"الفراق وحش وصعب وبياخد من العمر، على قد ما أنا فرحانه بأنه شهيد عند ربنا، كنت أتمني أن يسمى لسم شارع أو مدرسة باسم الشهيد ياسين تشجيعا له ولأسر الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل رفع أسم مصر عاليا نحو السماء وربنا يصبر كل أم فقدت ابنها ويجمعهم في الجنة إن شاء الله.. وهذة مناشدة لـ اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا".