منقذ "سيدة دمنهور" يروى كواليس الواقعة: لحظات مرعبة (فيديو وصور)
"لم أتردد لحظة واتشاهدت قبل ماطلع".. بهذه الكلمات بدأ الشاب الثلاثيني محمد رزق ابن قرية زاوية غزال، والذي أصبح في يوم وليلة حديث الشارع في محافظة البحيرة، بعد دوره البطولي به في إنقاذ السيدة العالقة ببرج دمنهور المحترق، والتي ألقت نجلتها ثم ألقت نفسها من الطابق الثالث، خوفًا من الموت حرقًا في أثناء اشتعال النيران في برج دمنهور بعد انفجار أسطوانة أكسجين داخل مركز علاج طبيعي، ما أسفر عن إصابة 14 شخصًا بحروق وكسور وكدمات متفرقة.
في الطريق إلى محطة دمنهور
وروي "رزق" تفاصيل الواقعة منذ بدايتها، قائلًا: "كنت في طريقي لمحطة قطار دمنهور، وعندما وصلت لمنطقة الكوبري العلوي أمام مبنى مديرية الأمن القديم، شاهدت تصاعدًا كثيفًا للأدخنة والنيران بالعقار المحترق، وكذا أشخاصًا عالقين بالمبنى، عندها لم أتردد في تقديم المساعدة".
وأكمل: "أحضرت بطانية من أحد الجيران واستعنت بمجموعة من الأهالي للإمساك بها، تحسبها لسقوط أحد من العالقين، ثم أحضرت سلمين حديديين تابعين لأحد سيارات الحماية المدنية، وربطتهما بعضهما البعض ليكونا أكثرا طولًا، ووضعتهما على المبنى لأصل لنهاية الطابق الأول، وعند وصولي لمنتصف السلم، وجدت الأم العالقة ألقت بنجلتها قبل أن تشتعل النيران فيها، فنزلت مسرعًا للإطمئنان عليها".
العناية الإلهية تنقذ الأم
وأضاف: "عقب ذلك بلحظات قليلة فوجئت بإلقاء الأم لنفسها من الطابق الثالث ولكن العناية الإلهية أنقذتها، حيث ارتطمت بإحدى اللافتات الموجودة بالطابق الثاني، وحينها لم أتردد لحطة ورددت الشهادة وتسلقت السلم، حتى وصلت للسيدة، وأقنعتها أن تنزل بطريقة محددة عبر السلم حتى لا يقعا سويًا، ووجهتها بالتمسك بكتفي"، مشيرًا إلى أنه "بسبب النيران كان البلاستيك يسيح وينقط على كتفي ودراعي وراسي لكنني ظللت متماسكًا حتى أنزلت السيدة".
إحضار سلم خشبي
واختتم: "بعد ذلك جاءت لي فكرة بأن أحضر سلمًا خشبيًا ووضعه على سور بلكونة المنزل المجاور للبرج المحترق، وبالفعل نجحت الفكرة، وجرى إنقاذ شاب ونجلته الرضيعة، وإخراجهما من العقار المحترق".
كان رجال الحماية المدنية بالبحيرة، تمكنوا من إخراج عدد 23 أسطوانة أكسجين تم العثور عليهم داخل عيادة الطب النفسي ومركز العلاج الطبيعي الذي شهد انفجار اسطوانتين أكسجين وتسبب في اندلاع حريق هائل ببرج دمنهور السكني، مما أسفر عن إصابة عدد 14 شخصًا مابين حالات اختناق وحروق من الدرجة الأولى وتم نقلهم للمستشفي العام لتلقي العلاج.
والمصابون هم كلا من، "سلوي محمد سعد" ٤٢ عاما، مصابة بحروق كتفرقة بنسبة ٢٥٪، "هناء يحي زهران" ١٠ سنوات، مصابة بحروق متفرقة بنسبة ٦٠٪، "حسين رضا حسين" ١٩ عاما، مصاب بكدمات وسحجات متفرقة، "إبراهيم رمضان غراب" ٢٨ عاما، مصاب بجروح متفرقة بنسبة ٣٥٪، "أم كلثوم حس محمد" مصابة باختناق، إبراهيم احمد منصور مصاب بجرح بإصبع اليد اليمني، "آلاء محمد التداوي" ٢١ عاما، مصابة بحروق متفرقة، "محمد محمد مسعود" ٣١ عاما، مصاب باختناق، "نبيل عبدالفتاح البربري" ٤٠ عاما، مصاب بجروح بالساعد الأيمن، "سعيد محمد رضا غانم" ٣٧ عاما، مصاب بقطع بأوتار اليد اليسري، "أحمد عبدالحميد بركات" ٣٧ عاما، مصاب باختناق وجرح بالرأس، "نورة بسيوني الصياد" ٥٥ عاما، مصابة باختناق، "روان ابراهيم الشحيمي" ٢٥ عاما، مصابة باختناق، و"سيرا ابراهيم منصور" شهرين، مصابة باختناق.
وتسلق عدد من أهالي مدينة دمنهور، أحد المنازل المجاورة للبرج السكني الذي نشب فيه حريق قبل قليل اثر انفجار اسطوانة أكسجين "أنبوبة"، وذلك باستخدام سقالات خشبية في محاولتهم منهم بإخماد الحريق بالتعاون مع رجال الحماية المدنية.
وتلقى مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحيرة، إخطارا من قسم شرطة دمنهور، يفيد باندلاع حريق داخل برج سكني بجوار الكوبري العلوي بدمنهور أمام مبني مديرية الأمن القديمة.
بالانتقال والفحص، أظهرت التحريات الأولية انفجار اسطوانة أكسجين "أنبوبة" داخل عيادة بالطابق الثالث للبرج السكني المشار إليه، وتم السيطرة علي الحريق بمعرفة قوات الحماية المدنية، وتحرر المحضر اللازم للعرض علي النيابة العامة لتباشر التحقيقات.