بسبب أزمة المياه.. الاحتجاجات تهدد إيران من جديد

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


مع اندلاع الاحتجاجات الإيرانية في يوليو الماضي وإطلاق الشرطة الإيرانية النيران وقمعها للمتظاهرين الذي خلف عشرات الضحايا، تواصل "الفجر" متابعة أزمة ملف الجفاف في إيران موضحةً كيف طالت الأزمة بحيرة أورميا الإيرانية أكبر بحيرة في الشرق الأوسط، وتأثيرها على عودة الاحتجاجات مرة أخرى.

أعلن مركز البحوث في البرلمان الإيراني عن تفاقم أمر نقص المياه وحذر من أن يواجه النظام انقلابًا عارمًا من قبل الشعب الايراني في الايام المقبلة، وقال المركز، شح مياه الشرب في أكثر من ٢٨٢ مدينه إيرانية يهدد بتفجر اضرابات واحتجاجات جديدة ستمثل تحديًا أمنيًا للنظام

وأضاف، تنتشر التوترات في مدن وقرى إيران في شكل اضطرابات اجتماعية وسخط شعبي، بينما تكتم عن التعليق على ما حدث في احتجاجات المياه في الأهواز، يوليو الماضي والتي استمرت أسبوعين، من قمع المتظاهرين واعتقال المئات وقتل العشرات منهم.

زوال بحيرة أورميا:
تعد بحيرة أورميا أكبر بحيرة مالحة في الشرق الأوسط وسادس أكبر بحيرة على مستوى العالم، تقع البحيرة شمال غرب ايران قرب الحدود مع تركيا فهي متاخمه للجزء الجنوبي من بحر قزوين

ووفق بيان إدارة حماية البيئة في غرب أذربيجان، تقلص حجم بحيرة أورميا إلى أكثر من النصف فبعد ان كانت مساحتها في التسعينات ٥٤٠٠ كيلومتر مربع أصبحت ٢٥٠٠ كيلومتر مربع اليوم

وأضاف البيان، ضخ المياة الجوفية من المناطق المحيطة بها وإقامة السدود منع وصول الأنهار التي كانت تتدفق إليها

وكانت البحيرة قبل عقدين تعد مركزًا سياحيًا يقصده كثير من الناس للعلاج حيث تقع بجانبها محمية أورميا الطبيعية الأمر الذي يجعلها تمثل إقتصادًا محليًا هامًا

وحسب ما ذكر في تقرير غربي وتابعته "الفجر" قال تشارلز، المدير العالمي للمياه في معهد أيسلندا، تعاني إيران من سوء إدارة المياة فالسلطات تدعم إقامة السدود وتشجع القطاع الزراعي الذي يستهلك ٩٠٪ من مياه البلد للري ومع الإفراط في استخدام المياه وتعرض إيران لدرجات الحرارة العالية ستزداد حدة نقص المياه الأمر الذي يسفر عن تفاقم التوترات حول كيفية تقاسم موارد المياه وإدارتها وسيقع المزيد من العنف السياسي.

ليست مشكلة نقص المياه وحدها:
وقال طارق فهمي، الخبير في الشؤون السياسية: حذرت هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية من جفاف غير مسبوق ومن مستويات هطول الأمطار التي كانت أقل بكثير من معدلاتها المعتادة، وتواجه إيران مجموعة من التحديات البيئية المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة والتلوث والفيضانات وتلاشي البحيرات.

وأضاف فهمي في تصريحات خاصة " للفجر": حاليًا تعتمد إيران بشكل كبير على إمدادات المياه التي تتناقص مع مرور الزمن ووفقًا لبيان وزارة الطاقة سيكون للطقس الأكثر حرارة وجفافا تأثير أكبر على توليد الطاقة الكهرومائية، الأمر الذي أدى بالفعل إلى اضطرابات شديدة في التيار الكهربائي هذا الصيف في إيران وتسبب في حدوث فوضى في طهران ومدن أخرى، مما أدى إلى تعطل الاتصالات وإشارات المرور

وأردف، أن سبب زيادة حدة مشكلة نقص المياه متمثل في الفساد وانعدام الرؤية الصائبة وبناء مليشيات الحرس الثوري السدود دون عوائق، فمثلًا برغم التحذيرات التي طالبت بعدم بناء إيران سد كوتفند على نهر كارون الواقع بمنطقة الأهواز إلا أن مليشيات الحوثي تجاهلت الأمر وبنت السد الأمر الذي ترتب عليه مشاكل وخيمة، بالإضافة إلى عدم كفاية الهياكل الأولية لتوزيع المياه والمشروعات الزراعية غير المجدية التي تستهلك المياه

وتابع الخبير السياسي، مشكلة المياه ليست الوحيدة فمنذ يوليو من العام الماضي وإيران تشهد حرائق وانفجارات غامضة، بعضها في أكثر المواقع والمنشآت حساسية، مثل منشآة نتنز النووية الأمر الذي يدل على هشاشة البنية الأمنية الإيرانية، وإمكانية اختراق أكثر المرافق الإيرانية حساسية ويضع الحكومة أمام مأزق داخلي غير مسبوق.

واختتم تصريحاته، إن الأزمة في الشرق الأوسط تختمر منذ سنوات، مع تحذيرات متكررة من حروب المياه وإن المشكلة تفاقمت بسبب الاحتباس الحراري مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة بلا هوادة.

احتجاجات يوليو:
وفي يونيو الماضي شهدت مدن إيرانية في الأهواز وكرمنشاه وسيستان وبلوشتان وأصفهان وأردبيل احتجاجات واسعه من قبل المزارعين من نقص المياه الأمر الذي تضررت منه كثير من أراضي إيران الزراعية.

ونتيجة ذلك قامت السلطات الإيرانية باعتقال المئات وقتلت أربعة من المتظاهرين كما أصدرت قرارًا يمنع زراعه المحاصيل التي تستهلك الكثير من المياه كمحصول الأرز

وقال حميد رضا محبوب فر، عضو جمعيه المخاطر البيئية والتنمية المستدامة، لوكالة أنباء ميزان الإيرانية، إن هناك 5000 قريه بدون موارد مائية، و٧٠٠٠ قرية يتم إمدادها بواسطة الصهاريج

وأضاف، في إقليم سيستان وبلوشتان شرق إيران تعاني أكثر من ٣٠٠٠ قرية من مشاكل الحصول على مياة الشرب ومن مشاكل انقطاع الكهرباء، حيث وصلت نسبة الجفاف بها إلى ١٠٠٪ في حين وصلت معدلات النقص بمخزون المياه أمام السدود في محافظة خراسان الشمالية إلى نحو ٧١٪ والتي تقع في أقصى شمال شرق البلاد.

وكانت بداية الاحتجاجات في يوليو الماضي عندما اندلعت الإحتجاجات في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران وامتدت إلى مدينة أليجودارز قرب مقاطعة لورستان الغربية.