تعرضت للاغتيال وتهتم بالأسرى.. رحلة "القشيبي" من المناداة بحرية المرأة اليمنية حتى تعيينها لسفيرة السلام للإتحاد الدولي (حوار)
عُرفت ألطاف القشيبي، بسعيها الدائم لصناعة السلام في مجتمعها، حتى أصبحت سفيرة السلام للإتحاد الدولي، نادت بحرية المرأة اليمنية، وتمكينها من الإسهام والمشاركة في مختلف المجالات، وأهمية دورها في ترسيخ القيم والهوية الوطنية و المبادئ السامية في نفوس الأجيال.
مارست رئيسة منظمة أحرار للحقوق والحريات ومنظمة خطوة من أجل إنسان، العديد من النشاطات في الحقوق والحريات، أبرزها ملف الأسرى والمحبوسين، وبعض المواطنين الأكثر فقرًا، خاصة في ظل الظروف الراهنة باليمن، التي جعلتها لم تصمت برهةٍ عن مخاطبة المجتمع الدولي، بشأن ما تتعرض له المرأة اليمنية من قتل وتشريد وانتهاك لحقها في العيش.
وإلى نص الحوار:
◄ متى بدأتِ بممارسة العمل الحقوقي ؟.. وكيف وصلت ألطاف القشيبي إلى ما هي عليه اليوم؟
- بدأت عملي الحقوقي في عام ٢٠١٩، بينما وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم عقب جهد كبير، والاعتماد على الأعمال الشخصية إلى يومنا هذا، فأستهليت أعمالي الخيرية منذ 19 عامًا، وكانت مقتصرة على بعض الفقراء، وكنت أهتم بمن لديه عوائق، وواصلت أعمالي بمساعدة زوجي، كونه رجل أعمال، كان يساعدني أيضًا كثيرًا في بعض قضاء حاجات الناس.
◄ ما هي الأهداف التي تسعى منظمة خطوة من أجل إنسان إليها؟ وهل الأوضاع في اليمن كانت المحرك الأساسي في نهوضك في النشاط التطوعي؟
- منظمة خطوة تسعي إلى توصيل الخير إلى كل فئه فقيرة، ضاربة مثال على ذلك، قائلة: "توصيل ولو كيس الدقيق لكل بيت محتاج، وذلك أابسط الحقوق في ظل وضعنا الراهن"، مشيرة إلى أن مع ذلك لم تستطع توفير "كيس القمح" رغم بساطته في هذا التوقيت.
أما بالنسبة للمحرك الأساسي في نهوضي في النشاط التطوعي، نعم الوضع المأساوي الذي يمر فيه اليمن هو من دفعني إلى مواصلة نشاطي الخيري.
◄ ما هي العوائق التي تواجه عمل الجمعيات الخيرية باليمن؟
- العوائق الآن أصبحت كثيرة وصعبة، أهمها المنظمات الدوليه التي تحتل مكانًا كبيرًا، وتخضع لشروط كثيرة، كذلك رجال المال والأعمال، لم أجد من يدعمني في الوقت الراهن، مقارنة ببدايتها، موضحةً "بالبداية زوجي كان يدعمني، لكن حاليا هناك عوائق كثيرة منها وصول كل شي لليمن أصبح بسبب الأزمة".
◄ كيف يمكن تطوير العمل المدني والإنسان في اليمن في ظل الظروف الحالية؟
- التطوير في العمل الإنساني يتطلب إشراك المنظمات المحلية مع المنظمات الدولية دون شرط أو قيد ثانياً.
المنظمات الدولية في الوقت الراهن لها شروط تعجيزية، على سبيل المثال ينبغي على الفرد الراغب بإنشاء جمعية أو نشاط إنساني، أن يتوفر لديه حساب بنكي، لا يقل عن مائة ألف دولار، أما مشاريعي المجتمعية فبدأتُها بأكثر من ثلاثمائة ألف دولار، ولكن غلطتي كانت بعدم رصد هذه المبالغ آنذاك، لذلك كان من الصعب عمل أي منظمة خاصة لمشاريعي، ولكن رصيدي الحقيقي في البنك، هو "حب الناس".
بدأتُ عملي في عام 2016 في "خطوة من أجل إنسان"، وبدأتُ بالحساب البنكي، لكن الظروف أصبحت تتضمن عوائق كثيرة بخلاف السابق".
◄ بحكم عملك في المؤسسات الاجتماعية.. ما مدى تأهيل المرأة وجاهزيتها وكفاءتها باليمن؟
- دور المرأه كبيرًا جدًا فالمرأة اليمنية أصبحت تمارس أعمالها بكفاءة، فمنها الطبيبة والمحامية والقاضية، فهي من يدير أعمالها سواء داخل المنزل أو خارجه، كما أنها تستطيع التغلب علي صعوبات الحياة.
◄ ما هي أهم القضايا التي قمتِ بالدفاع عنها ؟
- القضايا عدة، من بينها دوري داخل السجون، بداية في الدفاع أو إخراج البعض منهم، وأيضاً من كان مأسوراً، إلى جانب مساعدة المطلقات اللاتي ظلت قضاياهم عدة سنوات في المحاكم، إذ تمكنتُ من حل الكثير منها.
◄ ما هي أهم الدورات الحقوقية التي شاركتِ فيها ؟
- الدورات الحقوقية التي شاركتُ فيها تركز على التنديد في مقر الأمم المتحدة تخص أزمات مُعينة وعلى رأسها التنديد للتنديد بشأن مُحاصرة المشتقات النفطية.
◄ ما النتائج الملموسة التي تحققت من خلال عمل خطوة؟
- النتائج الملموسة كثيرة، أهمها: توزيع الغذاء للفقراء والمساكين في عدة أماكن، والوقوف مع بعض مرضى السرطان، والذي تساندهم لهذا التوقيت، أيضاً المصابين بداء الفيل تابعتهم وعملتُ على مساعدتهم حتى سافر البعض منهم إلى جمهورية مصر العربية، فضلاً عن مشروع مياه المهمشين الذين لا يوجد عندهم خزانات مياه.
أما الغذاء، فاستطعنا إيصاله لكل محتاج، وذلك بمساعدة الهيئة الوطنية، التي كانت فعلاً بمجرد إعطاء أسمائهم للأستاذ عبدالوهاب شرف الدين، كان يأمر بالصرف للمستفيدين، لكن عقب تفشي مرض كورونا المستجد (كوفيد-19)، لم يتمكنوا من الوصول إليهم، وهنا نعاتب منظمة الغذاء الإسلامي، التي لم تقبل استيعاب الفقراء في أكثر من مديرية، حيت يوجد في المديريات والقرى الأشد فقراً من يفتقرون إلى أبسط الحقوق، كالماء والغذاء.
◄ من خلال خبرتك ما الرسالة التي توجهينها إلى المرأة؟
- الرسالة التي أوجهها للمرأة، هي أن تستمر في جميع أعمالها، التي تخدم بيتها، وتخدم الصالح العام؛ فالمرأة اليمنية معروفة بالصلابة، وتحمُّل المسؤولية، وأقول لها: فعلاً أنتِ تستحقين كل الكلمات التي تفوق كل الشكر والعرفان خاصة في ظل الوضع الراهن.
◄ هل تعرضتِ لأي تهديدات بسبب عملك الحقوقي؟ خاصة أنه وردت أنباء عن تعرضك لمحاولة اغتيال؟
- نعم، لقد تعرضتُ لعدة تهديدات، وتعرضتُ لاغتيال في الشهر الذي تم فيه قتل الزعيم، وذلك من عناصر خارجة عن النظام والقانون وعددهم أكثر من طقميْن، كان يوماً مرعباً لن أنساه ما حييت؛ فهؤلاء المجرمين لم يكونوا من أي جهة قانونية أو رسمية، "انتظروني عندما خرجتُ من منزلي وبدؤوا بملاحقتي وأنا في سيارتي لكن كنت أفكر إلى أين يريدون أخذي، وبعد عدة مضايقات توصلتُ إلى حل وهو أن أموت في الشارع، ولا يأخذوني معهم، ولا أدري ما هو المصير، كان معي ابني عمره 4 سنوات، وضعته تحت الكرسي الخلفي، وكان معي مسدس فيه 3 طلقات، صففتُ السيارة وكنتُ محاصرة بين الطقمين وخرجت منها، وبيما نزلوا لكي يأخذوني أطلقتُ الطلقة الأولى فهرب كلُّ واحد إلى طقمه، وكنت في قمة الذهول، والخوف على ابني فقط، فجأة فروا في لمح البصر".
◄ هل لديكِ نية بالتوقف عن ممارسة العمل الحقوقي؟
- لا لن أتوقف عن أي ممارسة في العمل الحقوقي، لاسيما التخلي عن قضايا المظلومين، أما الأشياء التي أريد أن أواصل عليها هي توصيل الغذاء، والماء إلى الفقراء، فلقد أصبح الشعب اليمني تحت خط الصفر، أين كان يطلب مساعدة ألطاف القشيبي سواء في المجال الإنساني أو الحقوقي.