من مصر للتشيك.. أزمة سد النهضة حائرة والرئيس السيسي يتوعد المتعدين
أزمة سد النهضة لن تنتهي، هذا ما تبدو عليه الأحداث الحالية فعلى الرغم من ظهور العديد من الدراسات والصور والتي تؤكد حدوث هبوط أرضي في منطقة السد الإثيوبي إلا أن أديس أبابا ترفض الأمر بشكل قاطع.
فعلى مدار الـ 10 أعوام الماضية تحاول
دوتيالمصب "مصر والسودان" أن يتواصلا مع الجانب الإثيوبي وذلك من أجل حل
هذه الأزمة والتي تهدد الحقوق المائية للشعبين المصري والسوداني ولكن إثيوبيا تتبع
أسلوب التعنت.
فخلال العقد الماضي كانت أديس أبابا
تحاول فرض سياسة الأمر الواقع على دولتي المصب دون أن تبالي بالأخطار التي من
الممكن أن تتسبب فيها بقراراتها الأحادية إلى أن أعطت لها مصر الإنذار الأخير
ولجأت للجهات الدولية المختلفة.
وجاء البيان الرئيسي لمجلس الأمن
بالأمم المتحدة ليعلن عن حق مصر والسودان في الدفاع عن حقوق شعبهما المائية وذلك
على الرغم من كونها ليست الجهة المختصة بهذا الأمر، وحثت للرجوع إلى طاولة
المفاوضات من جديد.
جلسة مصر والتشيك
ومنذ بداية الأزمة بين إثيوبيا ومصر
والسودان والخاصة بسد النهضة، حاولت العديد من الدول العربية والغربية الدخول على
خط النار لحل هذه الأزمة والتي من الممكن أن تشعل منطقة الشرق الأوسط وتهدد
استقراره وأمانه.
لذا، تداولت العديد من وسائل الإعلام
المحلية والدولية أخبار جولة مشاورات سياسية بين مصر والتشيك ترأسها السفير الدكتور
بدر عبد العاطي، مساعد وزير الخارجية
للشئون الأوروبية، والسفير مارتن تلابا، نائب وزير الخارجية التشيكي، وبمشاركة
مساعديّ وزير الخارجية للشئون الأفريقية، وليبيا، ونواب مساعدي وزير الخارجية
لشئون حقوق الإنسان، والمشرق العربي، وفلسطين.
وتم عقد هذه الجلسة أمس بمقر وزارة الخارجية جولة، حيث أنها تضمن الحديث عن العلاقات الثنائية المتميزة في المجال السياسي بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها وتقوية أواصرها في مختلف المجالات.
ومن جانبه، كان قد استعرض مساعد وزير
الخارجية للشئون الأوروبية العلاقات بين البلدين بشكل خاص في مجالات التعاون
الاقتصادي والتجاري، والطاقة، والتعليم، والذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي والأمن
السيبراني.
14 مدينة ذكية
بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فكان قد
تحدث السفير بدر عبد العاطي أيضا خلال الجلسة عن فرص استثمار كبيرة والتي تعمل على
توفيرها للمشروعات الكبرى وذلك من الجانب المصري للشركات التشيكية وكذلك الاستفادة
منها.
وتحدث بدر عبد العاطي أيضا عن إمكانية
إنشاء 14 مدينة ذكية وخضراء جديدة من
بينها العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك من ضمن
المشروعات الكبرى والتي يمكن أن تستفيد من خلالها الشركات التشيكية.
مواجهة جائحة كورونا
وكذلك، كان قد تطرق مساعد وزير
الخارجية للشئون الأوروبية خلال جلسته
أيضا إلى أن مصر تعتبر من أولوياتها هي مكافحة جائحة كورونا وذلك على المستوى الوطني
وللتعاون الدولي في هذا المجال.
وتحدث أيضا عن فرص مصر لتصنيع اللقاحات بما في ذلك إمكانية توفير
احتياجات القارة الأفريقية، مشيرا إلى قدرة واستطاعة الشركة المصرية الهائلة
لتصنيع اللقاحات والأمصال (فاكسيرا) في هذا الصدد.
السياحة بين مصر والتشيك
وكانت الجلسة مثمرة للغاية، فقد تحدث الجانبين أيضا عن السياحة بين
مصر والتشيك، حيث تم التأكيد على أهمية
زيادة معدلات السياحة الوافدة من التشيك إلى مصر خلال الفترة القادمة.
وشد السفير بدر عبد العاطي أيضا على
ضرورة زيادة المعدلات بناءا على الجهود الهائلة التي تبذلها أجهزة الدولة المصرية وذلك
من أجل التعامل مع جائحة كورونا وكذلك تطبيق الإجراءات الاحترازية الصارمة في
المقاصد السياحية المصرية.
التشيك وسد النهضة
وكان من بين أهم الملفات التي تمت مناقشتها خلال هذه الجلسة هي عبارة
عن أزمة سد النهضة الإثيوبي وكذلك الوضع في منطقة الساحل والصحراء، لما لهم من
أهمية كبيرة في أمن واستقرار الشرق الأوسط.
وتحدث الجانبين أيضا قي القضايا الخاصة بمكافحة الإرهاب وتطورات القضية الفلسطينية، حيث أنه قد تم
استعراض الجهود المصرية لإعادة إعمار غزة وتلبية الاحتياجات التنموية في سائر
الأراضي الفلسطينية، ومساعي مصر لتوفير المناخ المواتي لإحياء مسار السلام.
تصريحات نارية من السيسي
وفي السياق ذاته، كان قد خرج الرئيس عبد
الفتاح السيسي خلال افتتاح محطة معالجة مياه بحر البقر ليدلي بتصريحات نارية بخصوص
سد النهضة، حيث أنه حث على مواجهة الممارسات غير المقبولة والتعديات على الأراضي
والمياه بحزم.
وشدد الرئيس السيسي في تصريحاته على أن
الأوضاع في البلاد لا تأتي بـ "الدلع والطبطبة" على حد وصفه وإنما تأتي
بالجية والعمل والالتزام.
وفي السياق ذاته، كان قد تطرق الرئيس إلى الأوضاع في سيناء، مؤكدا أن الإرهاب يهدف لإعاقة
عملية البناء والتنمية في سيناء، فيما أشار الرئيس إلى أن المياة تعتبر مسألة أمن
قومي ولا مساس بحصة مصر.
السعودية ومصر
وفي السياق ذاته، كانت المملكة العربية
السعودية قد خرجت أمس الأحد لتعلن على لسان سفير المملكة في مصر أسامة النقلي دعم
المملكة الكامل لكل من مصر والسودان بخصوص أزمة سد النهضة ومن ثم الحفاظ على
الحقوق المائية.
والجدير بالذكر أن أديس أبابا تحاول
إبهار العالم عبر التصريحات المستفزة لدولتي المصب "مصر والسودان" وكان
آخر هذه التصريحات هو إعلان توقيف أعمال سفارتها داخل مصر لمدة تتراوح بين 3 وحتى
6 أشهر.
وكانت قد أكدت السفارة الإثيوبية في
القاهرة على لسان سفيرها بأن السبب وراء توقيف أعمال السفارة هي المرور بأزمة
اقتصادية وأن هذا القرار ليس له علاقة بأزمة سد النهضة الحالية بين إثيوبيا ومصر
والسودان.