علماء: ثقب طبقة الأوزون لعام 2021 يعادل حجم قارة بأكملها

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كثرت الأقاويل في الأونة الأخيرة حول ثقب الأوزون وخطورته الشديدة على الكرة الأرضية وسكانها، وفي هذا التقرير سيعرض لكم "الفجر" آخر تطورات ثقب الأوزون منذ اكتشافه حتى عامنا هذا.

مُنذ اكتشاف العلماء ثقب الأوزون وقد دق ناقوس الخطر أبواب كوكب الأرض فقد كشفت الأبحاث العلمية والدراسات بعد أن بدأ العلماء بقياس الأوزون في الغلاف الجوي فوق القارة القطبية الجنوبية منذ عام 1957، وفي عام 1976 لاحظوا انخفاضا واضحا في مستوى الأوزون، في البداية ظن العلماء أنه أمرا طبيعيا، فقد تختلف مستويات الأوزون من فصل لآخر وتنخفض بشكل خاص خلال فصل الربيع، وقد سجل العلماء بالفعل انخفاض سمك طبقة الأوزون خلال فصل الربيع بنسبة 10 %، ثم لاحظوا أن الأمر يزداد سوءا في كل فصل عن سابقه، عندها بدأ العلماء بالقلق، فقد اكتشفوا للتو أكبر ثقب أوزون في العالم، وفي عام 1985 تأكد العلماء أن ثقب الأوزون يمثل مشكلة كبيرة وأنها ناتجة عن البشر أنفسهم، ومن الجدير بالذكر أن العلماء اكتشفوا ثقب الأوزون بعد بضع سنوات من تشكله في أواخر سبعينيات القرن العشرين، وقد أكدت وكالة ناسا وجوده عام 1985م.
 
وأوضحت الدراسات أن الغازات التي يصنعها الإنسان وتحتوى على كلوروبروم، تمكنت من الهروب للغلاف الجوى العلوى، وتحولت إلى جذور لتبدأ تفاعلاتها التى دمرت طبقة الأوزون، وقد وضع العلماء لثقب الأوزون تعريفًا علميًا وهو منطقة رقيقة تقوم بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية والأشعة الضارة الأخرى التى يمكن أن تسبب العديد من الأمراض كالسرطان والقضاء على النباتات والكائنات ذات الخلية الواحدة.

ويظن البعض أن ثقب الأوزون هو حفرة إلا أن هذا مصطلح خاطئ فهو ليس عبارة عن حفرة أو مجال يدخل منه الأشعة الضارة، فهو عبارة عن طبقة حدثت بسبب الأضرار الكيميائية التى قام بها البشر، بحيث أصبحت تؤثر على الطبقة الجنوبية.

التركيب الكيمائي لثقب الأوزون
يعتبر الأوزون O3 من العناصر الضرورية للحياة على سطح الأرض مثله كالأكسجين O2 والماء H2O، حيث يمتص الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تصلنا من الشمس، ويعمل على حماية أشكال الحياة على سطح الأرض، وبالرغم من أهمية طبقة الأوزون للبشر إلا أن أنشطة البشر أنفسهم ألحقت الضرر بطبقة الأوزون حيث أدى إطلاق المواد الكيميائية التي صنعها الإنسان مثل مركبات الكلوروفلوروكربون، والهالونات، ورابع كلوريد الكربون، 19، 1، 1، ثلاثي كلور الإيثان، وبروميد الميثيل إلى نضوب طبقة الأوزون في طبقة الاستراتوسفير فوق القارة القطبية الجنوبية، علما أن ثقب الأوزون يعني ترقق طبقة الأوزون في الستراتوسفير، ولا يعني وجود ثقب بالفعل، والذي يتغير فصليًا، ففي بعض الأوقات من السنة يكون الثقب أكبر بينما في أوقات أخرى عكس ذلك.

أين يتواجد ثقب الأوزون؟
والجدير ذكره أن معظم الأوزون يكمن في الغلاف الجوي، في منطقة الستراتوسفير وتحتوي على حوالي 90٪ من جميع الأوزون في الغلاف الجوي، فهو يوجد على ارتفاع 7 إلى 25 ميلًا، ما يُعادل 11-40 كم، في الغلاف الجوي فوق سطح الأرض، ويعمل كواقي شمسي للكوكب، يحميه من الأشعة فوق البنفسجية.

في كل عام، يتشكل ثقب خلال أواخر الشتاء في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية حيث تتسبب الشمس في تفاعلات مستنفدة للأوزون، والتي تنطوي على أشكال نشطة كيميائيًا من الكلور والبروم المشتقة من مركبات صنعها الإنسان.

مصير ثقب الأوزون لهذا العام 2021
أعلن مركز كوبرنيكوس في بيان سابق له عن أن ثقب هذا العام "تطور إلى فجوة أكبر من المعتاد".

وقد صرح فنسنت هنري بيوخ، مدير الخدمة، خلال تصريحات صحفية: "لا يمكننا أن نقول خلال هذه المرحلة كيف سيتطور ثقب الأوزون. ومع ذلك، فإن ثقب هذا العام يُشبه بشكل ملحوظ ثقب عام 2020، والذي كان من بين الأعمق والأطول عمرًا في سجلاتنا منذ عام 1979".

وأضاف بيوخ: "ثقب الأوزون 2021 هو الآن من بين أكبر 25٪ في سجلاتنا منذ عام 1979، لكن العملية لا تزال جارية، وسنواصل مراقبة تطوره في الأسابيع المقبلة ولا يعني ثقب الأوزون الكبير أو الصغير في عام واحد بالضرورة أن عملية استعادة إغلاقه لا تسير كما هو متوقع، ولكن يمكن أن يُشير إلى ضرورة إيلاء اهتمام خاص ويمكن توجيه البحث لدراسة الأسباب الكامنة وراء سبب اتساع ثقب الأوزون".

وكشف العلماء المسؤولون عن مراقبة الثقب في طبقة ⁧‫الأوزون‬⁩ الذي يتطور سنويًا أنه أصبح أكبر من المعتاد وأنه حاليًا أكبر من القارة القطبية الجنوبية.
 
فقد ذكر الخبراء أن حجم الثقب المرصود زاد بشكل كبير الأسبوع الماضي إذ باتت مساحته تغطي نحو 23 مليون كيلومتر مربع، وخلال السنوات الماضية كان حده الأقصى نحو 20 مليون كيلومتر مربع.

ويقول باحثون من خدمة مراقبة الغلاف الجوي في كوبرنيكوس أن ثقب هذا العام ينمو بسرعة وهو أكبر من 75٪ من ثقوب الأوزون في هذه المرحلة من الموسم منذ عام 1979.