المعونة الأمريكية "صفقة – أزمة – حل".. وسياسيون: رفضها "شعارات رنانة"

المعونة الأمريكية
المعونة الأمريكية "صفقة – أزمة – حل".. وسياسيون: رفضها "شعا

سلوى عمار


عبد الله المغازي: المُطالبة بمنع المعونة يندرج تحت قائمة الشعارات الرنانة

وائل النحاس: نقبل أو نرفض المعونة لن تفرق كثيراً فأمريكا متخذةً قراراها بقطع المعونة

فريد زهران: ما أحب إلى أمريكا أن نرفض معونتها ففي النهاية هي المُستفيد وليس مصر

هبة ياسين: لا نريد المعونة، وعلينا أن نخلق علاقات مع دول كبرى كالصين وروسيا


المعونة الأمريكية ... ورقة دائماً ما تُلوح بها الإدارة الأمريكية وتتلاعب مرةً بمنحها وتارة بقطعها، ومؤخراً تعالت الأصوات المُطالبة بالاستغناء عنها، وقد إتفق الخبراء على أن وضع مصر الاقتصادى لايقبل النقاش حول رفض المعونة، كما أكدوا أن مصر تدفع مقابلها مشتريات من أمريكا لو تم قطعها سيتعرض الاقتصاد الأمريكى أيضًا للدمار.


ويرجع تاريخ المعونة الأمريكية لمصر عقب اتفاقية كامب ديفيد ، وتتضمن منح مبلغ ثابت سنوياً تتلقاه مصر من أمريكا في أعقاب توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، حيث أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل مقابل الحفاظ على السلام فى المنطقة.


وحول هذا, قال البرلماني السابق وأستاذ القانون عبد الله المغازي : إن علاقات الدول مع بعضها البعض لها حسابات معقدة، وأما الشعوب فلا يمكنها أن تتفهم تلك الحسابات، وأكد أن التلويح بقطع المعونة الأمريكية لمصر أمر مرفوض تماماً، فأمريكا في حال قطع المعونة عن مصر ستكون هي الخاسر الأكبر سواءًا من الناحية السياسية أوالناحية الإقتصادية.


وأوضح المغازي : أن المطالبة بقطع المعونة سيُكبِّد مصر الكثير نظراً لعدم إستقرار الوضع الإقتصادي وضعف عجلة الإنتاج المصرية، ويرى المغازي أن قول البعض عن أن معونة أمريكا على الجزمة أمر لا يتعدى نطاق الشعارات الرنانة، فنحن بحاجة لتلك المعونة، متمنياً أن تأتي مرحلة من مراحل الوضع السياسي والإقتصادي المصري تجعلنا لا نحتاج لتلك المعونة .


ومن جانبه, يرى الخبير الإقتصادي وائل النحاس : أن مسألة رفض أو قبول المعونة الأمريكية لمصر أمر لا قيمة له, فالولايات المتحدة متخذة قراراها في هذا الصدد منذ فترة طويلة، منذ أن مرت بأزمة إقتصادية وكان لابد من خفض العجز الذي يُعاني منه الإقتصاد الأمريكي، عن طريق تقليل الإنفاق والنفقات، وحين خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالقول في عهد المعزول محمد مرسي بأن مصر لا عدو ولا صديق كانت هذه إشارة واضحة بقرار منع المعونة.


وأوضح النحاس : أن الخروج من مأزق العجز الإقتصادي للولايات المتحدة سيكون عن طريق تحجيم المعونات المُقدمة للشرق الاوسط وعلى رأسها مصر، وقد أعلنت بعض الولايات بأمريكا عن إفلاسها، ولجأت الإدارة الأمريكية إلى المناورات لمحاولة تخفيض المساعدات التي تمنحها للدول الخارجية وتلك الخطوات تتخذها منذ فبراير الماضي، مؤكدًا النحاس أن أوباما لم يلجأ إلى التصريح مباشرة بقراره منع المعونة عن مصر حتى لا يفقد قدرته على السيطرة على الشرق الأوسط.



وفى سياق متصل, قال فريد زهران عضو الهيئة العُليا للحزب المصري الديمقراطي: إنه من الممكن أن تُطالب السلطات المصرية بأن تكون المعونة الأمريكية مرتبطة بإملاءات يمكن أن تُستخدم في أمور مفيدة للإقتصاد المصرية، ولابد أيضاً أن تكون مشروطة بقواعد معينة تتيح لنا عدم التعرض للتلويح الأمريكي والتلاعب بتلك الورقة.



وتابع زهران : أن رفض المعونة ليس بالأمر المفيد للإقتصاد المصري، والمطالبة بذلك ستُكلف الوضع الحالي الكثير فالظروف الإقتصادية الحالية لا تسمح بذلك، معربًا عن إستنكاره من تفكير البعض بأن رفض المعونة سيؤثر على إتفاقية كامب ديفيد للسلام، قائلاً: إن أمريكا ما أحبب إليها أن لا تمنحنا المعونة وفي النهاية هي المستفيد الأكبر , ولا مساس بإتفاقية السلام فالمعونة والإتفاقية بعيدان كل البعد عن بعضهما البعض .


فيما ترى هبة ياسين المتحدث الإعلامى باسم التيار الشعبي: أن الإقتصاد المصري لا يعتمد على المعونة الامريكية بشكل كبير، والمعونة ما هي سوى تبادل مصالح للبلدين أمريكا ومصر , وليس كما تدعي أمريكا أنها خدمة ومساعدة بلا مقابل لمصر، وأكدت ياسين على أن قطع المعونة أو إستمراراها لن يؤثر بأى حال من الأحوال على الوضع الإقتصادي المصرى، ولن تقف المعونة حائلاً أمام تمويل وإنتعاش الإقتصاد المصري.


وأوضحت المتحدث الإعلامى باسم التيار الشعبي: أن مصر يمكنها توفير موارد بديلة عن الأموال التي تأتي من المعونة، كما أننا نحيا الآن في ظل سياسة الاستقلال الوطني والتي لن تسمح لنا بأن تضعنا أمريكا تحت رحمتها .



وطالبت ياسين بضرورة خلق علاقات مع دول أخرى كبرى مثال روسيا - الصين - الهند مضيفة: نحن بدأنا مرحلة جديدة من تاريخنا وتلك المرحلة لن تجعلنا نقبل بتلويح أمريكي، وأنا مؤيدة وبشدة لقطع المعونة .


وختامًا, تظل أزمة المعونة الأمريكية قائمة فى إنتظار حدوث ما هو غير متوقع أو حتى عدم حدوث أى شئ .