الصراعات القومية في إثيوبيا تهدد بمجاعة حقيقية وتزيد معدلات الفقر
تعد إثيوبيا ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان ومنذ ١٩٩٤ وهي تعاني من التوترات العرقية والدينية، وهي من تلك الناحية تعتبر قارة في حد ذاتها تنتابها بطبيعة الحال صراعات أهلية قومية ما بين قبائل الأورومو والأمهرا والصوماليين والتيغراي والأوفرا والأوجادين وبني شنقول
ووفق بيان الأمم المتحدة، تصاعد الخلافات في منطقة تيغراي أعقبه حصر المساعدات الإنسانية على المنطقة وباتت حياة ملايين الإثيوبيين في شمال البلاد مهددة
وفي تحذير صارخ قالت: مع القتال النشط في منطقتي عفار والأمهرة المتاخمتين بين قوات التيغراي والجيش والقوات المتحالفة معه يتجاوز عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات طارئة خمسة ملايين ويواجه ٤٠٠٠٠٠ حالة شبيهة بالمجاعة.
قوات المعارضة تمنع وصول الطوارئ إلى تيغراي:
وقال جرانت ليتي، مندوب الأمم المتحدة والقائم بأعمال تنسيق الشؤون الإنسانية في النطاق الإثيوبي بشكل عام، إن حياة ملايين المدنيين تعتمد على قدرتنا على إيصال الغذاء وإمدادات التغذية والأدوية إليهم وغيرها من المساعدات الحيوية
وأوضح المنسق العام، إن ما يزيد عن ١٤٩ شاحنة كانت في قافلة ذهبت إلى ميكيلي عاصمة تيغراي الأسبوع الماضي ولم تعد، وبعد وصول المساعدات الغذائية إلى العاصمة أديس أبابا، أكدت الحكومة الإثيوبية عن إعاقة وصول الإمدادات لمنطقة تيغراي ومنطقة وولو الواقعة شمال أمهرة، بسبب قوات المعارضة.
إتهامات متبادلة:
أعقب ذلك إعلان بيلين سيوم، المتحدثة باسم رئيس وزراء إثيوبيا، حدث عائق منع وصول الإمدادات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين في تيغراي والجهة الفاعلة في ذلك هي جبهة تحرير تيغراي الشعبية
ومن جانبها رفضت الجبهة الشعبية لتحرير تغيراي هذا الأمر وألقت باللوم على الحكومة قائلة إنها فرضت الحصار على المناطق التي تسيطر عليها وقطعت الاتصالات والكهرباء
في هذا الصدد يقول محمد سليمان طايع، خبير الشؤون الإفريقية، وفق تقرير التنمية البشريه الذي يصدر عن البرنامج الانمائى للأمم المتحدة UNDB، إثيوبيا في المرتبة الدنيا ضمن أفقر ٣٠ دوله بواقع سكان يربو الآن عن مائة مليون نسمة.
وأضاف سليمان في تصريحات خاصة " للفجر"، بطبيعة الحال تزداد حدة الفقر مع وجود الحروب الأهلية وعوامل تدني الإستقرار السياسي الناشئة عن الإيموجرافي المعروفة بتوزيع القوميات، وعلى الرغم من إمكانية تحويل تلك القوميات إلى عامل قوة في بعض الدول إلا أنها تمثل مصدر التطاحن وعامل الضعف في إثيوبيا.
وعلل خبير الشؤون الإفريقية ذلك التطاحن إلى أن إقليم تيغراي محط أنظار العالم بسبب المجاعات والأوبئة وتدهور أوضاعه الإجتماعية الناتجة عن الصراعات بشكل عام، ولا تزال الأمم المتحدة تدعو إلى ضرورة وصول الإغاثات إلى مستحقيها التي بات وصولها شبه مستحيلًا وأصبحت منكوبة من صراعات الأورمو والتيغراي.
التعددية القومية سبب صراعات إثيوبيا:
واستطرد: يتم إذكاء القوميات من العالم الخارجي، والدولة الإثيوبية شأنها شأن الكثير من الدول الإفريقية التي نشأت فوق الإسميات والتاروكياليزم، الولاء الفوقي، والسبب الأول في حدوث تلك القوميات والتعددية الإسمية هو مؤتمر برلين الذي قسم الدول الأفريقية عام ١٨٨٥ ولم يراعي توزيع الإسميات فنجد أن هناك قوميات في دولة وقومية أخرى في أكثر من دولة على سبيل المثال دولتي رواندا وبروندي فقد انتقلت الصراعات الأهلية بين قبيلتي الهوتو والتوتسي الموجودتين في كل دولة فلم يكن الصراع أساسًا بين دولتين وانما حروب أهلية قومية امتدت عبر الدول، والحل المعروف لتهدئة الأوضاع أمنيًا هو أن تنجح الدولة الأم في جعل الولاء الأسمى لها عن طريق تنفيذ خطة المواطنة دون تمييز بين القوميات والديانات
وأوضح المحلل السياسي، أن الأزمات بوجه عام التي تواكبها الدولة الإثيوبية تهدد كافة مشروعاتها ومن ضمنها مشروع سد النهضة.
ويؤكد قائلًا: المحرك الأساسي الذي يدفع إثيوبيا للمضي قدمًا في سد النهضة هو فكر إثيوبيا الغير واعي وأطماعها في الهيمنة السياسية عن طريق السيطرة على حوض النيل والتحكم في دول المصب مصر والسودان، وليس كما يزعم الإثيوبيين من رغبتهم في التنمية وتوليد الطاقة الكهرومائية حيث يمكنها ذلك عن طريق إقامة مجموعة من السدود الخضراء دون المساس بأمن دول أخرى