محلل سياسي لـ"الفجر": جرائم الحوثي هدفها إظهار سطوته على المجتمع.. وهذا هو الحل الأمثل للأزمة باليمن
قال الدكتور وجدان علي أحمد الباحث والمحلل السياسي اليمني إن أساب إعدامات ميليشيا الحوثي ضد المعارضين لها ثلاث أسباب أولا إرهاب المجتمع في الشمال الواقع تحت سيطرته حتى لا يتجرأ أحدهم على معارضة تصرفات جماعة الحوثي.
وثانيا رسالة للمناطق الوسطى وهي غالبية شافعية من اليمن الشمالي و الحديث عن شمال اليمن الواقع تحت نفوذ الجماعة، على ان زيدية اليمن الشمالي مازال له السطوة على شوافعه على امتداد تاريخ اليمن الشمالي لان كل من تم اعدامهم ينتمون للمناطق الوسطى وهي كذلك إشارة للزيدية ان مازال لهم الغلبة بل إن الجماعة جعلتهم اكثر تميز.
وثالثاً تغطية عجزهم عن كشف ملابسات قضية مقتل الصماد و قضايا مقتل قيادات أخرى منهم ،مثل المتوكل وهلال، فكان لابد من وجود كبش فداء، فتم إعدام ال9 أشخاص لإظهار أن الجماعة لها القدرة الاستخباراتية بكشف المتعاونين مع التحالف من الداخل في رصد أهداف الحوثيين والبعض يذهب برأيه، أن جماعة الحوثي هي من صفت الصماد لأنه لا يمثل تيار الصقور الذي يتزعمه المشاط وبما أن للصماد تأييد شعبي لديهم، كان لابد من تصفيته بهذه الطريقة، ولكي تكتمل المسرحية كان لابد من وجود أشخاص يتحملون وزر الاغتيال.
◄ جرائم الحوثي
وأضاف وجدان في حديث خاص لـ"الفجر"، بأن جرائم الحوثي المستمرة تأتي لإظهار سطوته في المجتمع وارهاب الأطراف الأخري وبما أنهم جماعة بربرية فلا فرق عندهم بين هدف مدني أو عسكري، لا يلتزمون بقواعد الاشتباك ولا يمتثلون لقانون دولي ولا عندهم انسانية.
◄ المجلس الانتقالي
وأكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو السلطة الحقيقية في الجنوب ليس فقط لانه من حرر الجنوب من الحوثي، وبما يملكه من قوة ولكن سلطته من الشعب في الجنوب لانه قريب منهم و يشعر بما يشعرون و يدافع عنهم و يحمل قضيتهم وهو أملهم الوحيد بعد الله تعالى، بالمختصر الانتقالي هو غالبية الشعب الجنوبي المطحون بينما الشرعية القابعة خارج البلاد لا توجد لها قوة ولا مكان لها على الأرض إلا ما تستمده من تحالف الاخوان المسلمين السري مع جماعة الحوثي و جماعة القاعدة و داعش، التي قضى الانتقالي على كل هذه الجماعات الإرهابية في جنوب اليمن، لذا لا توجد نقاط التقاء بين ما تسمى الشرعية و الانتقالي.
◄ حل الأزمة باليمن
وحول الحلول الاقرب لحل الأزمة باليمن قال أتمنى وادعوا الله دائماً ان تتوقف هذه الحرب الظالمة و يقعد الجميع على طاولة السلام، ولكن الواقع غير ذلك، لذا صوت الرصاص يكون أعلى من صوت السلام لان كل طرف يرى له الحق فيما يهدف، مؤكداً بأن أقرب حل هو أن يستفتي الشمال على حكم الشرعية أو الحوثي، و يستفتي الجنوب على الوحدة او العودة إلى ما قبل عام ١٩٩٠ وهي دولة في الجنوب و دولة في الشمال، اما المبادرات الحالية عبث ولا تساهم إلا في إطالة الحرب.
◄ القضية الجنوبية
وبالنسبة للقضية الجنوبية أكد أن شرحها يطول ولكن القصة بدأت منذ عام 1990م حيث كانت هناك دولة اسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في جنوب الجزيرة العربية ، ودولة أخرى الى الشمال منها تسمى الجمهورية العربية اليمنية (للعلم لم تكن اسماء الدولتين كذلك عبر التاريخ إلا منذ عام ١٩٧١ حيث اقترح الحزب الاشتراكي الذي كان وقتها يتنفس قومية و يحلم بالوحدة العربية وكان الحزب له السلطة في الجنوب والحضور القوى في الشمال فاقترح هذه التسميتين في إطار تمهيد الطريق نحو الوحدة، والا كانت اسم دولة الجنوب اتحاد الجنوب العربي و الدولة في الشمال اسمها المملكة المتوكلية.
المهم أن الوحدة تمت في عام ١٩٩٠م و اغتيلت في حرب ١٩٩٤ عندما احتل الجيش الشمالي جنوب اليمن وتحول الوضع إلى احتلال قاومه الشعب الجنوبي بدون توقف منذ ١٩٩٤ حتى اليوم امتداد بحركة موج، حتم، اللجان الشعبية، الحراك الجنوبي ، المقاومة الجنوبية ،ثم المجلس الانتقالي، ويعتبر المجلس الانتقالي امتداد لكل الحركات السابقة التي ذكرها و تعتبر هي نواته، و الشعب يرى فيه الأمل فهو الحامل لقضيته، خصوصا بعد ما تم السيطرة على الأرض و بما يملكه من قوة مكنته من هزيمة الحوثي و طرده، و تكسير داعش و القاعدة، وايضا للمجلس قبول دولي فهو يلتقي مع المجتمع الدولي في أهداف مكافحة الإرهاب و محاربة الجماعات المتطرفة.
◄التعبئة العامة
وعلق على اعلان المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن حيث قال التعبئة العامة كان ظرورة حتمية لسببين، السبب الأول حماية حدود الجنوب من الغزو الحوثي، بعد إ علان علي العماد القيادي في جماعة الحوثي والمقرب من زعيمها عن بنود اتفاقهم مع جماعة الإخوان المسلمين في مأرب، الاتفاقية ذات الاربع نقاط وصادق عليها زعيم الحوثيين و التي تسهل لجماعة الحوثي إعادة الكرة نحو الجنوب، وما اعقبه من تسليم بيحان شبوة عن طريق صومعة البيضاء الشمالية التي كانت بيد الاخوان و فشل اجتياح لودر أبين عن طريق عقبة الحلحل، فكان لابد للمجلس من إعلان التعبئة العامة لانه يعتبر حامي حدود الجنوب.
◄ السبب الثاني حماية الجبهة الداخلية، بعد اعلان الانتقالي دعمه للشعب في الجنوب للتظاهر في سبيل تحسين الأوضاع المعيشية و انهيار العملة المحلية ،و المطالبة بعودة وزراء الشرعية في الحكومة إلى عدن و العمل مع وزراء الانتقالي الموجود في عدن ولم يغادروها، فقوبلت دعوة الانتقالي بالتظاهر والقيام بالتكسير و الاحراق للمتلكات العامة ، لغرض تشويش الراي الخارجي عن أهداف التظاهر، وايضا خلق مناخ غير آمن في العاصمة عدن و إيجاد ذريعة لوزراء الشرعية من عدم العودة، فكان لابد للانتقالي من التعبئة لحماية الجبهة الداخلية و الحفاظ على ممتلكات المواطنين.