عودة طالبان المفاجئة تلقي بظلالها علي الدبلوماسيين الأفغان في الخارج
تركت عودة طالبان المفاجئة إلى السلطة مئات الدبلوماسيين الأفغان في الخارج في حالة من عدم اليقين: نفاد الأموال اللازمة لمواصلة عمل البعثات، وخوف العائلات ويأسها للحصول على ملاذ في الخارج.
وقالت الحركة الإسلامية المتشددة، التي أطاحت بسرعة بالحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب في 15 أغسطس، إنها بعثت برسائل إلى جميع سفاراتها تطلب من الدبلوماسيين مواصلة عملهم. لكن وصف ثمانية من موظفي السفارة الذين تحدثوا لرويترز بشرط عدم الكشف عن هويتهم في دول من بينها كندا وألمانيا واليابان الخلل الوظيفي واليأس في بعثاتهم.
صرح دبلوماسي أفغاني في برلين "زملائي هنا وفي العديد من البلدان يناشدون الدول المضيفة لقبولهم"، وقال إنه يخشى ما قد يحدث لزوجته وبناته الأربع اللائي بقين في كابول إذا سمح باستخدام اسمه. واضاف "أنا أتوسل حرفيا. الدبلوماسيون مستعدون لأن يصبحوا لاجئين"، مضيفا أنه سيتعين عليه بيع كل شيء، بما في ذلك منزل كبير في كابول، و"البدء من جديد".
قال أفضال أشرف، خبير العلاقات الدولية والزميل الزائر بجامعة نوتنغهام البريطانية، إن البعثات الأفغانية في الخارج تواجه فترة "من النسيان المطول" حيث تقرر الدول ما إذا كانت ستعترف بطالبان. وتابع "ما الذي يمكن أن تفعله تلك السفارات؟ إنهم لا يمثلون حكومة. ليس لديهم سياسة للتنفيذ"، مضيفا أنه من المرجح أن يُمنح موظفو السفارة حق اللجوء السياسي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة إذا عادوا إلى أفغانستان.
سعت حركة طالبان، التي فرضت تفسيرًا صارمًا للشريعة الإسلامية مع عقوبات مثل بتر الأطراف والرجم خلال حكمها السابق من عام 1996 إلى عام 2001، إلى إظهار وجه أكثر تصالحية منذ عودتها إلى السلطة. وقد طمأن المتحدثون الرسميون الأفغان بأنهم ليسوا في حاجة للانتقام وسيحترمون حقوق الناس، بما في ذلك حقوق المرأة.
لكن التقارير التي تتحدث عن عمليات تفتيش من منزل إلى منزل وأعمال انتقامية ضد مسؤولين سابقين وأقليات عرقية جعلت الناس قلقين. وتعهدت طالبان بالتحقيق في أي انتهاكات. وأصدرت مجموعة مبعوثين من الحكومة المخلوعة بيانا مشتركا هو الأول من نوعه، أوردته رويترز يوم الأربعاء قبل نشره للجمهور، داعيا زعماء العالم إلى رفض الاعتراف الرسمي بطالبان.