مؤسس مسرح العرائس في مصر.. تعرف على قصة ظهور الأوبريت الشهير "الليلة الكبيرة" لـ صلاح السقا

الفجر الفني

الليلة الكبيرة
الليلة الكبيرة



تحل اليوم ذكري ميلاد المخرج صلاح السقا، الذي يعد رائدًا لفن تحريك العرائس واحد من الذين ساهموا في إنشاء مسارح العرائس في العالم العربي.

ويستعرض لك "الفجر الفني" قصة أوبريت “الليلة الكبيرة”، وذلك بالتزامن مع ذكرى المخرج الكبير صلاح السقا.

ظهرت بوادر الفكرة عندما قرر الشاعر صلاح جاهين، التوجه إلى منزل صديقه المطرب سيد مكاوي، والذي كان يسكن في إحدى الغرف الكائنة في حي السيدة زينب، وكان الحي وقتها يشهد إحياء مولد السيدة زينب في بداية حقبة الخمسينيات.

شجعت هذه الأجواء الخاصة بالاحتفالات والموالد، صلاح جاهين، على تدوين خواطر شعرية مستوحاة من ليلة المولد، وقام سيد مكاوي بتلحينها لتخرج في النهاية من خلال أغنية مدتها 10 دقائق، وذهبا سويًا إلى الإذاعة المصرية وقاما بتسجيل الأغنية الذي تحولت فيما بعد إلى أوبريت مدته 40 دقيقة كاملة.

سُجل هذا الأوبريت، الذي جمع بين مجموعة من المواهب العملاقة فى بداية الخمسينات، بصوت محمد رشدي، وشفيق جلال، وعصمت عبد العليم، وشافية أحمد وهدى سلطان وبمشاركه كورس من أطفال حى الناصرية بالسيدة زينب.

واستطاع “الليلة الكبيرة” أن يحظى بقبول واسع على مستوى العالم العربي، بفضل الروح الإبداعية والانسجام بين صانعي هذا العمل، والذي كان من تأليف صلاح جاهين، وموسيقى سيد مكاوى، وديكور مصطفى كامل، وتصميم العرائس ناجى شاكر، وإخراج الراحل صلاح السقا، وقد فاز مسرح العرائس بالجائزة الثانية في مهرجان بوخارست الدولي عام 1961.

و المخرج الكبير صلاح السقا، الذي كان يحمل رسالة وإيمانا بضرورة إدخال فن العرائس مصر فدرس على يد الخبير العالمي سيرجي أورازوف، الأب الروحي لفناني العرائس في العالم ثم سافر في بعثة إلى رومانيا ليحصل على دبلوم الإخراج المسرحي تخصص عرائس ثم يعود لينشئ مسرح العرائس القائم الآن بالعتبة.

أما مصمم العرائس العبقرى ناجي شاكر، الذي نحت من وجوه المصريين "دول فلاحين ودول صعايدة دول م القنال ودول رشايدة" فبدت الوجوه تنطق بأحوال أصحابها داخل المولد الكبير وتبقى في وجدان كل من شاهدها.

خرج أوبريت الليلة الكبيرة إلى النور في عام 1959، ليتخطى الأوبريت حدود الزمان والمكان وينقل صورة حية من تفاصيل المواليد الشعبية، بداية من شخصية الأراجوز ومنشد المواويل وبنت البلد وصولًا لتجسيد مشاعر السعادة لدى الأطفال، وذلك من خلال حبكة فنية مبتكرة وفريدة من نوعها.

"أنا وصلاح عملنا الليلة الكبيرة، وأخدت منه وقت طويل في كتابتها، بس خرجت من أبدع ما يكون".. هكذا تحدث سيد مكاوي، في لقاء تليفزيوني عن مرحلة الإعداد لـ"الليلة الكبيرة".