طارق الشناوي يكتب: التاريخ يهزم الجغرافيا

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي




تتغير مواقع النجوم على الخريطة الفنية، وكثيراً ما يتم إعادة تفنيط "الكوتشينة"، وقد تتبدل الأحوال، بين القمة والسفح، وما نراه ثابتا، قد يتبدد فى لحظة، النجم الذكى هو الذى يتعامل باحترافية مع كل هذه المعادلات، يضبط موجته ودرجة حرارته، ولا يتشبث بموقع قد تجاوزه الواقع.

كانت القبائل القديمة تصنع آلهة من العجوة لتعبدها وعندما يستبد بها الإحساس بالجوع تأكلها.. ألا تجد شبها بينهم وبين نجومنا، الناس تصنعهم، وتتهافت عليهم، الكل ينتظر نظرة أو ابتسامة، متابعوهم على السوشيال ميديا بالملايين، ولا يجدون وقتاً للرد على عشاقهم، وبعد أن ينتهى العمر الافتراضي للنجم، يلتهمه أيضاً عُشاقه، حتى يفسحوا الطريق لآلهة جديدة.

تعددت الأرقام التى نتابعها الآن، والكل يؤكد مصداقيتها، ويتجاوز فيها سعر النجم فى المسلسل أو الإعلان عشرات الملايين، لا أستطيع أن أعتبر ما أقرؤه يعبر عن الحقيقة الموثقة، ولكن أيضا لا أستطيع أن أضعها كلها تحت مظلة الشائعات والترهات، رغم يقينى أن من يصنعها هم أيضاً النجوم.

يقولون مثلاً إن محمد رمضان تقاضى في مسلسل "موسى" ضعف أجر نجم كبير بحجم يحيى الفخرانى، فى مسلسل "نجيب زاهي زركش" ، لا أملك إجابة للتأكيد أو النفى، فقط لا أستبعد حدوثها.

في الماضي كان يحيى- وأعنى قبل نحو 10 سنوات- يحصل على أعلى أجر فى دراما التليفزيون، ولم يتغير هذا الوضع إلا مع دخول عادل إمام على الخريطة الدرامية بمسلسل "فرقة ناجي عطالله" عام 2012.

قطعا عادل يدعمه اسمه وتاريخه وأفلامه، وأيضا ندرة تواجده على شاشة التليفزيون، جاء يحيى فى المركز الثاني على خريطة الأرقام بعد عادل ولا ثالث لهما، بينما في أكثر من حوار، يؤكد رمضان أنه الأعلى أجراً. 

التاريخ والجغرافيا، يشكلان مواقع وأحجام وأجور النجوم، نعم هناك زمن وأعمال فنية وعشرة قديمة مع الجمهور، يجب أن توضع فى الحسبان، وأعنى به التاريخ، بينما البعض لا يعنيه سوى الجغرافيا، أقصد اللحظة الآنية، رغم أنها بطبعها «زجزاجية».. (حبة فوق وحبة تحت).

حكى لى يحيى الفخرانى أنه والفنان الكبير محمود مرسى، عند لقائهما الوحيد معا فى مسلسل «التعلب فات» تأليف أسامة أنو عكاشة وإخراج محمد النجار، كان هناك تخوف لدى شركة الإنتاج من توقف المشروع فى أى لحظة بسبب صراع محتمل، قد ينشب بين النجمين على كتابة التتر، ومن يسبق من؟.

لم يشترط مرسى ترتيب اسمه على التترات، ترك الكرة فى ملعب شركة الإنتاج، بينما الفخرانى هو الذى اشترط، وقال لهم يسبقنى اسم الأستاذ مرسى، رغم أنه كان وقتها اسمه أعلى جماهيريا، ويحصل أيضا على الأجر الأعلى.

حكى لى محمود ياسين أنه فى فيلم «أين عقلى» قصة إحسان عبد القدوس وإخراج عاطف سالم، شارك فى بطولته أمام سعاد حسنى ورشدى أباظة، طلب محمود من الإنتاج أن يأتى اسمه تاليا لرشدى، رغم أن محمود كان يتقاضى الأجر الأعلى بين كل النجوم، والذى اعترض على التترات هو رشدى أباظة وطلب أن يأتى اسمه تاليا لمحمود.

التاريخ والجغرافيا لاعبان أساسيان فى المنظومة الفنية، البعض مع الأسف يكتفى فقط بالجغرافيا، رغم أنه ولو بعد حين سيفضحه ويهزمه حتما التاريخ!!.

[email protected]

المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).