من المتسبب في سقوط إخوان المغرب؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بعد أن أسفرت نتائج انتخابات الرئاسة المغربية مساء أمس بفوز حزب التجمع الوطني للأحرار ب ٩٧ مقعدا مقابل ١٢ مقعدا لحزب العدالة والتنمية (الإخواني)، والذي يعني توقف مسيرة عشرة سنوات قضاها الحزب الإخواني في الحكم وانتهائه بهزيمة مدوية.. توضح "الفجر" كيف تحقق ذلك ومن هو المحرك الرئيسي لذلك الحزب الذي استطاع بسلاسة وسرعة فائقة الإطاحة بحزب ونظام تمركز عشر سنوات في الحكم.

المتسبب الأول في سقوط إخوان المغرب
عزيز بدوار أكَرض أوضاض، ولد بتافراوت، وأكمل دراسته في الخارج وحصل على شهادة في التسيير الإداري بجامعة شيربروك الكندية سنة ١٩٨٦، عاد إلى المغرب ليصبح بعدها رئيس مجموعة أكوا وهي شركة قابضة تسيطر على عشرات الشركات المتخصصة في توزيع البنزين والاتصالات والخدمات، وانتخب ما بين ٢٠٠٣ و٢٠٠٧ رئيسًا لمجلس جهة سوس ماسة درعة.

كما كان عضوا بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وعضوا متصرفا بمؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء. وهو عضو في مكتب الاتحاد العام لمقاولات المغرب وعضو مجلس إدارة البنك المغربي للتجارة الخارجية وعضو في مؤسسة "أكاديميا" ومجلس إدارة "بنك المغرب"، وسبق أن كان رئيسا لتجمع النفطيين المغاربة، وعضو في خلية التفكير التي أسسها الملك الحسن الثاني سنة ١٩٩٩ المعروفة ب "مجموعة ١٤". وفي ٢٩ أكتوبر ٢٠١٦ انتخب أخنوش بالأغلبية رئيسا لحزب التجمع الوطني للأحرار، والذي استطاع من خلاله الإطاحة بحزب التنمية والعدالة والصعود على كرسي حكم المغرب

تمهيد الطريق لفرض السيطرة
ولم يكن صعود أخنوش مفاجئا، فعزيز صادقه الملك الحسن السادس من أجل إزاحة إسلاميي حزب العدالة والتنمية، بعد أن عينه في الحكومة المُشكلة في أبريل عام ٢٠١٧ باقتراح من سعد الدين العثماني ليشتغل هذا الأخير تحت رئاسته، وأمضى عزيز خمس سنوات في إعادة بناء حزبه بشكل جذري، ونشْر نفوذه، وقدم برنامجه السياسي في جميع أنحاء المغرب، ٢٠٠٧، وقبل دخوله الحكومة كان عضوا في مجلس بلدية تافراوت، مسقط رأسه والتي أول من ساهم في صنع الماكينة الإنتخابية الخاصة به لتعمل في التخلص من السنوات العجاف التي طالت المغرب.
وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات التي جرت أمس، ظل أخنوش يجمع كل معارفه وخبراته الإقتصادية والسياسية في برنامج انتخابي طموح أظهر خطايا حكم العدالة والتنمية في الفترة الماضية.

انتصار وتطلع
وباتت رئاسة أخنوش للحكومة مسألة وقت، بعدما أعلن وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار نتائج الانتخابات البرلمانية بالمملكة بعد فرز ٩٧٪ من الأصوات.

وكشفت النتائج عن حصول حزب التجمع الوطني للأحرار على ٩٧ مقعدا، فيما حل حزب الأصالة والمعاصرة ثانيا ب٨٢ مقعدا، ثم حزب الاستقلال ثالثا ب٧٨ مقعدا.

في الوقت نفسه، حصد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ٣٥ مقعدا، تلاه حزب الحركة الشعبية ب٢٦ مقعدا.

كما حصل حزب التقدم والاشتراكية على ٢٠ مقعدا، ثم ١٣ مقعدا للاتحاد الدستوري، وأخيرا حزب العدالة والتنمية ب١٢ مقعدا فقط.

استراتيجيات مستقبلية
كما أظهرت حملة أخنوش الانتخابية تقديمه وحزبه، التجمع الوطني للأحرار، لعدد من الخُطط والاستراتيجيات الحُكومية، التي تهدف أساسًا إلى النهوض بالمجال الاجتماعي في المملكة المغربية.

وخلال حملته الإنتخابية وعد أخنوش بقبام حزبه بتعميم التغطية الصحية وفتح باب الحق في المعاش لكل العاملين، بمن فيهم الممارسين حاليا في القطاع غير المهيكل، أما الأشخاص الذين يعانون وضعية إعاقة، فيُقدم لهم الحزب خطة تشمل التغطية الصحية المجانية، والوقاية والكشف المبكر، وتوفير مساعدين مختصين في الرعاية، ودعم الجمعيات.

وللدعم المُجتمعي، يضع الحزب خطة لدعم الأسر، ب٣٠ دولارًا من التعويضات الشهرية عن كل طفل في حدود ٣ أطفال لكل أسرة، شريطة مواصلة الانخراط في النظام التعليمي. ومنحة عن الولادة قدرها ٢٠٠ دولار عن أول مولود، و١٠٠ دولار عن المولود الثاني.

كما يتعهد أخنوش وحزبه بتشجيع المقاولين الشباب، ومحاربة البطالة، إلى جانب تعزيز الصناعة المحلية، وتقوية العلامات المصنوعة في المغرب.