المفتي: إطلاق استراتيجية حقوق الإنسان جزء من مكافحة الإرهاب
قال الدكتور شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية رئيس الأمانة العمة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الدليل المرجعي اهتمَّ بتحديد الاستراتيجيات الممكنة والفاعلة والمبتكرة لمكافحة التطرف، وإيجاد آليات مناسبة لتنفيذ تلك الاستراتيجيات بناءً على سياسات الدولة والعمل المجتمعي، وبخاصة عبر مشاركة الشباب والنساء ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية فيها، مع الأخذ في الاعتبار دَور المرأة والشباب في الحد والكشف المبكر عن مؤشرات التطرف، وقد صيغ الدليل بشكل علمي رصين بعيدًا عن الغموض؛ ليكون سهل العبارة قريب المأخذ.
جاء ذلك في الندوة التي نظمتها الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجي، وأدارتها الدكتورة فاطمة سيد أحمد عضو الهيئة الوطنية للصحافة تحت عنوان "الدليل المرجعي الصادر عن هيئات الإفتاء في العالم لمواجهة التطرف واستراتيجية المواجهة".
وأضاف أن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي جزء لا يتجزأ من جهود التجديد ومواجهة التطرف، وأن إطلاق الاستراتيجية بمثابة تجفيف لمنابع الإرهاب.
وأضاف فضيلته: إن وجود المسلمين والمسيحيين في مكان واحد، هو رسالة لتلاحم المجتمع. مشيرا إلى دور ذلك وتميز تجربة الوحدة الوطنية والتعايش بين المصريين جميعا.
ولفت النظر إلى نموذج الصحابي الجليل سيدنا عبد الله بن عباس في الرصد والتحليل في التعامل مع الخوارج قائلًا لهم: "جئتكم من عند أمير المؤمنين"، بما يدعو إلى التمسك بالدولة، و"من عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، بما يدعو إلى المنهج السديد في مقابل منهجهم المزيف، وهذا منهج قويم يُحتذى به في الرصد والمرجعية.
وأشاد بالعبقرية المصرية التي أبهرت العالم على مر العصور، فاستشهد بعلماء مصر القدامى أمثال الإمام المجتهد المحدث الفقيه الليث بن سعد كما أشاد فضيلة المفتي بالمصريين الذين أبهروا العالم في تكاتفهم وتلاحمهم ضد الإرهاب، فقد لفظوه وأنكروه ورفضوهم؛ مما جعل الإرهاب يتراجع ويندحر، وهذا بفضل الله وبفضل وعي المصريين وبفضل جهود القوات المسلحة الباسلة وبفضل قوات الشرطة، فلن يستطيع أي عدو أن يفرق المصريين بإذن الله. مشيرًا فضيلته إلى أن العالم كله في حاجة إلى مصر وأن مصر لديها القدرة أن تمد يدها للجميع، بل وعصية على كل من يريد هدمها لأن الله يريد لها الخير.
وعن استشهاد بعض المتطرفين بمشروعية قتال كل الناس بشكل عشوائي استنادًا لما ورد عن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ...." قال فضيلته: إن الأمرَ بالقتال لم يرد بصيغة (أمرتم) أو (أمرنا) أو (أمركم)، بل جاء بصيغة «أُمِرْتُ»؛ مما يدل على أن الأمر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم جاء على جهة الخصوص، دون غيره من أمته. وهذا يدل على أن الأمر بهذا القتال خاص بالإمام ولي الأمر؛ بدلالة قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أُمِرْتُ»، ومن ثَمَّ؛ فقد تقرر في الشرع الحنيف أنه لا يجوز لأحدٍ الجهاد إلا تحت راية ولي أمر الوقت الحاضر. وهناك فرق كبير في المعنى بين التعبير بكلمة "أقاتل" التي تشير إلى الدفاع والمقاومة ردًّا للعدوان، وبين لفظة "أقتل" التي تعني البدء بالعدوان والمبادرة بالهجوم بقصد القتل؛ لذلك عَدَلَ البيان النبوي الشريف عن التعبير بها. وهذا الفرق الشاسع بين المعنيين لا يخفى على إدراك العربي الفصيح، وتأتي كلمة «النَّاس» الواردة في الحديث النبوي الشريف من قبيل العام الذي أُريد به الخاص، حيث بيَّنت السنة النبوية المطهرة ذاتها المقصود بالناس في هذا الحديث، وأكدت أنهم هم المشركون دون غيرهم.
وقد أشادت د. فاطمة سيد أحمد بالدليل المرجعي؛ لكونه دراسة شاملة وافية ومرجعًا مهمًّا في قضية التطرف، وجهدًا فريدًا من نوعه يستحق المزيد من الاهتمام والعناية، مطالبة بضرورة إقامة حلقات بحث كثيرة حول المرجع، ونقاشات متعددة، فهو مرجع متميِّز رصد كل حركات التطرف.
وبدوره أعلن فضيلة الدكتور إبراهيم نجم -المستشار الإعلامي لفضيلة المفتي، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- أن دار الإفتاء ترصد ما يتحرك على الأرض وما يتفاعل معه الناس وما يشغل بالهم.
وفي ختام الندوة أهدى المهندس عبدالصادق الشوربجي مفتي الجمهورية درع الوطنية للصحافة، وقد حرص رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ومفتي الديار المصرية على التقاط صورة تذكارية مع عدد من رؤساء مجالس إدارة المؤسسات الصحفية ورؤساء تحرير عدد من الإصدارات الصحفية.