هل ستكون 2021 الموعد الثالث لمعركة إدلب؟
في إطار المعركة التي شنتها فصائل المعارضة السورية ضد الحكومة السورية النظامية، في ٢٠١٢، بهدف السيطرة على منطقتي إدلب وجبل الزاوية والتي تطورت في ٢٠١٥ بسيطرة فصائل المعارضة على إدلب ولا تزال مستمرة إلى الآن بهدف السيطرة على مدينة جسر الشغور، يبين خبراء " للفجر" تطورات الأحداث
أعلن ناشطون سوريون، أمس السبت، عن قصف مدفعي وصاروخي من قبل النظام الروسي ضد مناطق المعارضة السورية المدعومة من تركيا
وأفاد الناشطون، تجاوز عدد الغارات التي شنتها الطائرات الروسية العشرين غارة وطالت عددًا من قرى منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب وامتد القصف إلى بلدة الفوعة شمال شرق إدلب كما قصفت الطائرات الروسية أطراف بلده دارة عزة شمال غرب حلب.
الجديد في التصعيد الروسي:
ونجح القصف الروسي في استهداف مواقع الفصائل المعارضة في قرية باصلحايا في ريف عفرين وتعد هذه المرة الثانية التي تستهدف فيها روسيا مواقع ريف عفرين خلال نفس الشهر، سبتمبر.
لكن الجديد في القذف وقوعه بالقرب من قاعدتين تركيتين في ريف حلب الأولى في ريف عفرين والثانية في محيط دارة عزة.
وتركيزه على المرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي ونجاحه في استهداف المواقع المتقدمة من خطوط التماس في جبل الأكراد والتركمان، أما القصف البري فكان أكثر كثافة وطال أكثر من عشر قرى وبلدات في جبهات جنوب وشرق إدلب.
من جهتها توسعت غارات فصائل المعارضة على قوات النظام نحو جبهات ريف حلب الغربي بعد أن كانت توجه نحو الجبهات الجنوبية
مقايضة وشيكة:
وقال أفراد من فصائل المعارضة في تقارير اطلعت عليها " الفجر"، جرت العادة قبيل كل معركه أن تمهد روسيا وقوات النظام بشكل عنيف لإنطلاقتها من خلال رصد تحركات الفصائل جوًا عبر طائرات الاستطلاع وبرًا عبر توجيه النيران على أهداف دفاعية لإضعاف الفصائل.
وأضافت، قوات النظام تسعى لتأمين الطريق ام فور جنوب إدلب بهدف إعادة تشغيل طريق حلب_ اللاذقية وتنشيط الحركة التجارية الأمر الذي سيضمن لها السيطرة على جبل الزاوية ومدن ريحه وجسر الشغور، وليس بعيد أن يكون التصعيد الحالي مقدمه لمعركة.
والواقع أن الأمر معلق بالقرار الروسي المنتظر من نتائج قمة سوتشي الجاري انعقادها الأربعاء المقبل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أروغان ومن المفترض أن تجري مقايضة حيث أن روسيا تريد انسحاب الجيش التركي وفصائل المعارضة من جنوب الطريق ام فور في المقابل تريد فصائل المعارضة المدعومة من تركيا السيطرة على مناطق قسد وتل اللتان تحت سيطرة النظام وروسيا.
وتدعم فصائل المعارضة المدعومة من تركيا والمندمجة في تحالفي الجبهة الثورية لتحرير الشام والقيادة الموحدة، عزم، فرضية المقايضة بين تركيا وروسيا الأمر الذي يدل على أن هناك معركة تحضر لها الفصائل بدعم تركي.
في هذا الصدد يقول طارق فهمي، الخبير في الشؤون السياسية، الغارة التي تمت ضد تنظيم القاعدة المتمركز في محافظة إدلب السورية تطور مهم ولافت في سياق الحرب الدولية على الإرهاب، حيث كان هناك ما يمكن اعتباره تراخيًا إلى حد ما في محاربة الفرع السوري لتنظيم القاعدة المتمثل في جبهة النصرة التي تحكم سيطرتها على مناطق واسعة من محافظة إدلب شمال غربي سوريا، ومع هذه العملية المهمة التي استهدفت رؤوسًا كبيرة في التنظيم الإرهابي.
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة " للفجر"، يمكن القول إن ثمة توجهًا جديدًا لعدم حصر الحرب ضد الإرهاب في داعش فقط فإدلب وغيرها من المناطق الخاضعة لتركيا والمتعاونين معه شمالي وغربي سوريا، ساحة مفتوحة أمام مختلف التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة.
وأردف، المهم أن عملية إدلب عملية نوعية مثل التي تمت ستسهم بلا شك في توسيع نطاق حربنا ضد الإرهاب، لتطال كافة أوكار ومناطق تجمع الإرهابيين الذين لا فرق إن كانوا دواعش أو من عناصر القاعدة في هيئة تحرير الشام
وتابع الخبير، وتخضع إدلب ومناطق عدة في ريفها لسيطرة هيئة تحرير الشام بالدرجة الأولى، وفصائل أخرى تمولها تركيا، مثل ما يعرف باسم "الجيش الوطني السوري"، ويقدر مساحة تلك المناطق بنحو ثلاثة آلاف كيلومتر مربع، ويعيش فيها أكثر من ثلاثة ملايين سوري من بينهم نسبة كبيرة من النازحين.
وتخضع إدلب ضمن مناطق خفض التصعيد التي تشكلت بموجب اتفاقات بين روسيا وتركيا وإيران، في إطار محادثات أستانا.