واشنطن تدعو القوات الإريترية للانسحاب فورا من إثيوبيا.. ما القصة؟
صرح اليوم الجمعة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أنه يتوجب علي القوات الإريترية الانسحاب من إثيوبيا فورا وبلا رجعة، وتأتي هذه الخطوة من جانب القيادة السياسية لزيادة الضغط على طرفي النزاع للجلوس على طاولة المفاوضات ووضع حد للقتال، وجاء ذلك التصريح بعد أن دعت واشنطن مرارا وتكرارا إلى إنهاء الصراع عن طريق التفاوض ووصول المساعدات إلى إقليم تجراي، كما تعهدت الويات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات شديدة علي كلا الطرفين، إذا استمر القتال ولم يصلوا إلى حل سلمي على طاولة التفاوض.
بداية النزاع
يعود أساس هذا النزاع في تيغراي والتدخل المرجح لإريتريا فيه إلى انهيار التحالف خلال القرن الماضي بين جبهة تحرير تيغراي والجبهة الشعبية لتحرير إريتريا اللتين خاضتا حربًا قوية للإطاحة بنظام الرئيس الراحل "منغيستو هيلا مريام" عام 1991.
نتائج التحالف
وكان نتائج النزاع في الإقليم أدى إلى مقتل ما يزيد على 60 ألف قتيل، وإصابة عشرات الآلاف بإعاقات دائمة وهروب مئات الآلاف خارج البلاد.
شروط الاتفاق
واتفقت إثيوبيا وإريتريا علي أن ميناءي "عصب ومصوع" الإريتريين على البحر الأحمر يستخدمان كمنفذين بحريين لتجارتها من وإلى العالم، كما يتوجب علي الطرفين إلتزام بالتعاون التام بينهما في قضايا الأمن والدفاع المشترك، والإبقاء على العملة الإثيوبية (البرّ) كوحدة نقد مشتركة للبلدين إثيوبيا وإريتريا.
انهيار التحالف
و لم يدم هذا الاتفاق طويلًا وقامت إريتريا بالمطالبة بترسيم الحدود بين البلدين، كما شرعت في إعادة إصدار عملتها الوطنية القديمة الخاصة بها "النقفة " بدلًا من العملة الإثيوبية بدعوى دعم استقلالها الاقتصادي، وإلى جانب ذلك دبت الخلافات بين البلدين بشأن رسوم استخدام الموانئ الإريترية من قبل إثيوبيا والتجارة العابرة للحدود، وعلى طول الحدود بين البلدين انفجر فجأة صراع كبير خلال جولتين، بدأت الأولى في 6 مايو عام 1998 والثانية في 18 يونيو عام 2000.
أما الأن فقد اندفع أبي أحمد إلى المواجهة العسكرية، موصدًا الأبواب أمام كل الوساطات الإفريقية والدعوات الدولية لإنهاء الحرب والعودة إلى الحوار والتفاوض.