أكاديمي بجامعة عدن لـ"الفجر": الوضع الإنساني كارثي.. والحرب اليمنية تسببت في تدهور الاقتصاد والعملة
قال الدكتور حسين سعيد الملعسي أستاذ الاستثمار الأجنبي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة عدن، إن اليمن بمرحلة عصيبة جدا فالحرب المستمره منذ سبع سنوات قد راكمت كثير من المشاكل السياسية والانسانية والاقتصادية المعقدة والمتداخلة للغاية.
وأضاف الملعسي في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، بأن المشاكل الاقتصادية هي الأخطر على سكان البلاد الذي يقدر بحوالي ٣٠ مليون وفقا لتقديرات غير رسمية.
وكشف أن عنوان المشكلة الاقتصادية الأبرز هو تدهور سعر صرف العملة الوطنية مقابل العملات الاجنبية ومايترتب على ذلك من مشكلات إجتماعية خطيرة للغاية وخاصة ارتفاع معدل التضخم وإرتفاع اسعار السلع الغذائية الاساسية بنسب كبيرة للغاية.
وأشار بأن سعر الصرف كان قبل ماسميت بثورة الربيع العربي في عام ٢٠١١م ٢١٥ ريال مقابل الدولار الامريكي وتدهو سعر صرف الريال بشكل حاد جدا وبالتدريج وخاصة بعد الحرب بين الدولة والحوثي ليصل سعر صرف الريال اليوم الى حوالي ١٢٠٠ ريال مقابل الدولار في عدن والى ٦٠٠ ريال مقابل الدولار في صنعاء وهو مؤشر خطير للغاية يبين الوضع الخطير على الاقتصاد والحياة المعيشية ، فالأسعار ارتفعت بأكثر من ستين مرة مقارنة بالاسعار في عام ٢٠١١م.
وأكد بأن الأخطر من ذلك هو انقسام البلد اقتصاديا وماليا ونقديا حيث انعكست نتيجة الحرب العسكرية على الوضع الاقتصادي في البلد حيث يوجد تنازع سياسي وقانوني حول تابعية البنك المركزي بوجود بنك في عدن وآخر في صنعاء وطبعة من عملة الريال في صنعاء تتعامل بها سلطات الأمر الواقع وترفض التعامل بطبعة جديدة في عدن وصعوبة التحويلات من الطبعة الجديدة من مناطق عدن إلى مناطق صنعاء مما فرض عمولات كبيرة تستهلك مداخيل السكان بطريقة غير قانونية .
واختتم حديثه بأن الحرب والانهيار الاقتصادي قد جعل من الوضع الانساني أشبة بالكارثي واعتبر المجتمع الدولي الوضع الانساني في اليمن الأسوأ في العالم حيث يحتاج حوالي ٨٠٪ من السكان إلى مساعدات انسانية عاجلة، مشيراً أن الحل الضروري لتجاوز تلك الاوضاع هو إحلال السلام وحل مشاكل البلاد السياسية بما يرضي الجميع والالتفات إلى المظالم المشروعة لمناطق الجنوب على أسس القانون الدولي.