مصر ترد على إثيوبيا بعد تعليق سفارتها بالقاهرة.. ودعم قوي من دولة عربية كبيرة

عربي ودولي

وزير الخارجية سامح
وزير الخارجية سامح شكري


منذ ساعات قليلة خرجت إثيوبيا كعادتها من أجل أن تلفت الانتباه وتثير الجدل، فما كان منها سوى إعلانها عن تعليق العمل بسفارتها في مصر وذلك لمدة محددة وأقصاها 6 أشهر، الأمر الذي جعل الوكالات الدولية والمحلية تتسائل عن السر وراء هذا الأمر.

ولا يخفي على أحد بأن إثيوبيا كانت على مدار الأعوام الـ 10 الماضية أن تتبع سياسة النفس الطويل وفرض الأمر الواقع على دولتي المصب "مصر والسودان" بالملء الأول والثاني للسد الإثيوبي، إلى أن فاض الكيل.

فمصر منذ اللحظات الأولى أعلنت عن رغبتها في حدوث التنمية داخل الأراضي الإثيوبية شريطة أن لا يكون هذا الأمر مضرا بمصالح وحقوق المياة للشعبين المصري والسوداني، ومن هنا بدأت الحكاية.

وقف الأعمال

وفي هذا السياق، كان قد خرج ماركوس تكلي السفير الإثيوبي في مصر ليعلن عن تعليق أعمال السفارة الإثيوبية بالقاهرة لمدة تراوح بين 3 إلى 6 أشهر، مؤكدا أنه سوف يبدأ هذا الأمر منذ أكتوبر المقبل لأسباب مالية واقتصادية تتعلق بخفض تكاليف إدارة السفارة.

فيما كان قد علق السفير الإثيوبي لدى القاهرة على قرار تعليق الأعمال بالسفارة بمصر فيما بين 3 وحتى 6 أشهر خلال تصريحات له لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم الأحد، مشددا على أن قرار تعليق الأعمال لا علاقة له بأزمة سد النهضة بين البلدين في الوقت الحالي.

فيما كان قد لفت السفير الإثيوبي لدى مصر "تكلي" أن في فترة توقف أعمال السفارة سوف يتولى مفوض السفارة هو من سيتولى إدارتها ورعاية المصالح الإثيوبية في القاهرة خلال هذه الفترة.

بداية ليست مبشرة

وفي السياق ذاته، كان قد خرج وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ليعلق على اعديد من القضايا الإقليمية والعالمية المختلفة عبر لقاءه مع الأمين العام للأمم المتحدة والتي تحدث فيها عن ملف سد النهضة.

وعبر مداخلة هاتفية مع برنامج "على مسؤوليتي " والذي يتم إذاعته عبر فضائية "صدى البلد" مع الإعلامي "أحم موسى"، أوضح وزير الخارجية المصري أن اللقاء الذي جمعه مع الأمين العام للأمم المتحدة شهد التشاور حول تطورات ليبيا وطرح آخر مستجدات سد النهضة وذلك في أعقاب صدور البيان الرئاسي عن مجلس الأمن وتناول اللقاء ملفي سوريا واليمن.

تصريحات من نار

واستكمل وزير الخارجية المصري تصريحاته والتي أكد فيها أنه خلال اللقاء كان قد تم طرح رؤية مصر في الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال الخطاب الذي ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي وتأكيده على أهمية العمل المشترك والحديث عن القضايا الإقليمية.

وأشار وزير الخارجية إلأى أنه خلال اللقاء أيضا كان هناك مناقشات بشأن سد النهضة وأن هناك تفاهم بشأن موقف مصر بالنسبة للسد الإثيوبي، وأن مجلس الأمن أكد أهمية التوصل إلى حل ملزم بشأن قضية السد.

ووصف "شكري" الحديث الإثيوبي بـ "كله مراوغة وعدم مصداقية ولا يبشر بوجود إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق".

السعودية تدعم مصر

وفي السياق ذاته، خرجت المملكة العربية السعودية اليوم الأحد، وذلك من أجل التأكيد على دعم موقف مصر بخصوص سد النهضة الإثيوبي، وذلك على لسان سفير المملكة لدى مصر أسامة النقلي.

وعبر مداخلة هاتفية أيضا لـ "النقلي" في برنامج على مسؤوليتي المذاع على قناة "صدى البلد" أكد أن المملكة العربية السعودية واضح وداعم لمصر والسودان في أزمة السد الإثيوبي، مضيفا أن مصر والسودان حريصان على أن تستفيد أثيوبيا.

بالإضافة إلى ذلك، كان قد وجه سفير المملكة العربية السعودية  الشكر والتقدير إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي وكذلك مؤسسات الدولة وشعبها المصري، قائلا:"أشكر السيسي ومؤسسات الدولة والشعب المصري على تهنئة المملكة باليوم الوطني".

فيما شدد سفير المملكة العربية السعودية في مصر، على أن المملكة تؤكد ضرورة التوصل لاتفاق عادل قانوني يضمن حقوق مصر و حصص متساوية تكفل حقوق جميع الأطراف.

أزمة اقتصادية

وفي سياق متصل، كانت قد خرجت الخبيرة والمتخصصة في الشأن الإفريقي أسماء الحسيني لتعلق على تعليق العمل بالسفارة الإثيوبية بالقاهرة مشيرة إلى أن أديس أبابا  تعاني من أزمة اقتصادية كبيرة نتيجة صراعاتها الداخلية وكذلك أزمة كورونا.

وأوضحت الخبيرة في الشؤون الإفريقية إلى أن إثيوبيا تحاول تحميل مشاكلها الداخلية لأطراف خارجية، وكذلك كانت قد أعلنت السلطات الإثيوبية منذ فترة أنها ستغلق سفارتها في بعض الدول.

ولفتت "الحسيني" إلى أنه بالفعل كانت قد أعلنت أديس أبابا بغلق سفارتها في العراق والأردن، وكذلك كانت قد أشات المتخصصة إلى أن إثيوبيا تحاول مرارا وتكرارا في الاعتداء على الحدود السودانية.

وأكدت أن هذا الأمر هو بمثابة رد واضح على مجلس الأمن الذي دُعى في جولته الأخيرة إلى ضرورة التفاوض بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة.

هبوط أرضي

وكانت قد أشارت العديد من وسائل الإعلام الدولية والمحلية إلى حدوث الهبوط الأرضي في منطقة بناء السد، لافتة إلى أن هذا الهبوط كان بمقدار غير متساو الأمر الذي جعل العديد من المؤسسات يحذرون من انهيار السد.

والجدير بالذكر أن إثيوبيا تحاول مرارا وتكرارا اتباع اسلوب المراوغة وفرض سياسة الأمر الواقع في كل ما يخص أزمة سد النهضة، وذلك دون أن تبلي بالا بأي شئ قد يضر دولتي المصب "مصر والسودان".