مصطفى عمار يكتب: هالة سرحان.. المرأة التي غيرت شكل الإعلام؟! (2)

مقالات الرأي



 لم أتوقع حجم التفاعل الكبير الذي حدث بعد نشر مقال الأسبوع الماضي حول الإعلامية الكبيرة هالة سرحان.. عشرات الاتصالات من تلاميذها ومن الأصدقاء طلبوا مني خلالها مواصلة الكتابة عن تاريخ سيدة ظلت لسنوات طويلة متربعة علي عرش البرامج التليفونية ليس في مصر فقط ولكن في الوطن العربي، وأعتقد أن بعد هالة سرحان لم تأتي مذيعة مصرية أو عربية بمثل هذا النجاح الغير مسبوق، فالآن المذيع مهما بلغت نجوميته لا تستطيع تخطي حاجز حدود دولته على عكس ما حدث مع هالة سرحان التي جعلت الوطن العربي كله يردد جملتها الشهيرة روتانا سينما.. مش تقدر تغمض عينيك وهو ما يعكس حجم نجوميتها وتأثيرها الكبير بجميع دول الوطن العربي وشمال إفريقيا..
 وفي البداية أود أن أصحح بعض المعلومات التي وردت في المقال السابق.. والخاصة برحيل الإعلامية هالة سرحان عن قنوات إيه أر تي بسبب خلافات مع الإعلامية صفاء أبو السعود، والحقيقية أن هالة سرحان رحلت عن القنوات الشهيرة المشفرة لأنها عرضت عليها تجربة أول فضائية مصرية غير مشفرة وهي قناة دريم والتي أسستها مع رجل الأعمال الراحل أحمد بهجت والمهندس أسامة الشيخ صاحب التاريخ الكبير في تأسيس القنوات الفضائية المصرية والعربية، ولكن بعد النجاح الكبير الذي حققته هالة مع قنوات دريم وجدت أن الإدارة بها تحارب هذا النجاح بفرض قرارات لم ترضي عنها هالة، فهي كانت أول رئيسة قناة تسمح بعرض أغاني الأفلام السينمائية الجديدة بين فواصل البرامج، ووجدت الإدارة تلغي هذا القرار بحجة أن هذه مواد إعلانية يجب دفع مقابل مادي لها، ولكن هالة وقتها كانت تبحث عن تحقيق نسب مشاهدة كبيرة للقناة ومحاولة ربطها مع نجوم الوسط الفني والمشاهد في نفس الوقت، والأمر الثاني أن الإدارة اعترضت على وضع صورة كبيرة لها سرحان داخل ديكور برنامجها وطالبوها أن تقوم بإزالة الصورة، رغم أن برامجها على شاشة القناة واليت لا تزال القناة تعرضها حتى هذا اللحظة قبل توقفها كانت البرامج الأكثر مشاهدة في مصر والوطن العربي، سواء برنامج الحقيقية الذي تركته لمعده وقتها الكاتب وائل الإبراشي ليقدمه بدل منها وهي لا تزال موجودة في القناة، أو حتى برنامجها هلا شو الذي استضافت به كل نجوم مصر والوطن العربي.. ولكن الحرب داخل القناة من جهة الإدارة كانت مشتعلة، في نفس الوقت الذي قدم لها الأمير وليد بن طلال عرض بتأسس وإطلاق مجموعة قنوات روتانا الشهيرة، فقررت هالة مغادرة دريم وهي حزينة علي سنوات نجاحها التي منحتها للقناة عن طيب خاطر.. لتبدأ رحلة نجاح وصعود أخري مع قنوات دريم.. والأمر الثاني الذي وجب تصحيحه في مقال الأسبوع الماضي هو مدة غياب محمد أديب عن والدته بسبب بعض الخلافات الأسرية.. وذكرت أن مدة غياب محمد عن والدته طالت إلي 15 عام، ولكن الحقيقية كما ذكرتها لي الإعلامية الكبيرة هالة سرحان هي 6 سنوات فقط.. ولكن يأتي السؤال الأهم في مسيرة هالة سرحان والذي يحاول البعض محاربتها به حتي الآن حتي بعد غيابها عن الفضائيات لمدة تتجاوز الست سنوات.. وهي المتعلقة بالدعوي الذي أقامها ضدها أحد المحامين بسبب عرض حلقات من برنامجها عن فتيات الليل في السينما المصرية والربط بين ما قدم في السينما وما نعيشه في الواقع.. والحقيقية أن أطراف هذه القضية جميعهم لا يزالوا علي قيد الحياة وشاهدون علي براءة هالة سرحان من هذه القضية بكافة تفاصيلها.. فرئيس تحرير هذه الحلقات الشهيرة هو الكاتب الصحفي الكبير محمد هاني، وصاحب فكرتها وتنفيذها هو الكاتب الصحفي وائل عبدالفتاح والكاتبة الصحفية أميرة ملش، ومخرج هذه الحلقات هو المخرج السينمائي الكبير سامح عبدالعزيز، ومشرف عام الإنتاج بها هو الإعلامي عماد ربيع، وأسماء أخري عديدة لا تسعفني ذاكرتي عن تذكرها، وأعتقد أن جميعهم يعرفون تفاصيل القية وما حدث فيها لحرق هالة سرحان إعلامياً وإبعادها عن مصر.. والأسبوع القادم نكمل باقي القصة بتفاصيلها الحزينة! لنجيب علي سؤال.. من اغتال هالة سرحان؟!