جشع تجار وتصرفات من حزب الله.. الأزمات تحاصر الشعب اللبناني

عربي ودولي

الأزمات تحاصر الشعب
الأزمات تحاصر الشعب اللبناني


 

ما بين القرارات المتتالية للحكومات اللبنانية المتعاقبة بشأن ارتفاع زيادة أسعار المحروقات وفساد وسطوة بحزب الله الإرهابي، يقع المواطنون ضحية فشل نظام ميشال عون، والذي يتسبب في واحدة من أسوأ الانهيارات الاقتصادية في التاريخ الحديث، في ظل الغياب الكامل للدولة.

 

وتفاقمت حالة تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان، وسط تجاهل الهيئات المكلفة ضبط عمليات تهريب المحروقات التي يقوم بها حزب الله لخدمة أجندته الإرهابية، وإفشال النظام اللبناني كافة محاولات إقامة حكومة مستقرة للقضاء على مساع انتشال البلاد من الأوضاع الاقتصادية المتردية.

 

وتعيش لبنان أزمات اقتصادية حادة وبلوغ معدلات الفقر إلي مستويات غير مسبوقة، بعدما أصبح 74% من المواطنين من الفقر، في ظل انهيار قياسي في العملة المحلية أمام الدولار الأمريكي وفقدانها أكثر من 90% من قيمتها، جراء توقف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتعثر تنفيذ خطة الإصلاح.

 

وبات اللبنانيون أمام جشع تجار السوق السوداء وتحمل الأسعار المضاعفة للحصول على البنزين والهروب من الطوابير الطويلة، بالتزامن مع اشتداد أزمة المحروقات إلى درجة الاختناق، فيما يترقب المواطنون قدوم فصل الشتاء في ظل شح المحروقات المخصصة للتدفئة والتنقل ولمولدات الكهرباء.

 

وفي صباح يوم الجمعة الماضي، قررت وزارة الطاقة اللبنانية رفع الدعم بشكل رسمي عن المازوت، حيث رفعت سعر صفيحة البنزين حوالي 38%، ليصل  صفيحة البنزين 95 أوكتان لـ174300 ليرة، بعدما كانت الأسبوع الماضي 126400 ليرة، والـ98 أوكتان لـ180000ليرة بدلا من 130500 ليرة، كما أنه هناك اتجاه لرفع الدعم رسميًا أيضًا عن البنزين.

 

ووصف البنك الدولي، الأزمة الاقتصادية في لبنان بأنها الأسوأ على المستوى العالمي منذ قرن ونصف قرن، حيث تغرق لبنان بالأزمات السياسية والاقتصادية منذ أكتوبر 2019، تنعكس على العديد من الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي وشبكات الطاقة والرعاية الصحية.

 

كما يتوقف دعم صندوق النقد الدولي إلى لبنان، على إلغاء كافة أشكال الدعم على المحروقات وإقرار البطاقة التمويلية مع تخفيف عدد العائلات التي ستستفيد منها، بالإضافة إلى الإصلاحات المالية كتوحيد سعر الصرف وإصلاح الكهرباء.

 

ومن جانبه، قال جاسم عجاقة الخبير الاقتصادي اللبناني، إن السلطات اللبنانية أمام خيارين كلاهما مر أحدهما استمرار دعم المحروقات وتحمل استهلاك العملة الصعبة والآخر رفع الدعم مما يخلق تضخم ضمني يؤدي لارتفاع الأسعار جميع المنتجات في البلاد.

 

وأضاف عجاقة، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه هناك نوعاً من الاحتكار الذي يتم ممارسته من قبل عصابات علي الأرض في لبنان، مؤكدا أن الحل يكمن في ضرب السوق السوداء الذي شرعه التجار، والتخلص من الاحتكار، بالإضافة لوقف تهريب المحروقات خارج البلاد.

والجدير بالذكر أن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي كان قد صرح اليوم الإثنين أن استئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي ضرورة لإخراج البلاد من أزمتها المالية وأن هذا الأمر ليس بالخيار، مشددا على أن الأموال التي وصلت من الصندوق لن يتم صرف دولار واحدا منها إلا ضمن خطة واضحة وسوف تعرض على مجلس النواب.