جلد ورجم.. مآسي المرأة الأفغانية في ظل حكم طالبان

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


بعد سقوط كابول في يد حركة طالبان أصبح وضع المرأة الأفغانية في أسواء حالة بسبب عدم تمثيل المرأة في الحكومة الجديدة بجانب تقيد حريتها في العمل والخروج من المنازل.

وذلك ما دفع الحركات النسائية إلى الخروج ضد الحركة وأفعالها، ما يأتي عكس ما تم الاتفاق عليه في الدوحة مع الجانب الأمريكي.

وهذا التقيد دفع بعض النساء إلى الهروب من حكم طالبان، وكذلك هروب المعلمات والعلماء.

وتحاول "الفجر" رصد آخر التطورات بخصوص وضع المرأة الأفغانية ورأي المجتمع الدولي.

وضع المرأة الخطير
قال الباحث علي رجب، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إن مستقبل وضع المرأة الأفغانية ضبابي إن لم يكن سوداوي تحت حكم طالبان، فاليوم مارست الحركة التشدد الكبير على نساء أفغانستان، حيث قامت الحركة بجلد امرأة ورجمت أخرى وفقا لوسائل الإعلام الأفغانية، والنشطاء الأفغان، وهناك تقييد كبير على حرية الحركة ورفض تحرك المرأة في السفر من مدينة إلى مدينة بدون محرم، وأيضا جاء حديثهم عن العمل والتعليم للمرأة بشكل سلبي، ولكن ستمارس طالبان قيودا كبيرة تهدد هذه الحقوق التي حصلت عليها النساء قبل سقوط حكومة أشرف غني.

وأضاف الباحث علي رجب في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه "وفقا لدستور حركة طالبان الذي أصدرته في 2005، تنص المادة 39 من دستور "الإمارة الإسلامية" على "أن ينظم تعليم البنات في حدود الشريعة الإسلامية، بواسطة قانون خاص"، أي أن كل حقوق وعدت بها طالبان سيسبقها شرط أساسي وهو تفسير الحركة المتشدد لنصوص الدينية، وأيضا سيكون الحجاب فرض إلزامي، ولن يكون هناك حرية للمرأة الأفغانية في اختيار ترك الحجاب أو شكل الحجاب، وتنص المادة 43 من دستور طالبان، أن "الحجاب الشرعي واجب الرعاية"، هذه المادة كفيلة بأن تكون المرأة الأفغانية تحت تهديد العقاب لترك الحجاب الشرعي الذي تحدده طالبان، وشكل الحجاب".

وأكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن قوانين منع زواج القاصرات، والحق في السفر مهددة من قبل طالبان، فقد صدر قانون في عام 2009 يحمي النساء من الزواج القسري والحمل والعنف، ولكن هذا القانون مهدد من قبل حركة طالبان، إذا وجدته يتعارض مع تفسيرتها للشريعة الإسلامية، فتعود ظاهرة زواج القاصرات إلى أفغانستان هذه المرة بقانون من طالبان، بالإضافة إلي تصريحات قيادات في الحركة أنهم لم يدربوا عناصرهم على التعامل مع المرأة في الشارع، وأيضا أن المرأة مكانها البيت، وكذلك أن عمل وتعليم المرأة وفقا للشريعة هو يعني اسقاط كافة حقوق المرأة الافغانية التي حصلت عليها ومارستها قبل سبتمبر 2021.

التدخل الدولي
صرح الدكتور إكرام بدرالدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن وضع المرأة الأفغانية أصبح مهدد بسبب حكم طالبان وبجانب الممارسات الخطيرة التي تقوم بها الحركة تجاة المرأة.

وأضاف الدكتور أكرام بدر الدين في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه من الممكن سوف تشهد أفغانستان تحركات دولية ضد طالبان بسبب تلك الممارسات العدائية ضد المرأة وهذا عكس ما تم الاتفاق عليها.

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن وضع المرأة سوف يكون أسواء بدون التدخل الدولي والضغط على طالبان وبدون ذلك سوف يرجع المرأة مكانته كما كانت في حكمهم السابق.

التعامل مع المرأة من منطق عقائدي
وأشار الدكتور هشام البقلي، مدير مركز سلمان زايد للدراسات الاستراتيجية، الخبير في الشؤون السياسية، أن الوضع الحالى للمرأة الأفغانية كان متوقعا مع وصول طالبان إلى سدة الحكم.

وأضاف الدكتور هشام البقلي في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن طالبان تتعامل مع المرأة من منطلق عقائدى وليس منطلق سياسي وهناك فارق كبير بين العقيدة والسياسة فالعقيدة لاتتغير بتغيير الأوضاع بعكس السياسة، والفكر المتشدد لطالبان سيجعل المرأة فى أفغانستان تعيش أسوء عصور القمع والتهميش فى تاريخ الدولة.