إثيوبيا توقف أعمال سفارتها بمصر.. وأديس أبابا تخفي سر عظيم بشأن سد النهضة

عربي ودولي

سد النهضة
سد النهضة


على الرغم من الهدوء التام الذي بات في جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية بشأن أزمة سد النهضة، إلا أن أديس أبابا تحاول على مدار الأيام الماضية لفت الانتبامن جديد سواء أن كانت بتصريحات غريبة أو حتى إظهار حسن النية.

ولكن ما لم تتوقعه أديس أبابا أن يتم الكشف عن أشياء خطيرة بخصوص سد النهضة والتي جعلت وسائل الإعلام تتحدث عنها، وهي عبارة عن وجود أنباء تخص حدوث هبوط أرضي في منطقة بناء السد.

وماا بين الكر والفر، تحاول دولتي المصب "مصر والسودان" أن تظهران الجانب الحسن لهما، بعد اللجوء لكافة المنصات الدولية، وكذلك حتى لا تتحرك أديس أبابا تحركات أحادية الجانب كما سبق في الملء الأول والثاني لسد النهضة.

وقف الأعمال

وكانت خطوة مفاجأة من الجانب الإثيوبي اليوم، الأحد، عندما أعلنت على لسان السفارة الإثيوبية في مصر بأنها سوف تعلق أعمالها داخل سفارتها في القاهرة لمدة تتراوح من 3 أشهر وحتى6 أشهر.

وفي سياق متصل، كان قد قال ماركوس تكلي السفير الإثيوبي في مصر:"إنه تقرر تعليق أعمال السفارة بالقاهرة لمدة قد تراوح بين 3 إلى 6 أشهر، و تبدأ من أكتوبر المقبل لأسباب مالية واقتصادية تتعلق بخفض تكاليف إدارة السفارة".

سد النهضة وتعليق الأعمال بالسفارة

ومنذ أن أعلنت السفارة الإثيوبية في مصر عن اعتزامها تعليق أعمالها داخل السفارة لمدة 6 أشهر، كانت قد تواردت في الأذهان أن هذه الخطوة تتعلق بملف أزمة سد النهضة، الأمر الذي جعل إثيوبيا ترد على الأمر ذاته.

وخلال تصريحات له لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم الأحد ، مان قد قال السفير الإثيوبي في مصر، ماركوس تكلي إن قرار الإغلاق لا يرتبط بأزمة سد النهضة بين البلدين في الوقت الحالي.

بالإضافة إلى ما سبق ذكره، كان قد أوضح السفير الإثيوبي لدى مصر "تكلي" أن مفوض السفارة هو من سيتولى إدارتها ورعاية المصالح الإثيوبية في القاهرة خلال هذه الفترة.

تباطؤ النمو

وأشارت وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى أنه من المتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي الإجمالي لإثيوبيا لهذا العام بشكل كبير، لافتا إلى أن هذا التباطؤ في النمو الاقتصادي يبلغ 6 في المئة عام 2020 وحالاليا بلغ  2 في المئة فقط عام 2021، والذي يعتبر أدنى مستوى منذ ما يقرب من عقدين، وفقاً لصندوق النقد الدولي.

بالإضافة إلى ما سبق، فإن الحرب في إثيوبيا كانت قد أسفرت عن حدوث خسائر بشرية كبيرة من بينها سقوط الآف القتلى وكذلك تشريد ملايين آخرين.

وكانت قد أسفرت الحرب أيضا في أديس أبابا عن تكلفة اقتصادية باهظة والذي من المتوقع أن يتم استغراق سنوات لإصلاحها، وذلك وفقاً لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الشهر الماضي.

سر خطير

وفي سياق متصل، كانت قد كشفت دراسة علمية حديثة، والتي نقلتها قناة "العربية" وشارك فيها خبراء سواء من مصر المحروسة أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية ومن بينهم الدكتور محمد عبد العاطي وزير الري المصري  بوجود هبوط أرضي بموقع سد النهضة الإثيوبي.

ولم تكتف الدراسة بالحديث عن وجود هذا الهبوط الأرضي حول السد الإثيوبي ولكن كان هناك مشاهد وصورا كثيرة والتي بدورها كشفت عن إخلال جسيم بعوامل أمان السد، مؤكدة بأن سد النهضة هو سد غير آمن بشكل نهائي.

تحليل ودراسات

وكانت قد اعتمدت هذه الدراسة على تحليل 109 من صور ومشاهد وذلك خلال الفترة من ديسمبر في العام 2016 إلى يوليو 2021، وذلك عبر استخدام تقنية الأشعة الرادارية، والتي بدورها تعمل على إزاحة وتحرك مختلفة الاتجاهات في أقسام مختلفة من السد الخرساني.

والسد الخرساني في هذا الأمر يعتبرالرئيسي وكذلك السد الركامي وهو المساعد، الأمر الذي بدوره يعطي إنذار بحدوث خطورة كبيرة ومن الممكن أن يعمل على انهيار السد وبالتالي تأثير ذلك على دولتي المصب "مصر والسودان".

هبوط غير متناسق

وفي السياق ذاته، كانت قد كشفت الدراسة أيضا أن الهبوط الذي وقع داخل السد أيضا هو عبارة عن هبوط غير متناسق في أطراف السد وبشكل خاص في الجانب الغربي للسد، حيث ـن حالات النزوح كانت متفاوتة المدى ما بين 10 مم و90 مم في أعلى السد.

وأكدت الدراسة أيضا بأن ما حدث في الملء الأول والثاني للسد كان قد جرى بشكل سريع ودون دراسة أو تحليل بيانات، الأمر بدوره أثر على جسم السد فنيا وبالتالي يؤثر هيدرولوجيا على حوض النيل الأزرق.

تدفقات زائده

ومن هنا كانت قد كشفت الدراسة التي نقلتها قناة "العربية" أيضا على حدوث تدفقات زائدة جدا على الناحيتين الشرقية والغربية لسد النهضة وذلك مع عدم التساوي بينهما مشيرة إلى أن هذاحدث في الملء الأول ثم زادت بصورة أكبر وخطيرة عند الملء الثاني.

، وهو ما يعتقد معه الخبراء الذين أجروا الدراسة أنه وراء إيقاف إثيوبيا للملء الثاني والاكتفاء بما تم تخزينه. ويبلغ في الملء الأول 5 مليارات و3 مليارات في الملء الثاني.

انجراف التربة

وفي تصريحات من العيار الثقيل، كان قد قال عباس شراقي، الخبير المائي المصري إن أديس أبابا تعتبر من أكثر الدول معاناة من شدة انجراف التربة، وذلك بالإضافة إلى أن مياه النيل الأزرق تنحدر بشدة من 1800متر عند بحيرة تانا إلى 500 متر عند سد النهضة مما يشكل فيضانات كبيرة.