بعد خطة كبرى لإنقاذه.. تعرف على هرم العمارة المائية "سور مجرى العيون"
بدأت محافظة القاهرة بالتنسيق مع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والآثار، خطة كبرى لإنقاذ سور مجرى العيون من تراكمات القمامة في حرمه وتحت عقوده وبجوار أحجاره، وعبر التقرير التالي نتعرف على السور الملقب بهرم العمارة المائية في مصر.
سور مجرى العيون، والمعروف باسم قناطر المياه، بدأت فكرته عندما قام الوزير بهاء الدين قراقوش بأمر من صلاح الدين بغنشاء القلعة وأسوار القاهرة الحربية، حيث حفر بشر في القلعة لتوفير المياه لها، وهو البئر المعروف ببئر الحلزون والمشهور باسم بير يوسف نسبة إلى يوسف بن أيوب وهو صلاح الدين.
وفي مرحلة من مراحل توسعة بئر الحلزون أصاب الحفارون عينًا مالحة، أفسدت مياه شرب البئر، فبدأ قراروش في التفكير بوسيلة أخرى لنقل المياه إلى القلعة، فكانت فكرته هي الاستعانة بالأسوار الحربية وجعل مجار للمياه فوقها.
وفي العصر المملوكي قام السلطان الناصر محمد بن قلاوون بعمل تلك القناطر الضخمة التي تعد تجديد بديل لفكرة بهاء الدين قراقوش لإمداد القلعة بالمياه العذبة، وذلك سنة 712 هـ - 1312 م، ثم بنى لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذًا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة.
ولم يبق من مجار المياه النقية العتيقة التي أنشأها صلاح الدين شئيا غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة، وكان قد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبي.
وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديمًا حتى القلعة وقد بُنى هذا السور من الحجر النحيت وتجرى عليه الماء فوق مجموعة ضخمة من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهي بصب مياهها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفي عصر السلطان الغورى أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواق بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.
يذكر أن محافظة القاهرة نفذت حملة نظافة برئاسة اللواء إيهاب الشرشابى رئيس هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، لرفع المخلفات التاريخية المتراكمة بجوار سور مجرى العيون جنوب القاهرة، ورفعت المعدات أمس السبت، مخلفات البناء والتراكمات التاريخية الموجودة منذ أكثر من 30 عامًا، بالتنسيق مع قطاع الآثار الإسلامية بوزارة السياحة والآثار بمنطقة سور مجرى العيون.
وأكد الشرشابى أن الهيئة مستمرة فى رفع الحالة القصوى للعمل برفع تلك التراكمات التاريخية من مخلفات الهدم والبناء وتراكمات والتى يتم رفعها، حيث تم الاصطفاف بالكامل من عمال ومعدات ثقيلة وسيارات ولوارى وسيارات الكنس الآلي لإتمام عمليات النظافة والإنقاذ.