في ظل وجود الميليشيات.. هل يستطيع العراق إعادة مكانته الحقيقية بالمنطقة؟
بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003 علي يد القوات الأمريكية، وتم تكوين العراق الجديد أصبح الوضع في العراق غير مستقر وذلك بسبب سيطرة وهيمنة بعض المليشيات بالإضافة إلى الفساد الكبير الذي أدى إلى خسائر ضخمة في البلاد.
وأيضا يوجد دول مستفيدة من هذا الوضع الموجود عليها العراق من تلك الدول إيران وتركيا الذين يحاولون الهيمنة والسيطرة علي خيرات العراق.
تحاول "الفجر" الأوضاع وحالة عودة العراق إلى مكانته الحقيقية؟
حقيقة الوضع في العراق
قال الباحث علي رجب، الخبير في الشؤون الجماعات الإسلامية، أن العراق وفقا للدستور هي دولة موحدة وهناك حكم ذاتي لإقليم كردستان، وذلك موجود قبل 2003، لكن ما يحتاجه العراق نظام سياسي قوي.
وأضاف الباحث علي رجب في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن عودة العراق إلي قوتها تحتاج إلي إنهاء شكل نظام الرئاسات الثلاثة"الرئيس- رئيس اللحكومة- البرلمان" هل العراق بحاجة لنظام رئاسي أو نظام برلماني، ويوجد أمر آخر هو هل العراق سيكون مركزيًا أم توجه إلى الفيدرالية وكلها ملفات ورؤية لشكل الدولة العراقية.
واستكمل رجب، أنه من الصعب على الحكومة القادمة في ظل هذا المناخ السائد في العراق وتسلط الميليشيات المسلحة، وأيضا وجود دول عديدة وخاصة إيران وتركيا مستفيدين من حالة "التشرذم" في السلطة العراقية، والنظام السياسي الحالي، كما أن النخبة السياسية التي جاءت بعد 2003 هي نخبة مستفيدة من هذا النظام السياسي القائم في العراق، وهو نظام يجعل من عملية الفساد منتشرة داخل مؤسسات الدولة العراقية.
وأكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن خسائر العراق أكثر من تريليون دولار خلال 20عاما، وأن قادة الأحزاب العراقية ومن جاءوا بعد 2003 مستفيدين من هذا النظام، وعملية تغيير النظام تعني تهديد لمصالح قوى داخلية وخارجية، هناك ميليشيات "فاطميون" الشيعة، وهي جزء من الميليشيات الإيرانية في المنطقة.
صراع القوة العراقية
أشار الكاتب العراقي علي البيدر، الخبير في الشؤون السياسية، أن أمر توحيد الصف العراق مرة ثانية واقف علي الإرادة السياسية وذلك تشهد العراق حالة من الصراع بين قوة الدولة وقوة الا دولة.
وأضاف الكاتب العراقي علي البيدر في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن البعض يحاول استغلال معاناته الشعب العراقي وذلك من أجل الحصول على مواقع جديدة داخل البرلمان العراقي الجديد، وذلك من أجل السيطرة علي حقب وزارية في تشكيل الحكومة الجديدة.
وأكد الخبير في الشؤون السياسية، أن جميع التيارات الموجودة في الساحة العراقية الآن تسعي إلي خفض قوة المليشيات التي تملك السلاح وإذا استمرت الأوضاع هكذا وسيطرت قوة الدولة علي الا دولة سوف تعود العراق إلي قوتها الحقيقة مرة ثانية.
مشاكل العراق
صرح الدكتور مثني العبيد، استاذ العلوم السياسية بجامعة تكريت، أن هناك العديد من المشاكل التي تواجه العراق والتي تجعل العراق لم ترجع إلي مكانتها الاقليمية والدولية، وكان من أبرز المشكلات هي الأزمة السياسية المزمنة التي تشهدها الساحة العراقية والاضطرابات الامنية التي بلغت ذروتها بإستيلاء تنظيم داعش على اجزاء واسعة من البلاد في العام 2014.
واضاف الدكتور مثني العبيد، أن هناك أزمة أخري وهي الأزمة الإقتصادية ولم تستطع الحكومات العراقية المتعاقبة معالجتها على النفط كمصدر أساسي لتمويل الموازنة العامة للبلاد، ويوجد أزمات أخرى مثل انتشار الفساد المالي والإداري والسياسي والسلاح خارج سيطرة الدولة سواء لدى المليشيات المسلحة أو العشائر التي باتت تمتلك سلاح مختلف الأنواع.
واختتم استاذ العلوم السياسية بجامعة تكريت، أن التدخل الإقليمي السلبي في الساحة العراقية ويعتبر من المعوقات الحقيقة التي تقف الدولة العراقية، ولكن مع إرادة وطنية ودعم دولية تستطيع العراق العودة مرة ثانية إلي مكانته الحقيقة.